السبت، 7 أبريل 2012

الحاجة امّ الإبتكار

بات الكل يعلم أن الحصار ما هو إلا سياسة عقابية ينهجها المحتل في حق الشعب كي يغيّر من قاناعاته وينقلب عن من إختارهم طواعية بالإضافة للحصار المقيت تلته إجراءات أكثر فظاعة حتى تنال من صلابة الشعب الطيّب وذلك من خلال أزمة مفتعلة وهي أزمة الوقود والتي زادت من تفاقم الأزمات وزادت من المعانات...

وأمام هذا الحصار وهذه الحاجة تتهيأ النفوس للإبداع والإبتكار فقد دفع هذا الحال شبابا لبحث في أنجع السبل كي يجتازوا هذا النقص وقد جعل هذا النقص حافزا لهم في إبتكار سيارة تعمل بالكهرباء وكان البعض يشكك في قدرتها على السير لكن بحمد الله نجحت التجربة وسارت السيارة مسافة مهمة بعد شحنها مرات وقد يعد البعض هذا الحل حل ترقيعي والأزمة يلزم أن تعطى لها حلول جدية نقول لهم : على الأقل هذا يعد إنجازا كبيرا في ظل الحصار فهذا الأخير كان مدعاة لتشغيل العقول بدل الركون للأمر الواقع دون البحث عن الحلول وطبعا هذا الإنجاز كان في السنين الأولى للحصار ..

وسيظل إبداعا رغم قلة الإمكانيات وفي ظل الحصار ولو وجدت الفرصة من يتبناها ويحفز مبتكريها ويمدهم بالدعم الكافي حتما سيزيد هذا من إبداعاتهم فبدل أن تلعن الظلام دوما إشعل شمعة تبدده بها ..

وكانت إحدى دول الخليج بدأت بمشروع هام وهو إنشاء السفن وقطعت فيه مراحل مهمة لكن للأسف ما إن إكتشف الذهب الأسود في باطن أراضيها حتى توقف المشروع وأصبحت دولة مستهلكة وتوقفت عجلة الإبداع ومن المعلوم أن النفط له وقت وينتهي فماذا أعددنا للمستقبل ؟؟
ونسينا المثل الرائع : بدل أن تعطيني سمكة كل يوم علمني كيف أصطاد ..

وإنجاز آخر قامت به غزة لتفادي نقص الوقود وهو الإعتماد على الطاقة الشمسية طبعا هذه لن تكون حلولا دائمة لأن تكاليفها قد لا تكون في مقدرة أو متسع الكل لكنها حلولا تبتكرها حتى تخفف من حدة الأزمة ومعلوم أن الطاقة الشمسة هبة من الله يعطيها لنا بلا حدود وهذه الطاقة نظيفة ولا تنضب ومتجددة وقد تساعد إن إستعمل بطريقة موفقة و بواسطة أجهزة خاصة لهذا الغرض فقد تعطيك طاقة تعينك على ضخ المياه الصالحة للشرب والحفظ والتبريد وخلق إنارة إلى ما هنالك ...

ويستفيد منها خاصة القطاع الصحي والعالم بأسره يبحث بخطى حثيثة للإستفادة منها بدل الإعتماد على طاقة تقليدية بل البحث في إيجاد طرق متجددة وخلق طاقة بديلة نسبة مخاطرها تقل عن مخاطر الطاقة المتعارف عليها والتي رفعت درجة حرارة الأرض ولوثتها وأضرب بصحة الإنسان ..

وهذا العمل يعد إنجازا مهما تتغلب غزة به على النقص الفظيع والمتكرر والذي أضر أساسا بالقطاع الصحي وأنذر بكارثة إنسانية إن لم تبادر الدول المعنية بحل الأزمة وهذه التجربة الناجحة ستفتح آفاقا مهمة في الإبداع والإبتكار مستقبلا وعدم الركون أو الإستسلام للمشكلة وتركها تتفاقم ويتسع تأثيرها ..

وتبقى حلولا مهمة ومفيدة وقد غطت ولو إلى حين إحتياجات المستشفيات وقللت من تأثيرات النقص وحدّته قد يكون هذا حلا مؤقتا لحين إستفاد منه هذا القطاع إلا أن المشكلة ستظل كابوسا يؤرق غزة ما لن تجد لها حلولا جدية لتفادي الأزمة نهائيا مستقبلا ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق