الخميس، 5 أبريل 2012

مستقبل الإخوان في أرض الكنانة

من المعروف عن فكر الإخوان تدرجه في الخطاب نحو دولة إسلامية ثم عالمية فهي إهتمت بالفرد ثم المجتمع ثم الدولة فهذه هي الخطوات التي سطرتها حركة الإخوان في فكرها منذ الثلاثينيات حتى تمكين للإسلام وخلافة الله للمسلمين في الأرض إن شاء الله وهذه الخطوات التي عهدناها من الإخوان نحو دولة مسلمة ..

هل الإخوان اليوم بتقديمهم مرشحا للرئاسة حرقوا هذه المراحل كلها أم ماذا ؟؟
أم أن الأجواء متاحة لهكذا خطوة وعلى ماذا إعتمدوا في تسطير هذه الخطوة والمضي فيها ؟؟
ومصر اليوم كما يعلم الكل تحتاج لجهود جبّارة حتى تخرج من أزماتها طبعا نحن لا نشكك في قدرة الإخوان أن يقودوا السفينة حتى تبلغ مرفأ الأمان ولكن سؤال تبادر لذهننا لماذا كان العزوف عن هذا المنصب ثم تفاجئ الجميع بالعدول عنه ثم جاء الترشيح ..

وعندما نحس بحراك للغرب هنا وهناك يساورنا القلق نحن لا نتسهين بكفاءات الإخوان أبدا فهم طاقات عالية لكن الخوف ليس منهم بل عليهم فالأعداء متربصين بمصر لثقلها ووزنها وموقعها والعدو الذي لا يستطيع أن يقضي عليك أو يعجز على مواجهتك لقوتك ومكانتك وموقعك قد يعمد لتفتيتك وتجزيئك وبذلك يضعفك وينال منك أو يعمد لتشويه صورتك بطريقته الخاصة طبعا يزكيك وفي المقابل يقوي منافسيك فتجد نفسك في عراك مستمر يشغلك عن المهام الصعبة التي تنتظرك..

والمعروف أن الغرب يأخذ بشماله أضعاف أضعاف ما يعطيك بيمينه والغرب معروف عليه أنه لا يهب الأوسمة جزافا يهبها بما تقتضيه مصلحته وما ينذر بالخوف هي هذه الخلافات التي لاحت بين مؤيد ومعارض للقرار ..

مصر اليوم تمر بمرحلة صعبة وحرجة ومالم يكن الرئيس أيّا كان إسمه مالم يكن مؤهلا للقيادة بحنكة وخطة محكمة لإخراج البلاد من أزماتها فقد يتسرب الإحباط للشعب وقد يساوره الشكوك في أهلية حاكميه وقد يثور عليهم مجددا ..

هل الإخوان تعجلوا ؟؟ !! أم أنهم أخذوا بما أخذ به الصديق عليه السلام حين تقلّد الأمانة وهو مدرك مشاقها حتى ينقد البلاد والعباد لكن الصديق عليه السلام مدعوم بوحي وقوة الله كانت تحيطه نسأل الله لمن تحمل عبء المسؤولية التوفيق والسداد والعون من الله له ..

ومعروف عن الغرب أن ما يهمه مصالحة بالدرجة الأولى وحمايتها فأي ضمانة أعطيت للإخوان حتى قبلوا بخوض هذه الغمار؟؟ وهل هذه الخطوة تخدم مصر كما تخدمهم أم ستشتت أصوات الإسلامين والمرشحين وقد تكون عراقيل تضعف الجميع على السواء ؟؟..

خوفنا منصب على خطوة الإخوان من أن تكون غير محسوبة أو إستعجلوا فيها أو قد تنال منهم صحيح هم مدركون جيدا حساسية المرحلة وجسامة المسؤولية فأي رئيس سيكون على المحك فشعب إنعتق من براثن الإستبداد لن يقف متفرجا على ثورته ومكاسبها بل يريد أن يرى ثمار ثورته بادية على كل المناحي ..

نحن لا نشك في وعي الإخوان بصعوبة المرحلة لكن مصر تحتاج لمن يساهم في نهضتها والقضاء على كل بؤر الفساد المستشري في مصر فالمهمة ليست بالسهلة فاليوم مصر تحتاج لرجل كفاءة وحنكة ورؤية صائبة حتى توصل مصر لبر الأمان ومن المعروف أن مصر متنوعة الأطياف وهل الإخوان الآن عندهم قاعدة كبيرة تدعمهم وغالبية تستجيب لصدى صوتهم خوف ينتابنا أن تكون الخطوة لها إنعكاسات وقد تكون مضارها تفوق منافعها والله أعلم..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق