الخميس، 5 أبريل 2012

في ذكرى انتفاضة موسم النبي موسى..شعب يأبى الإذلال

إن تاريخ فلسطين ومن سبر أغواره ليدرك عظمة هذا الشعب وحرقته الشديدة على وطنه والذوده عن حياضه ومدى حيويته وحركته وصبره وجلده ومكابدته الصعاب بقلب صلب ثابت مستمد قوته ورسوخه من جذوره أرضه والعون من الله فقضيته عادلة وهذا ما سيجعلها تنتنصر إن شاء الله..

ومن يتهم هذا الشعب الأبي بالتخاذل أو نسيان ذاكرته فقد أجحف في حقه وجانب الحقيقة ونحن نحكي في كثير من المقالات عن الربيع الفلسطيني إذ بنا نتفاجئ أن فلسطين عوّدتنا في كل ربيع أن تبرز لنا آيات الصمود والشهادة ...

وفي ربيع 1920 - 4 من شهر أبريل قام الشعب المقدام بثورة النبي موسى وبمناسبة التسمية فهي إحدى المناسبات التي كان الشعب الفلسطيني يحتفل بها والتي أقرها صلاح الدين الأيوبي والغرض منها أن تبقى فلسطين وشعبها دائما في يقظة وعلى أهبة للتصدي لكل غاشم ويكونون على إستعداد لرد أي عدوان والحفاظ على أرضهم ضد أي شر قد يلحقها والبذل لها كل غال ونفيس..

وكانت هذه المناسبة تجمع جموعا غفيرة تلهب أسماعهم خطب فعّالة لها تأثير قوي على النفوس حتى يحموا وطنهم وفي هذا المشهد العظيم المفعم بروح الكرامة والعزة والتعهد بالحفاظ على الوطن الغالي إذ بمستوطن يهودي يقدم على إحراق العلم الفلسطيني وكذا أسبابا أخرى كتصريحات عنصرية وعدائية صدرت من صهاينة تعادي كل العرب ..

فهذه الأسباب وغيرها كانت الفتيلة الأولى في إشعال الثورة فأخدت الجموع الغاضبة تزحف وإتسعت رقعة الغضب حتى عمّت جميع البلاد ..

وهذه الثورة المجيدة تصور لنا قوة تحدي هذا الشعب المعطاء والتصدي لقوى الشر وحلفاءهم وكانت أولى الإنتفاضات التي ألهبت الجموع كي تواجه الظلم وقد إستمرت الثورة 10 أيام متواصلة حتى تصد ظلم المغتصب والمتآمر فالشعب الفلسطيني دائما في ثورة ومن إطلع على تارخه المجيد أكيد سيقف على شعب جبار يأبى الإذلال ويضحي بكل غال ونفيس في سبيل أن يحيا الوطن كريما شامخا عزيزا..

وبعد هذه الأحداث عمدت حكومة الإنتداب على إقالة الزعيم الوطني كاظم الحسيني وأوفدت الحكومة لجنة تحقيقي حيث وقفت هذه اللجنة على حقيقة ستظل محفورة في ذاكرتهم وهي أن 90 في المئة من العرب أهل البلاد لا يرغبون في بقاءهم على أرضهم بل ويكنون لهم الحقد لأنهم عرفوا أن بريطانيا تخوض سياسة تآمرية على وطنهم ومقدساتهم وأدرك الشعب الفلسطيني حجم المؤامرة التي تحكيها كي تزرع كيانا غاصبا في وطننا ..

والناظر لهذه الثورة تأخذه الدهشة إذ كيف كان الغضب على الإهانة يجعل النفوس تثور ولا تستكين للظلم بل وتعمد للتصدي له بالإرواح وتوصل صوتها قويا مجلجلا حتى يعي الغاصب أنه لن يأمن في وطننا ومقدساتنا
حقا هي أيام لن تمحوها السنين ولا الأحداث وستظل تطل علينا بعنفوانها متى تكررت المشاهد وعلا صوت الحق من جديد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق