السبت، 2 فبراير 2013

هل إرتقت قناة طيور الجنة بفكر الطفل العربي أم لا ؟؟



كانت بداية أنطلاقة قناة طيور الجنة سنة 25/ 1/ 2008 ، ومن مدة قصيرة أضاءت شمعتها الخامسة ، صحيح أنها أنارت شمعة في مجال مهم كان لوقت قصير غائبا ولا يولي له أحد اهتمام  هذاعن عالمنا العربي ، أما الغرب فقد سبقنا في هذا المجال،  رغم أنه من الأهمية بمكان ، اهتمت القناة بالطفل هذا الأخير الذي بلغ ذكاءه مصافا أعلى ، فقد أضحى العالم أمامه ،  لا يحتاج إلا لكبسة زر لينفتح على عوالم شتى ، فإن لم يكن تمة توجيه من الوسط العائلي وحصانة فقد لا يفرق بين الغث والسمين وقد ينساق ويذوب في عالم بعيد عن قيمنا يشكل شخصيته مستقبلا ، الإهتمام بالطفل لا يرقى للمستوى المطلوب وحين أهملنا هذا الجانب المهم تركناهم عرضة لإعلام قد يدمر أخلاقه ، قناة طيور الجنة بلغت نجاحا زاد محبوها ورغم نجاحها إلا أنها لازالت في بداية المشوار فأي مجال إن لم تجدد فيه فقد يفتر العمل أو يتوقف فالنجاح هو البداية ..

الغرب ركز اهتمامه على الطفل واستعان بخبراء في التربية وعلماء نفس ليحللوا شخصية الطفل ويقفوا على ما يثيره وما يجذب أنظاره من حركة وألوان ، فقدموا منتجوهم بلغة يفهمها الطفل فتغلغلوا في كيانه بل وأثروا على سلوكه ، وحتى مع مقص الرقيب الذي يحذف بعض المقاطع الغير اللأئقة يبقى السم ظاهر في العسل ، هم يدركون أن الطفل هو أمل المستقبل فيشكلون سلوكه  منذ نعومة  أظفاره ويمررون السم الزعاف في الرسوم المتحركة ، وللأسف معظم الآباء يتركون الأطفال بمفردهم أمام الشاشة دون أن يتابع معهم ما يقدم ليقف على خطورته أو ينتقده ويظهر مساوءه للطفل ومضاره ..

 القناة رغم نجاحها لازال المشوار أمامها طويل ، لو استفادت من آليات العمل من سبقوها في هذا المضمار ووظفته لتطوير أداءها ، الأناشيد مهمة لكنه ليست كل شيئ ، الطفل يتأثر أكثر بالمشاهد التي تتناول سرد القصة ، والإستفادة من طرق عرض الفكرة حتى تلق تجاوبا من الطفل هناك قنوات لها باع طويل في هذا المجال ولها صيت لو وظفت الآليات التي بلغت بهم القمة حتى تطور في العمل لكان للنجاح صدى أكبر ، الطفل يحب أن يعيش طفولته ، فهو كثير الحركة وهذه هي طبيعته ، مع مرافقته بالنصح والتوجيه وتعليمه المفيد وتقديمه في قالب راقي محبب حتى يستفيد منه .

ومن يتقن لغة الطفل ، هم من تربوا في القناة وشبوا على نهجها سيكون عطاءهم مميز ، فهم عاشوا التجربة ،  والشخص الكبير ممكن يتميز إذا كان قريبا من ميول الطفل فهذا الأخير يمتاز بحركيته الدائبة ، والمبدع في عالم الطفل وحتى يعطي فيه مطلوب أن  يحمل طفلا في داخله يقف على ما يحبه وما يزعجه ويدخل عالمه ، فالإضافة للأناشيد ( التي أسجل تحفظي على بعضها )، الإهتمام بالرسوم المتحركة التي تحمل هدف وغاية سامية ، تطرح بطريقة مبسطة تزيد من وعيه وتحسسه بالمتعة وهو يتابعها ، الإعتناء بالمسبقات الهادفة ، فقد يحفزه هذا على البحث وينمي فيه حب المنافسة وتكسبه مهارات عدة  تفيده عند الكبر ، سرد قصص تتحدث عن تاريخنا الإسلامي وقصص الفاتحين وقصص الأنبياء ، خلق قدوات طيبة تكون له النبراس تكون له القدوة  ..

العناية بالطفل وبكل ما يزيد من ذكاءه ، تكون القصة على شكل رسوم متحركة فندمج بين الإستفادة والمتعة ، الطفل عندما يشاهد رسوما متحركة تثير إعجابه يسبح في خيالها وكأنه يعيش القصة وله دور فيها ، التطرق لمواضيع تحمل قيما عليا تغرس في نفوسهم معاني ذات قيمة ، الإستفادة من وسائل العصر المختلفة وانتاج أفلام كرتون تعنى بالتربية الصالحة وتقدم بلغة يفهمها تحمل نصائح وتوجيهات ، إضافة لبيان قيمة الكتاب وحثهم على القراءة ، وتنمية  فيهم روح القراءة ، فحين أهملنا العناية بالطفل ومعرفة حاجاته غزت وطننا العربي ثقافة بعيدة عن قيمنا ، ثقافة العنف ،  يظهرون من يواجهون الشر على أنهم أكثر شرا وحتى تمرير مغلوطات تاريخية وتشويه صورة المسلم ، فقد كان هناك مسلسل كرتوني يتحدث عن تاريخ أمريكا ، مليئ بالمغلوطات وبعيد عن الحقيقة  التاريخية ، فالطفل يتأثر بهكذا إعلام ، فحين نهمل كل هاته المعطيات حتما سنقف على شباب وقد تشكل ذهنهم على أنماط غريبة ، تنافي قيمنا وثقافتنا وبعيدة عن نهجنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق