الاثنين، 2 أبريل 2012

لماذا يتأخر النصر رغم ما بذل له من تضحيات جسام ؟؟

( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )

إن الله وعد عباده المخلصين بالنصر أولئك الذين إنتصروا على أنفسهم وتطهروا من كل مايشوبها وسدوا كل منافذ الفرقة والتشردم وتغلّبوا على حظ النفس وجسدوا معنى الوحدة هم من قضووا على كل شر وفساد هؤلاء هم من سينالون النصر بعون الله فمن نصر الله وتشبت بحصنه المنيع وأعتز بركنه وإحتمى بكنفه وأعتمد عليه فحتما سينال نصره إن شاء الله ..

لماذا يتأخر النصر إذن ؟؟

فعندما يتأخر النصر فهذه إشارة أن هناك خللا ما يجب تصحيحه أوثغرة ما يجب إغلاقها فعندما تطغى مطامع الدنيا على النفوس وتبعدها عن جادة الحق أو تشغلها عن هدفها الحقيقي هنا يتأخر النصر فالله لا يحابي أحدا فما إن تتوفر شروط النصر جاء وتحقق إن شاء الله .

وقد يتأخر النصر لأن الباطل الذي تقارعه قوى الخير والحق لازال مخدوع فيه الكثيرون ولم ينكشف زيفه فلو تمت الغلبة الآن فسوف يجد هذا الباطل مخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله فتظل له جذور ويحيا من جيد..
فتقتضي حكمة الله أن يبقى هذا الباطل وتظل قوى الخير تكافح وتقاومه حتى يستبين شره للكل وينكشف للعيان زيفه هنا ستتضاعف التضحيات والآلام تزداد حين تتهيئ الأنفس للنصر عندها لن يفلت الله الظالم فالله يمهم ولا يهمل وحتما سيتحقق النصر فالعاقبة دائما للمتقين ..

وقد يتأخر النصر ليكشف الله للمخدوعين ضلال الباطل حتى ينحازون للحق وينصرونه فأول الطريق قد تحس أنك وحدك من تكابد وتدفع الثمن باهضا لكن مع صبرك وثباتك سينضم لك الكثيرون فالنصر يحضى به من يصبر حتى النهاية..

فالنصر يتأخر حتى يميز الله ضعاف الإيمان من الأقوياء والصاديقين من غيرهم فالرخاء وطيب العيش لا يبرز معادن الرجال بل شدة البلاء والمحن هي من تمحّص الطيب عن الخبيث..


وقد يتأخرر النصر حتى نبذل له كل جهد ففي شدة الإبتلاء تصفى النفوس فلا يبقى معك إلا المخلصون فالله لا يعجزه شيئ فلو شاء لأنتقم من الظالم كما فعل بأمثالهم حين طال ظلمهم كل شيئ لذلك إقتضت حكمته جل وعلا أن يصطفي ويختار منا عبادا صالحين حتى تخرج الأنفس أكرم ما فيها وتسقل القلوب والأرواح وتقبل على الله فتهون الدنيا وزخرفها أمامهم ويصبح شغلهم الشاغل رضى الله وإعلاء كلمته ويضحّوا بكل غال ونفيس فتغدو النفوس مشرقة تهفو لما عند الله ولما أعده الله لأصفياءه من خلقه..

وقد يتأخر النصر حتى تجتاز إمتحان المحن والإبتلاء بجدارة
فعندما يميز الله أهل الحق على من سواهم فلا يبقى معك إلا صفوته من المخلصين فنصرة الحق هدف نبيل فأطلبه بطرق نبيلة أيضا فالنصر له معان جليلة فأجعل عنوانك الإخلاص حتى تناله إن شاء الله ولا تستعين إلا بخالقك فهو القادر على سندك ولو إجتمع عليك كل أهل الباطل لن ينالوا منك لأن قوتك تستمدها من الله ولو كان كثرة العتاد والعدد هي من تجلب النصر لما قامت للحق قائمة فالحق رغم قلة مناصريه لن يهزم أبدا لأنه إمتداد للحق عز وجل ومؤيد منه ..

سيأتي النصر إن شاء الله :

فلا يتسرب اليأس إلى قلبك وتخور قواك وتقف في منتصف الطريق فالله وعدك بالنصر حتى يطمئن قلبك وتصبر على البلاء فأبواب النصر كثيرة فإن طرقت بابا ولم يفتح إطرق بابا آخر فقد تحضى بالنصر منه بإذن الله ولا تستهين أو تقلل من أي أمر قد يوصلك للنصر وأعقد العزم والجد في سبيل النصر حتما ستصل إن شاء الله ..

فالنصر مدخر ومحفوظ للفئة الثابتة الصامدة مهما بلغ الزلزال الذي يعترضهم ومهما واجهتهم من عواصف في طريقهم فسيتحدون بيقينهم كل هذه المنغصات ويدركون النصر مهما بلغت المحن وأشتدت ذروتها فيقينهم بالله لن يتزعزع ..
والمؤمن مهما بلغ الجهد به وبلغت به الشدة حدا لا يوصف فهذه بشرى له أن النصر قريب إن شاء الله ..

ولن تصل ما لم تتسلح بالصبر حتى تنال مبتغاك وعندما يمن الله عليك بأسباب النصر فأغتنمها ووظّفها في محلها وفي طريقها الصحيح فقد لا تصادفك مرة أخرى فمعركة الحق ضد الباطل ماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
النصر يحتاج منك قلبا صلبا وعزيمة قوية وثباتا والأيام دول فإن كنت الآن ضعيف فغدا ستجتاز المحن وتقوى إن شاء الله ..

كلمات راقية من عدة مصادر 

هناك تعليقان (2):

  1. إن النصر والتمكين في الأرض هو وعد من الله سبحانه وتعالى ونعمة ومنّة من الله لا يملكها أحد من البشر ، لكن النصر لا بد له من أسباب ومواصفات ، فيكون النصر لعباد الله المؤمنين المخلصين الموحدين الصادقين .. يكون لمن حقق تقوى الله والخوف من الله عز وجل
    فأين نحن من هذه المواصفات وأين نحن من تقوى الله ؟؟
    الكل يرى ويسمع ما هي أحوال الأمة الإسلامية بالرغم من وجود من فيهم هذه الصفات والإيمان لكن ينبغي أن تكون هذه الصفات موجودة في المجتمع الإسلامي ككل لنستحق نصر الله ولينصرنا الله عز وجل ..فلنكن عباداً لله بحق متقين لله مخلصين بحق لننظر صدق وعد الله تبارك وتعالى ...
    أسأل الله أن ينصرنا ويثبت أقدامنا ويجعلنا من أهل الإيمان والإخلاص
    بارك الله بك أختي الفاضلة ، جعله الله في ميزان حسناتك
    (( شموع الإنتصار ))

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا أختي الطيّبة شموع الإنتصار على هذه الإفادات القيّمة
    نعم أختي الكريم ما إن تتوفر شروط النصر حتى يتحقق فقوانين الله لا تحابي أحدا فلنغيّر ما بأنفسنا حتما سيغيّر الله ما بنا ..
    فنصر الله مرهون بإنتصارنا أولا على أنفسنا وتحريرها من كل ما يشوبها فبذلك يمكّن الله لنا في الأرض إن شاء الله..
    بارك الله فيك وعلى مرورك الطيّب

    ردحذف