الأحد، 10 فبراير 2013

الإسلاموفوبيا أو التخويف من الإسلام ..




ما يعرف بالإسلاموفوبيا أو التخويف من الإسلام ليس وليد اليوم هو قديم بل ومنذ المهد ومنذ أن رأى الإسلام النور ولم يفتر قط حتى يومنا هذا ، لكن هذا التخويف  انتشر في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا كالنار في الهشيم ، والسبب ليس كما يدعي الغرب أو ما ينسبونه جزافا للإسلام والإسلام بريئ منه..

 والحقيقة هو انتشار الإسلام واعتناقه الكثيرين فقد وجدوا فيه مبتغاهم فأقبلوا عليه ، فهو دين الفطرة تعاليمه سهلة وليست معقدة تتجاوب مع متطلبات كل عصر وصالح لكل زمان ومكان ، نشل الكثيرين من التيه وأعاد لهم راحة البال وطمأنينة النفس وأزاح عنهم الإغلال التي كبلتهم بها ديانات أخرى ووقفوا على معانيه الجليلة التي تسمو بالمسلم وترقى بأخلاقه وتحفظ حقوقه وتصونها ..
عجزوا على إيقاف مده ولم تنال منه حملاتهم المسعورة  ولم يبقوه في معقله فهو رسالة عالمية ، لكن هل فترت مساعيهم الخبيثة ؟!
كلا بل ابتكروا أساليب جديدة وتفتقت عقليتهم المغرضة على سبل شتى ، عمدوا على إضعافه من الداخل فنفذوا لجسم المسلم ونفثوا سمومهم ليعتل من الداخل وينهك ببطء ، وجندوا كل الوسائل للنيل منه وتشويه صورته وصورة المنتسبين له فنفذوا للإعلام واستغلوا أي حدث وضخموه وأستغلوه أبشع استغلال وتهجموا من خلاله على الإسلام والإسلام بعيد عن أفعال بعض بنيه بل وبلغ حقدهم أن اتهموا القرآن  الكريم أنه يحرض على الكراهية وهذا مجاف للحق ، فلم تنعم البشرية على اختلافها وتنوعها بالعدل كما نعمت به وسعدت به في كنف الإسلام وأمِنت تحت مظلته ..
ونسوا أو تناسوا ماضيهم وحاضرهم الموغل في دماء الشعوب ، والغريب حين يقوم أي فرد بعمل شنيع لا يجرموا دينه ولا ينسبوا فعله لديانته أو ينالوا منها  ، أما الإسلام فالتهم جاهزة وبعدها تتلوها حملات التشويه والتجريم ، وبهذا يغلقوا أبواب الحوار ويبقى العداء بل ويستفحل ، ولو كانت النوايا صادقة لأستثمر الكل الحوار البناء حتى تتضح الصورة وتتصحح النظرة ويقف الغرب المضلل على حقيقة وجوهر الإسلام ..
لكن هل الغرب وحده من يتحمل مسؤولية تشويه صورة الإسلام ؟؟!
هناك من يستغل بعض أفعال المتسبين للإسلام ومن تم ينال من الإسلام ككل ، الغرب سيتغل أي حدث لتدمير الأمة بأكملها ، فهو يشن حربا شعواء بشحن النفوس حدقا على الإسلام بشتى وسائل حتى يهيأ الجو لتقبل أي واقع محجف ،  تحريض مستمر، وفي انتقاد ذواتنا وتشخيص أمراضنا جزء من إيجاد الحلول ، فنحن أيضا نتحمل جزء من المسؤولية فحين أسيئ للنبي عليه الصلاة والسلام البعض عبر بعقلانية وبطريقة حضارية تنم عن أخلاق عالية تجلت في طريقة تعبيرها والبعض عبر عن غضبه بطريقة ...فزادت الهوة ، أمة الإسلام أمة واعية وهي القدوة لغيرها ، فالرد التصحيحي هو بإبراز الوجه المشرق للإسلام الذي احتضن الكل ، أمة الإسلام تحمل مشعل هداية للأمة جمعاء وهي من ستحتل الصدراة إن شاء الله ، فلا نشيطن كل الغرب إن كان البعض يعمل بمكر فالبعض الآخر مضلل ما إن تبلغه الصورة على حقيقتها حتى يقف على معاني الإسلام الجليلة وتتشربه روحه ويؤمن بها ..
وللأسف التخويف من الإسلام لم يحمله الغرب فقط بل سبقته النظم البائدة وشنت حملات تشويهية على كل منتسب لتيار إسلامي ، وإظهاره بمظهر المتخلف أو الذي يستمرئ العنف ، أوألذي يغلق باب الحوار بل وتناوله الإعلام المغرض بالإستهزاء والسخرية ، فشكلوا بذلك وعي على مقاسهم من شريحة عريضة من المجتمع ، وحتى مع رحيل تلك النظم البائدة ومع هبوب رياح التغيير لا زالت النظرة لم تتغير ، بل هناك من يدْكي تلك النظرة المحجفة ، رغم أن مسارهم الكل وقف عليه ، ينتهجون الوسطية ، ينفتحون على كل مكونات الشعب ، يمدون أيديهم للحوار ،  لكن لأسف ما تكدس لعقود في الأذهان وما روج له المغرضون وما عشعش لعقود من الصعب تغييره بين عشية وضحاها ، علاوة على بعض من يشيع جو عدم استقرار وعدم الثقة ..
ومهما أبان الإسلاميون عن حسن نواياهم الصادقة وحسن التدبير والتعقل والتعامل مع المستجدات بالحكمة والرزانة  لم يستطيعوا أن يذيبوا الجليد الذي يقف حائلا بينهم وبين جزء من الشارع ، وهنا حقا نتسائل هل تمة آياد خفية تحرك المشهد عن بعد لتبقي على هكذا جو ، جو تناحر وتنافر والحيلولة دون تجاوز التحديات لبناء الدولة على أسس متينة، وتصحيح النظرة ؟ !! ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق