الخميس، 26 أبريل 2012

تونس الخضراء بحلة جديدة

بعد سنين من الجذب وسياسة مجحفة أكلت الأخضر واليابس وبعد سياسة تجفيف ينابيع التديّن وخنق الإسلام بل وسلخ المجتمع التونسي من جذوره الإسلامية وعلمنته جاءت الثورة لتعيد الأمة للطريق السوي..

كم إستغاثت الأخت المسلمة في تونس وهي تأبى أن تنزع عنها لباس العفة والطهارة كم لاقت من ملاحقات وتهميش والحجة دائما الحجاب بل وإجبارها على نزعه كان يتبجّح الحاكم أمام العالم بحرية المرأة كما يفهمها ساداته لا كما أقرها ديننا الحنيف كان يريد رضى الغرب هذا الأخير الذي إبتهج برحيله ولم يرحب به عند خلعه ..

أما حال المساجد فكانت تشكو لله أمرها وحالها وقد طالها النسيان كان المؤمن مطارد وتحت الأنظار كانت حربا بكل معنى الكلمة بل وكانت عملية تطهير للقضاء على الإسلام وحربا لا هدواة فيها وشاءت الأقدار أن تنتصر ثورة الياسمين وتعود الحياة لتدب في تونس وتعيد نبض القلوب إبتهاجا بالحرية والكرامة..

جاءت ثورة الياسمين التي أطلقها الشاب الطيّب حين رفض الظلم والذل وثار لكرامته حين ديست فإستنشقت تونس عبير الحرية وعادت لأصولها وعادت تنشد الإصالة فقد رأت فيها عزتها وكرامتها وهويتها وخلاصها ..

فاليوم دبّت الحياة في تونس الخضراء ولبست حلة الإسلام النقية وعاد الحجاب بحلته البهية وقد تزيّنت به الفتيات وما يلفت النظر هو زيادة أعداد المحجبات وعادت المرأة في تونس وهي ترفل في حدائق الكرامة فقد كان الحجاب محظورا وقد عانت الأخت في تونس الأمرين وحرمت من الدراسة ومجالس العلم واليوم رأينا كيف تزيّنت الشاشة بالمحجبات وزادها وقارا وحشمة وعادة لدورها الريادي في خدمة وطنها شامخة وقد إرتدت عنوان الحرة الشريفة حجابها الذي ينطق بكرامتها وشرفها وإباءها ..

أما المساجد فقد دبّت فيها الروح وعاد الناس يتحلقون حول مجالس الذكر وتغيّر المشهد هناك وكلنا عايشنا اللحظات التي قضاها أحد المسؤولين الفلسطينيين  عند زيارته لتونس أحاطوه بعناية فائقة كانوا شغوفين لسماع كلماته وغمروه بكل حبّ أخوي هذا هو الشعب التونسي الطيّب لم تزده القبضة الحديدية التي مورست عليه إلا إصرارا وتمسكا بدينه أما مسجد الزيتونة فقد نفض عن كاهليه سنين القهر وعاد ليلعب دوره الريادي في إحياء النفوس بالمعرفة والعلوم ..

تزينت المساجد بروادها من مختلف الأعمار وعلا الآذان سماء تونس كله إيمانا وفرحا وتهللت المآذن ونزعت عنها وشاح الحزن ولبست توب الفرح وتسابق الشباب للصلوات الخمس بلا خوف أو وجل في جو ينبض بالإيمان في رحاب بيوت الله التي إستقبلتهم أركانها مبتهجة وقد نفضت عنها سنين الإهمال والنسيان حلقات الدروس هي أيضا تزيّنت بروادها أطفال في سنيّ الزهور تتطلع لحفظ كتاب الله وجوهها تغمرها إشراقة وحنين لكتاب الحق ولسماع كلمات الله ..

حقا هذه الأمة فيها الخير الكثير حفظك الله يا تونس وأبقاك للخير معطاءة ولبنيك وفية وللإسلام راية

الأحد، 22 أبريل 2012

أمة تلبس ما لا تنسج

عندما يدبّ الضعف في أي حضارة ويطول سباتها وتتوقف عجلة التطور ليدها وينخرها الفساد هنا تضعف مناعتها وتصبح مرتعا لكل دخيل لأنها وببساطة فقدت حسها ولم تبتكر سبلا لصدّ أي غزو مهما كان نوعه فالتحصين والإنتباه لأي ثقافة دخيلة لهي الخطوة الأولى نحو إستقلالنا إستقلالا حقيقي ..

فالمواطن العربي ينظر لنفسه أنه أقل من الآخر نظرة دونية إكتسبها من تكدس سنين التبعية فخلقت في نفسه هذا الشعور فتجد الشاب العربي يتفنّن في تقليد كل ما هو غريب عن قيمنا وأخلاقنا من طريقة الأكل والمشرب وحتى اللباس ..

بل تجد حتى تسيرحة الشعر يقلدها بطريقتها الغريبة فقط لأن الممثل الفلاني قام بها وحتى اللغة العربية تستغيث لربها فقد أدخلوا عليها كلمات ليست منها هذا كله نتاج السقوط الذريع للأمة ويوم أن كنا في القمة كان هذا الغرب الذي يجري وراءه شبابنا لاهثين لتقليده في كل شيئ كان يأتي ليتعلم اللغة العربية والآن لغتنا تحتظر ..

ففي وطننا العربي تجد الشاب يقلّد الغرب في اللباس دون أن يبدي أي أعتراض يقبل كل ما يعرض عليه حتى وإن كان اللباس لا يوافق قيمنا ومبادءنا وحضارتنا وتجد الأسواق غارقة بهذه الأنواع من الألبسة التي لا تمت لأصالتنا بأي صلة بل قد تجدها فاقدة للذوق فقط لأنها عنوان للمثل الفلاني أو البطل العلاني .

فتجد شبابنا يتهافتون عليها دون وعي منهم أن هذا الأمر هو أيضا عزو لكن من نوع آخر وهنا سؤال يتبادر لذهننا لماذا تغرق الأسراق بهكذا ألبسة ولماذا لا ننسج ألبسة توافق ثقافتنا وتمتاز بالحشمة والوقار ؟؟ ولماذا أصبحنا أمة مستهلكة لكل رديئ ؟؟

نقلّدهم حتى دبنا في ثقافتهم دون أن نشعر بل الأدهى من ذلك حين يرتدي الشباب ألبسة دون أن يعي ما كتب عليها فقد تحتوي على عبارات مخلة للأدب أو كلمات قبيحة أو إساءة فجهله يجعله لا ينتبه وكم من فتاة تعلق في عنقها سلسلة تحتوي على كلمات لو أدركت معناها قطعا لما علقتها ..

وأحيانا تكون تلك الألبسة المستوردة من الغرب تفتقد للتناسق أو ضيّقة في حين تغيب الألبسة المحتشمة والشرعية حتى الحجاب ميّع أحيانا فقد أصبح يثير أكثر مما يستر وهنا حقا نتساءل لماذا قلّدناهم في أشياء تفقدنا شخصيتنا في حين لم نقلّدهم مثلا في صعودهم القمر في تطوير البحث العلمي والإبتكارات والإختراعات لماذا أخدنا منهم الرديئ ونفضنا أيدينا من الأشياء التي ستنفعنا وسيكون بها تقدمنا ورقيّنا ؟؟

وهذه الألبسة التي غزت الأسواق وتلقفها شبابنا دون إكثرات لعواقبها تجدهم في الغرب لا يلبسونها لعلمهم بمضارها أصبحت أسواقنا للأسف تمرير لكل ضار دون تمحيص حتى أن أي لباس يريدون أن يجربوا منافعه ومضاره يجربونه في الأسواق العربية فأضحينا حقل تجارب ..

حتى أن في وقت من الزمن تكلّ من البحث فلا تجد إلا ألبسة تخالف هويتنا وتقافتنا وحين تسأل هل يوجد البديل يجيبك البائع بالنفي وأن هذا هو الموجود لا غير ..

حقا البائع هو أيضا يتحمل جزء من المسؤولية والجزء الأكبر على المعنيين بالأمر ولا يعفى الشاري من المسؤولية هو أيضا فلو نشرنا ثقافة الرفض وأجتهدنا لخلق لباس يوافق قيمنا ورفضنا الألبسة التي تخالف مبادئنا لتغيّر الحال فالرفض الشعبي له صيت ويسمع صداه إن هو إستخدم بطريقة صحيحة وفي مكانه حتى لا ندوب في ثقافتهم وهذا فقط إنبهار بالغرب شكلا لا مضمونا أخدنا الضار وتركنا النافع ..

ومعلوم أن الشركات تطمح فقط للربح لا يهمها خسارة الشباب فالواجب أن نوعي أبناءنا ونخلق في نفوسهم مقاومة كل دخيل ونحصنهم ضد أي إختراق وضد أي مستورد ونفهّمهم أن هذا نوع من الغزو ونزرع في نفوسهم منذ الصغر عدم الركون لكل ما يعرض ..

والغرب يريد لشبابنا حياة الترهل حتى يصل لمبتغاه فينخرنا الضعف وبذلك يسهل عليه تمرير سياسته خطوة خطوة فالأولى أن نقاوم ما يعرض علينا إن كان فيه خطر علينا ونأخذ الطيّب ونرفض الخبيث ونلبس ما ننسج وما يوافق ديننا وحضارتنا وقيمنا أما لباس الغير فما هو إلا سلخ عن هويتنا ..

الخميس، 19 أبريل 2012

في ذكرى يوم الأسير.. دعمنا لهم هو سرّ ثباتهم

ألف تحية وإكبار للأسود خلف القضبان وتحية إجلال وتقدير نرسلها لهم عبر هذا المنتدى الطيب في يومهم ..
فأنتم من أخذتهم على عاتقكم حماية الوطن وشرف صون العرض والأرض فمهما كبّلوا حريتكم ومهما حرموكم رأيت الغوالي فلن يكسروا إرادتكم وستظل هاماتكم مرفوعة شامخة ولن يميتوا الأمل في قلوبكم وأن الفرج قريب إن شاء الله ..

وستظلون للعزة والكرامة عنوان وستظلون ترهبون الأعداء أما السجان وسارقي الإبتسامة سيسجل التاريخ خزيهم وعارهم ولن يرحمهم فالتاريخ لا يحابي أحدا فكما لن ينسى أفعال الأشرار حتما لن ينسى أخيار الأمة من حملوا همها من ضحوا بزهرات شبابهم من فضلوا الأغلال على أن يبيعوا الوطن من تحملوا الأعباء والمشاق ليحيا الوطن عزيزا كريما فأنتم عز العطاء الذي لا ينضب ..

تحية فخر تنبض بها قلوبنا ففي يومكم كسرتهم الصمت وأضحى العالم يعلم بمعاناتكم ويهتم لحالكم وإن شاء الله عما قريب تنعمون بالفرج والحرية إن شاء الله ..
والأسرى نمودج قل نظيره لسانهم لا يتفتر عن ذكر الله شغلوا أوقاتهم بالصلاة وأضحى القرآن خير جليس وأنيس لهم ..
ملأوا أوقاتهم بكل مفيد وأستغلوا كل دقيقة حتى لا يكتنفهم الملل وحولوا السجن من مقبرة للأحياء والإذلال إلى إرادة قوية لن تهزم أبدا وحقل معرفة وعلم والخلوة مع الله والذكر والتسبيح ..

فدعمنا لهم هو سر ثباتهم فقضيتهم عادلة فمهما إعتقد المحتل أن ملف الأسرى غدى في طي الكتمان فحتما سيصحو العالم من غفوته ويتنبه وسيسلّط الضوء على معاناتهم فلن تظل العذابات مكتومة في أقبية السجون فاليوم إطلع عليها العالم ومهما لفق المحتل من تهم جاهزة لديه لينال من كرامتهم لن ينجح فالأسرى ضحوا بسنين عمرهم حماية للوطن الكريم والذود عنه فلن تنال منهم أكاذيبه ..

فمن واجب العالم أن ينتبه لهم وأن يحميهم ويحمي إنسانيتهم ويحفظها ولا يهدرها وأن يحرك ملفعهم فتحريك الملف والتعريف بمظلوميتهم هي من ستجعل الحد لغطرسة المحتل وفي هذا أيضا دعما لهم صحيح أن الأسير يمتاز بروح قوية وصلبة لأنه يدرك أنه على حق وأن إعتقاله كان ظلما في حقه فذلك لن يثنيه عن المضي في درب المقاومة حتى التحرير إن شاء الله فهم الأبطال  فلن jكسر الإرادة ولن يتسرّب الملل واليأس إلى قلوبهم ماداموا يستمدون القوة من الله ثم من الحق الذي الذي يحملونه..

لا يكفي أن نذكرهم في يومهم ونتباكى عليهم ثم ننساهم طيلة العام ونمر على معاناتهم بل تكون للذكرى وقع محسوس يغيّر من واقعهم فبدعمنا لهم نرسم شعاع الأمل في المستقبل للحرية حتى نبدد عتمة الظلم ..

فبدعمنا لهم نحيي في قلوبهم الأمل والحياة حتى يستمر العطاء وبدعمنا لهم ننصر قضيتهم ونسمع صوتهم عاليا ونتعمق في جذور الصراع حتى نفهمه فهذه الذكرى نور سيعيد الحياة لقضيتهم ..

صحيح أن في السجن تفجرت الإبداعات والمواهب لكن السجن يبقى موت بطيئ ورغم ذلك تجد قلوبهم مطمئنة بنصر الله فمهما ثقل الحمل ومهما حبس الدمع في المقل فللإبتسامة موقع فهم اليوم في حاجة ليد حانية تربط على أكتافهم وتسكن آلامهم أما ذوي الأسرى فلا تقل معاناتهم عن الأسرى أنفسهم فالحكايا تشابهت فصولها تجمعهم رحلة العذاب والمعانات وفراق الأحبة معانات قاسية خاصة غيابهم في الأعياد والمناسبات فطعم الحرية غال لا يحس به إلا من حرم منها نسأل الله لهم الفجر القريب..
حقا فلسطين غالية وتستحق التضحية .

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

لماذا عشقوا الشهادة وتاقت روحهم إليها ؟؟

الشهادة وقفة وعزة وشموخ فأي قيمة أعلى من قيمة الشهادة ، فقد ضحوا بأغلى ما منحهم الله عز وجل في الحياة فقد علموا أن بإستشهادهم أهدوا النصر للوطن ونالوا شرفا سارع إليه غيرهم ولم ينالوه ومنّ الله عليهم به ، فالشهادة وسام فخر تقلّدوه  ،فالشهادة راحة ورضوان، ألم نقف على شهداء وقد إكتست الإبتسامة محياهم..

فالشهيد يكتب بدماءه تاريخ أمته ويسطر مجدها والشهيد كالغصن ، ما إن يسقط حتى ينبث مكانه أغصانا قوية فقد إرتوت الشجرة بدماءهم ، فدم الشهيد ينبت على ثرى فلسطين قناديل تضيئ لنا المسير وبدماءهم صنعوا النصر وهذا هو حال المؤمن ، إما نصر يغيض العدى أو شهادة تنير بها الدرب وتعز بها شأن الوطن ..

فهم الأحياء بيننا بمبادئهم وبالحق الذي حملوه وأستشهدوا عليه وهم يسألون الله العودة للدنيا لا لشيئ إلا ليستشهدوا فيها من جديد ، عندما يروا ما أحاطهم الله به من كرم وفضل ومنح فهي منح لا تعطى إلا لمن إختاره الله وأصطفاه لجواره ، فقد جادوا بأغلى ما منحهم الله إياه فقط لإعلاء كلمة الحق ، سلاحهم الإيمان والصبر وقوة الإرادة والثبات والتوكل على الله ..

فهي وسام فخر تزين صدورهم فالشهادة عز أبدي ، فالشهيد لا ينسى وكلما حلت ذكراه حل الحنين له وهفت القلوب حنينا له ، وبكت العيون شوقا إليه ، وكأنه لم يغادرنا وكأنه لازال موجودا بيننا ..
فقد أحبوا الجميع فأحببهم الجميع وستبقى ذكراهم تفوح عطرا ومسكا كلما حلت بظلالها علينا ..

الشهادة هبة وهدية من الله لمن هو أهل لها ، فالشهيد لقي الله كريما وبشهادته يصون الوطن ويبعث الحياة فيه فهو حي عند الله ، فالمؤمن في خير من أمره ما عشق الشهادة ورفض الذل والركون ، فالشهادة ميراث ثوارته الأخيار وعشقوه وأحبوه بل وتنافسوا عليه فالموت نهاية كل حي فلماذا لا نختم حياتنا بالشهادة ..

كلنا نحب الشهادة ولا يخاف الموت إلا من إعتقد أن الموت آخر المطاف ، أما الشهيد فيدرك أن ثمة حياة أبهى وأزكى تنتظره وخلود في الجنة إن شاء الله لذلك تتوق نفسه أن ينال شرفها..
فالرحيل قادم لا محالة فما أروع أن يكون ختامه مسك ، وأن نلقى الله شهداء و لنا القدوة الحسنة في الرعيل الأول الذين تقبّلوا الشهادة بصدر رحب ، صحابة كرام خيّروا بين الكفر والإيمان فأختاروا رضى الله مهما جمع لهم الأعداء ، وتألبت عليهم الأحزاب وأكفهرت الدنيا وأسودت أمام ناظريهم ما زادهم ذلك إلا إعتصاما بحبل الله والرضى بقضاءه بل والشوق للقاءه وكانوا رجالا في الشدائد ولم تنال منهم المحن بل زادتهم إصرارا ومضيا على درب الصالحين فهؤلاء هم قدوتنا ..

فالشهيد يحيا فينا دوما فهو عنوان العزة والكرامة ، فالشهيد بجسده الطاهر يبدد ظلام البغي والظلم ، والله يتكرّم على الشهيد بفضائله ويمنحه منحا جليلة ، فهو منعم في القبر وفي الجنة وبين الأشهاد ، ما أعظمها من نعم ويوم القيامة يبعث ودمه ينزف اللون لون الدم والريح ريح المسك ، ويوضع على رأسه تاج الكرامة لهذه النعم وغيرها مما خفي عنّا سعوا أبطالنا للجنة وعبروا رحلة الدنيا القصيرة بأعظم نعمة وهي الشهادة ، فعشقوها ولبّوا نداء ربنا فأكرمهم وأعلى شأنهم ، واليوم إذ نكرّمهم ونحيي ذكراهم نغبطهم ، ونرجو أن ننال ما نالوه من حضوة وقدر في الدنيا ويوم القيامة إن شاء الله..

السبت، 7 أبريل 2012

الحاجة امّ الإبتكار

بات الكل يعلم أن الحصار ما هو إلا سياسة عقابية ينهجها المحتل في حق الشعب كي يغيّر من قاناعاته وينقلب عن من إختارهم طواعية بالإضافة للحصار المقيت تلته إجراءات أكثر فظاعة حتى تنال من صلابة الشعب الطيّب وذلك من خلال أزمة مفتعلة وهي أزمة الوقود والتي زادت من تفاقم الأزمات وزادت من المعانات...

وأمام هذا الحصار وهذه الحاجة تتهيأ النفوس للإبداع والإبتكار فقد دفع هذا الحال شبابا لبحث في أنجع السبل كي يجتازوا هذا النقص وقد جعل هذا النقص حافزا لهم في إبتكار سيارة تعمل بالكهرباء وكان البعض يشكك في قدرتها على السير لكن بحمد الله نجحت التجربة وسارت السيارة مسافة مهمة بعد شحنها مرات وقد يعد البعض هذا الحل حل ترقيعي والأزمة يلزم أن تعطى لها حلول جدية نقول لهم : على الأقل هذا يعد إنجازا كبيرا في ظل الحصار فهذا الأخير كان مدعاة لتشغيل العقول بدل الركون للأمر الواقع دون البحث عن الحلول وطبعا هذا الإنجاز كان في السنين الأولى للحصار ..

وسيظل إبداعا رغم قلة الإمكانيات وفي ظل الحصار ولو وجدت الفرصة من يتبناها ويحفز مبتكريها ويمدهم بالدعم الكافي حتما سيزيد هذا من إبداعاتهم فبدل أن تلعن الظلام دوما إشعل شمعة تبدده بها ..

وكانت إحدى دول الخليج بدأت بمشروع هام وهو إنشاء السفن وقطعت فيه مراحل مهمة لكن للأسف ما إن إكتشف الذهب الأسود في باطن أراضيها حتى توقف المشروع وأصبحت دولة مستهلكة وتوقفت عجلة الإبداع ومن المعلوم أن النفط له وقت وينتهي فماذا أعددنا للمستقبل ؟؟
ونسينا المثل الرائع : بدل أن تعطيني سمكة كل يوم علمني كيف أصطاد ..

وإنجاز آخر قامت به غزة لتفادي نقص الوقود وهو الإعتماد على الطاقة الشمسية طبعا هذه لن تكون حلولا دائمة لأن تكاليفها قد لا تكون في مقدرة أو متسع الكل لكنها حلولا تبتكرها حتى تخفف من حدة الأزمة ومعلوم أن الطاقة الشمسة هبة من الله يعطيها لنا بلا حدود وهذه الطاقة نظيفة ولا تنضب ومتجددة وقد تساعد إن إستعمل بطريقة موفقة و بواسطة أجهزة خاصة لهذا الغرض فقد تعطيك طاقة تعينك على ضخ المياه الصالحة للشرب والحفظ والتبريد وخلق إنارة إلى ما هنالك ...

ويستفيد منها خاصة القطاع الصحي والعالم بأسره يبحث بخطى حثيثة للإستفادة منها بدل الإعتماد على طاقة تقليدية بل البحث في إيجاد طرق متجددة وخلق طاقة بديلة نسبة مخاطرها تقل عن مخاطر الطاقة المتعارف عليها والتي رفعت درجة حرارة الأرض ولوثتها وأضرب بصحة الإنسان ..

وهذا العمل يعد إنجازا مهما تتغلب غزة به على النقص الفظيع والمتكرر والذي أضر أساسا بالقطاع الصحي وأنذر بكارثة إنسانية إن لم تبادر الدول المعنية بحل الأزمة وهذه التجربة الناجحة ستفتح آفاقا مهمة في الإبداع والإبتكار مستقبلا وعدم الركون أو الإستسلام للمشكلة وتركها تتفاقم ويتسع تأثيرها ..

وتبقى حلولا مهمة ومفيدة وقد غطت ولو إلى حين إحتياجات المستشفيات وقللت من تأثيرات النقص وحدّته قد يكون هذا حلا مؤقتا لحين إستفاد منه هذا القطاع إلا أن المشكلة ستظل كابوسا يؤرق غزة ما لن تجد لها حلولا جدية لتفادي الأزمة نهائيا مستقبلا ..





الخميس، 5 أبريل 2012

الطريقة المثلى للتعامل بين الأستاذ والطالب

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “ من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة” رواه مسلم‏.‏
فالتعليم أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة على عاتق المؤمن حتى يساهم في تكوين جيل راق محب للمعرفة يخدم وطنه ودينه فالأستاذ هو منارة العلم ومشعل الخير فهو من يمدنا بغذاء الفكر حتى نرقى بفكرنا ونعرف كل ماجلهناه..

والإستاذ المتمكن هو الذي يخلق حوارا راقيا مع الطلبة مع إحترام متبادل فبذلك يساهم بالنهوض بمستوى التعليم فعلى الأستاذ أن يفهم الطالب بحيث يتقرب إليه وتكون الثقة اللغة السائدة بينهم وما يحز في أنفسنا هو إنتشار بعض السلوكيات البعيدة عن قيمنا وإسلامنا بين الطالب وأستاذه بدل ثقافة الحوار حلت محلها ثقافة البغض وقد يصل الأمر للعداء بينهما وهذا مما يزيد نفور الطلبة من الفصول ويتابعه ضئالة في التحصيل..

والأستاذ المتمكن هو من يدرك كل مرحلة عمرية وما تقتضيه الحكمة في التعامل معها فمثلا طلبة الثانوي هم في مرحلة تختلف عن مرحلة من هم في الجامعة وهكذا فلكل مرحلة تعامل تختلف طبيعتها عن طبيعة مرحلة أخرى..

الأستاذ المتمكن هو من يشيد بمجهودات الطالب حتى يحفزه للعطاء وكذا يحفر بقية الطلبة للمنافسه ..وله معرفة عالية في جعل القسم يتفاعل عند إلقاء الدرس فلنعم شيئ كلنا نولد متساويين في نسبة الذكاء لكن الظروف المحيطة بنا هي التي تحسم الأمر إما تنعش هذا الذكاء فيزيد ويزكو أو تقتله فيخبو وكذا إحترام الشخصية يزيد من ثقة الطالب بنفسه والطريقة المثلى بين الأستاذ والطالب كسبه وجعله يشارك في الدرس وفي الفكرة ويعرف كيف يبلورها بدل تلقينه الفكرة وهو يتلقفها دون أن يشارك في بلورتها ..

ومن المعلوم أن هناك فارق السن بين جيل الطلبة وبين جيل الأساتذة والأستاذ المتمكن هو الذي ينجح في تقليص الهوة وتقارب الأفكار والمادة ما لم تكن محببة من الطالب فمردوده فيها حتما سيكون ضئيلا فالطالب يعطي أكثر عندما يحب المادة وصاحب المادة..

الأستاذ المتمكن هو من يجتهد في إبتكار أنجع الأساليب الفعالة والتي ستساعده في بلوغ هدفه أي فهم الطالب للدرس وعلى الأستاذ أن يراعي أحيانا ظروف الطلبة فقد يكونوا في أوضاع صعبة ما لم يتفهم أوضاعهم فقد يصطدم معهم ..
فجهل ظروف الطالب قد يزيد الشرخ إتساعا بين الطالب والأستاذ طبعا على قدر جهده..

والإستاذ المتمكن من مادته هو من يجيد فن الإلقاء والشرح هنا يكون التحصيل مميز ويبلغ الأستاذ هدفه ويجد تجاوبا من الطالب أما الأستاذ الفاقد الثقة في نفسه والغير المتمكن من مادته يجد نفورا وفتورا من الطلبة ويعزو ذلك لجهلهم ولا يرجع ذلك كونه يفتقد لفن الإلقاء..

شيئ مهم تصحيح الفروض لو كان بقلم غير قلم حبر أحمر لأنه ينتاب الطالب شعور سيئ فلو غيّر الأستاذ من لون القلم لكان وقع النقطة أقل تأثيرا على الطالب وعمل أكثر لتحسينها مستقبلا..
الإختابارات ليست حكما حتى تشعر الطالب أنه غبي أو ذكي بل نحسس الطالب أنها فقط تجرى كي نفهم مدى إستيعاب الطالب للدرس ولفهمه فهما جيّدا..


مستقبل الإخوان في أرض الكنانة

من المعروف عن فكر الإخوان تدرجه في الخطاب نحو دولة إسلامية ثم عالمية فهي إهتمت بالفرد ثم المجتمع ثم الدولة فهذه هي الخطوات التي سطرتها حركة الإخوان في فكرها منذ الثلاثينيات حتى تمكين للإسلام وخلافة الله للمسلمين في الأرض إن شاء الله وهذه الخطوات التي عهدناها من الإخوان نحو دولة مسلمة ..

هل الإخوان اليوم بتقديمهم مرشحا للرئاسة حرقوا هذه المراحل كلها أم ماذا ؟؟
أم أن الأجواء متاحة لهكذا خطوة وعلى ماذا إعتمدوا في تسطير هذه الخطوة والمضي فيها ؟؟
ومصر اليوم كما يعلم الكل تحتاج لجهود جبّارة حتى تخرج من أزماتها طبعا نحن لا نشكك في قدرة الإخوان أن يقودوا السفينة حتى تبلغ مرفأ الأمان ولكن سؤال تبادر لذهننا لماذا كان العزوف عن هذا المنصب ثم تفاجئ الجميع بالعدول عنه ثم جاء الترشيح ..

وعندما نحس بحراك للغرب هنا وهناك يساورنا القلق نحن لا نتسهين بكفاءات الإخوان أبدا فهم طاقات عالية لكن الخوف ليس منهم بل عليهم فالأعداء متربصين بمصر لثقلها ووزنها وموقعها والعدو الذي لا يستطيع أن يقضي عليك أو يعجز على مواجهتك لقوتك ومكانتك وموقعك قد يعمد لتفتيتك وتجزيئك وبذلك يضعفك وينال منك أو يعمد لتشويه صورتك بطريقته الخاصة طبعا يزكيك وفي المقابل يقوي منافسيك فتجد نفسك في عراك مستمر يشغلك عن المهام الصعبة التي تنتظرك..

والمعروف أن الغرب يأخذ بشماله أضعاف أضعاف ما يعطيك بيمينه والغرب معروف عليه أنه لا يهب الأوسمة جزافا يهبها بما تقتضيه مصلحته وما ينذر بالخوف هي هذه الخلافات التي لاحت بين مؤيد ومعارض للقرار ..

مصر اليوم تمر بمرحلة صعبة وحرجة ومالم يكن الرئيس أيّا كان إسمه مالم يكن مؤهلا للقيادة بحنكة وخطة محكمة لإخراج البلاد من أزماتها فقد يتسرب الإحباط للشعب وقد يساوره الشكوك في أهلية حاكميه وقد يثور عليهم مجددا ..

هل الإخوان تعجلوا ؟؟ !! أم أنهم أخذوا بما أخذ به الصديق عليه السلام حين تقلّد الأمانة وهو مدرك مشاقها حتى ينقد البلاد والعباد لكن الصديق عليه السلام مدعوم بوحي وقوة الله كانت تحيطه نسأل الله لمن تحمل عبء المسؤولية التوفيق والسداد والعون من الله له ..

ومعروف عن الغرب أن ما يهمه مصالحة بالدرجة الأولى وحمايتها فأي ضمانة أعطيت للإخوان حتى قبلوا بخوض هذه الغمار؟؟ وهل هذه الخطوة تخدم مصر كما تخدمهم أم ستشتت أصوات الإسلامين والمرشحين وقد تكون عراقيل تضعف الجميع على السواء ؟؟..

خوفنا منصب على خطوة الإخوان من أن تكون غير محسوبة أو إستعجلوا فيها أو قد تنال منهم صحيح هم مدركون جيدا حساسية المرحلة وجسامة المسؤولية فأي رئيس سيكون على المحك فشعب إنعتق من براثن الإستبداد لن يقف متفرجا على ثورته ومكاسبها بل يريد أن يرى ثمار ثورته بادية على كل المناحي ..

نحن لا نشك في وعي الإخوان بصعوبة المرحلة لكن مصر تحتاج لمن يساهم في نهضتها والقضاء على كل بؤر الفساد المستشري في مصر فالمهمة ليست بالسهلة فاليوم مصر تحتاج لرجل كفاءة وحنكة ورؤية صائبة حتى توصل مصر لبر الأمان ومن المعروف أن مصر متنوعة الأطياف وهل الإخوان الآن عندهم قاعدة كبيرة تدعمهم وغالبية تستجيب لصدى صوتهم خوف ينتابنا أن تكون الخطوة لها إنعكاسات وقد تكون مضارها تفوق منافعها والله أعلم..





في ذكرى انتفاضة موسم النبي موسى..شعب يأبى الإذلال

إن تاريخ فلسطين ومن سبر أغواره ليدرك عظمة هذا الشعب وحرقته الشديدة على وطنه والذوده عن حياضه ومدى حيويته وحركته وصبره وجلده ومكابدته الصعاب بقلب صلب ثابت مستمد قوته ورسوخه من جذوره أرضه والعون من الله فقضيته عادلة وهذا ما سيجعلها تنتنصر إن شاء الله..

ومن يتهم هذا الشعب الأبي بالتخاذل أو نسيان ذاكرته فقد أجحف في حقه وجانب الحقيقة ونحن نحكي في كثير من المقالات عن الربيع الفلسطيني إذ بنا نتفاجئ أن فلسطين عوّدتنا في كل ربيع أن تبرز لنا آيات الصمود والشهادة ...

وفي ربيع 1920 - 4 من شهر أبريل قام الشعب المقدام بثورة النبي موسى وبمناسبة التسمية فهي إحدى المناسبات التي كان الشعب الفلسطيني يحتفل بها والتي أقرها صلاح الدين الأيوبي والغرض منها أن تبقى فلسطين وشعبها دائما في يقظة وعلى أهبة للتصدي لكل غاشم ويكونون على إستعداد لرد أي عدوان والحفاظ على أرضهم ضد أي شر قد يلحقها والبذل لها كل غال ونفيس..

وكانت هذه المناسبة تجمع جموعا غفيرة تلهب أسماعهم خطب فعّالة لها تأثير قوي على النفوس حتى يحموا وطنهم وفي هذا المشهد العظيم المفعم بروح الكرامة والعزة والتعهد بالحفاظ على الوطن الغالي إذ بمستوطن يهودي يقدم على إحراق العلم الفلسطيني وكذا أسبابا أخرى كتصريحات عنصرية وعدائية صدرت من صهاينة تعادي كل العرب ..

فهذه الأسباب وغيرها كانت الفتيلة الأولى في إشعال الثورة فأخدت الجموع الغاضبة تزحف وإتسعت رقعة الغضب حتى عمّت جميع البلاد ..

وهذه الثورة المجيدة تصور لنا قوة تحدي هذا الشعب المعطاء والتصدي لقوى الشر وحلفاءهم وكانت أولى الإنتفاضات التي ألهبت الجموع كي تواجه الظلم وقد إستمرت الثورة 10 أيام متواصلة حتى تصد ظلم المغتصب والمتآمر فالشعب الفلسطيني دائما في ثورة ومن إطلع على تارخه المجيد أكيد سيقف على شعب جبار يأبى الإذلال ويضحي بكل غال ونفيس في سبيل أن يحيا الوطن كريما شامخا عزيزا..

وبعد هذه الأحداث عمدت حكومة الإنتداب على إقالة الزعيم الوطني كاظم الحسيني وأوفدت الحكومة لجنة تحقيقي حيث وقفت هذه اللجنة على حقيقة ستظل محفورة في ذاكرتهم وهي أن 90 في المئة من العرب أهل البلاد لا يرغبون في بقاءهم على أرضهم بل ويكنون لهم الحقد لأنهم عرفوا أن بريطانيا تخوض سياسة تآمرية على وطنهم ومقدساتهم وأدرك الشعب الفلسطيني حجم المؤامرة التي تحكيها كي تزرع كيانا غاصبا في وطننا ..

والناظر لهذه الثورة تأخذه الدهشة إذ كيف كان الغضب على الإهانة يجعل النفوس تثور ولا تستكين للظلم بل وتعمد للتصدي له بالإرواح وتوصل صوتها قويا مجلجلا حتى يعي الغاصب أنه لن يأمن في وطننا ومقدساتنا
حقا هي أيام لن تمحوها السنين ولا الأحداث وستظل تطل علينا بعنفوانها متى تكررت المشاهد وعلا صوت الحق من جديد ..

الاثنين، 2 أبريل 2012

لماذا يتأخر النصر رغم ما بذل له من تضحيات جسام ؟؟

( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )

إن الله وعد عباده المخلصين بالنصر أولئك الذين إنتصروا على أنفسهم وتطهروا من كل مايشوبها وسدوا كل منافذ الفرقة والتشردم وتغلّبوا على حظ النفس وجسدوا معنى الوحدة هم من قضووا على كل شر وفساد هؤلاء هم من سينالون النصر بعون الله فمن نصر الله وتشبت بحصنه المنيع وأعتز بركنه وإحتمى بكنفه وأعتمد عليه فحتما سينال نصره إن شاء الله ..

لماذا يتأخر النصر إذن ؟؟

فعندما يتأخر النصر فهذه إشارة أن هناك خللا ما يجب تصحيحه أوثغرة ما يجب إغلاقها فعندما تطغى مطامع الدنيا على النفوس وتبعدها عن جادة الحق أو تشغلها عن هدفها الحقيقي هنا يتأخر النصر فالله لا يحابي أحدا فما إن تتوفر شروط النصر جاء وتحقق إن شاء الله .

وقد يتأخر النصر لأن الباطل الذي تقارعه قوى الخير والحق لازال مخدوع فيه الكثيرون ولم ينكشف زيفه فلو تمت الغلبة الآن فسوف يجد هذا الباطل مخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله فتظل له جذور ويحيا من جيد..
فتقتضي حكمة الله أن يبقى هذا الباطل وتظل قوى الخير تكافح وتقاومه حتى يستبين شره للكل وينكشف للعيان زيفه هنا ستتضاعف التضحيات والآلام تزداد حين تتهيئ الأنفس للنصر عندها لن يفلت الله الظالم فالله يمهم ولا يهمل وحتما سيتحقق النصر فالعاقبة دائما للمتقين ..

وقد يتأخر النصر ليكشف الله للمخدوعين ضلال الباطل حتى ينحازون للحق وينصرونه فأول الطريق قد تحس أنك وحدك من تكابد وتدفع الثمن باهضا لكن مع صبرك وثباتك سينضم لك الكثيرون فالنصر يحضى به من يصبر حتى النهاية..

فالنصر يتأخر حتى يميز الله ضعاف الإيمان من الأقوياء والصاديقين من غيرهم فالرخاء وطيب العيش لا يبرز معادن الرجال بل شدة البلاء والمحن هي من تمحّص الطيب عن الخبيث..


وقد يتأخرر النصر حتى نبذل له كل جهد ففي شدة الإبتلاء تصفى النفوس فلا يبقى معك إلا المخلصون فالله لا يعجزه شيئ فلو شاء لأنتقم من الظالم كما فعل بأمثالهم حين طال ظلمهم كل شيئ لذلك إقتضت حكمته جل وعلا أن يصطفي ويختار منا عبادا صالحين حتى تخرج الأنفس أكرم ما فيها وتسقل القلوب والأرواح وتقبل على الله فتهون الدنيا وزخرفها أمامهم ويصبح شغلهم الشاغل رضى الله وإعلاء كلمته ويضحّوا بكل غال ونفيس فتغدو النفوس مشرقة تهفو لما عند الله ولما أعده الله لأصفياءه من خلقه..

وقد يتأخر النصر حتى تجتاز إمتحان المحن والإبتلاء بجدارة
فعندما يميز الله أهل الحق على من سواهم فلا يبقى معك إلا صفوته من المخلصين فنصرة الحق هدف نبيل فأطلبه بطرق نبيلة أيضا فالنصر له معان جليلة فأجعل عنوانك الإخلاص حتى تناله إن شاء الله ولا تستعين إلا بخالقك فهو القادر على سندك ولو إجتمع عليك كل أهل الباطل لن ينالوا منك لأن قوتك تستمدها من الله ولو كان كثرة العتاد والعدد هي من تجلب النصر لما قامت للحق قائمة فالحق رغم قلة مناصريه لن يهزم أبدا لأنه إمتداد للحق عز وجل ومؤيد منه ..

سيأتي النصر إن شاء الله :

فلا يتسرب اليأس إلى قلبك وتخور قواك وتقف في منتصف الطريق فالله وعدك بالنصر حتى يطمئن قلبك وتصبر على البلاء فأبواب النصر كثيرة فإن طرقت بابا ولم يفتح إطرق بابا آخر فقد تحضى بالنصر منه بإذن الله ولا تستهين أو تقلل من أي أمر قد يوصلك للنصر وأعقد العزم والجد في سبيل النصر حتما ستصل إن شاء الله ..

فالنصر مدخر ومحفوظ للفئة الثابتة الصامدة مهما بلغ الزلزال الذي يعترضهم ومهما واجهتهم من عواصف في طريقهم فسيتحدون بيقينهم كل هذه المنغصات ويدركون النصر مهما بلغت المحن وأشتدت ذروتها فيقينهم بالله لن يتزعزع ..
والمؤمن مهما بلغ الجهد به وبلغت به الشدة حدا لا يوصف فهذه بشرى له أن النصر قريب إن شاء الله ..

ولن تصل ما لم تتسلح بالصبر حتى تنال مبتغاك وعندما يمن الله عليك بأسباب النصر فأغتنمها ووظّفها في محلها وفي طريقها الصحيح فقد لا تصادفك مرة أخرى فمعركة الحق ضد الباطل ماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..
النصر يحتاج منك قلبا صلبا وعزيمة قوية وثباتا والأيام دول فإن كنت الآن ضعيف فغدا ستجتاز المحن وتقوى إن شاء الله ..

كلمات راقية من عدة مصادر