الثلاثاء، 12 فبراير 2013

لا تكن إمعة !!



روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"

حين تمزقت الأسرة في الغرب وتفتت عراها وتفكك تماسكها وانتشرت الأنانية وأضحى المجتمع مادي وتناسوا الكثير من المثل العليا ، وتقيدت حياتهم بقوانين جافة وضعية تفتقر للكثير من القيم ، عمدوا لجعل لكل شيئ عيد ...

فاختلقوا عيد الأم نسوها طيلة العام ، وتذكروها بالهدايا ليوم واحد وهل يوم سيعوض لها كل معاناتها وما كابدته من محن في تربيتهم ، وسهرها الليالي من أجل راحتهم  !! تركوها تجتر آلام الوحدة وآلام الشيخوخة في دور وفرت لها كل رعاية إلا الحنان ودفء العائلة لن تجده إلا حين يلتف حولها أولادها، ويغمرونها بالعطف والحنان ، ويغدقون عليها من حبهم الذي يتجلى في شكر النعمة وعدم نكران الجميل والبر بها ، فالله عز وجل حين أوصى الأبناء خيرا بآبائهم ركز على حالة الكبر وحالضة الضعف..

وبعد هاته الصناعة الغربية المستوردة عمد البعض لإختلاق عيد الحب !!

فالحب له معنى أسمى وأطهر وأرقى وقد تفانى المسلمون في حب الله أولا ثم في حب رسول الله عليه الصلاة والسلام فكانوا له نعم السند ولم يبخلوا عليه بمشورة وآزروه وحموه والتفوا حوله حب انقذهم من براثن الباطل لنور الحق ، فكانوا له نعم الجند أوفياء صناديد ، لكن اليوم وحين أضحى له عيد أفرغوه من مضمونه الأرقى والأسمى وأضحى شيئا رخيصا لا معنى له مبتذل ، بل وحددوه في نوع معين فقط !!

 وتناسينا حب الأم لأطفالها وكيف تبذل الغالي والنفيس لاجل راحتهم ، وحتى ترى البسمة وقد إرستمت على محياهم نسينا حب الوطن وحب الأقصى ، لكن ليس حب بالكلمات الجوفاء والأشعار التي لا تُتجرم لواقع يرفع عن كاهليه الظلم والقهر ويفك قيوده ، بل بالعمل على صونه والذود عنه وحمايته والدفاع عنه ، حب النبي عليه الصلاة والسلام الذي يكمن في اتباع نهجه والسير على خطاه ، لمرافقته الفردوس الاعلى من الجنة ، ومن قبل حب الله الذي يكمن في الإمثتال لأوامره واجتناب نواهيه والرغبة في الجنة ، حب الصحابة وكيف تجلى في لحمة وأخوة وتعاضد وتفانِِ وإيثار وود ووئام ..

حب النبي عليه الصلاة والسلام للسيدة خديجة رضي الله عنها الذي تجلى وفاءا لها وعرفانا لطيب صنيعها ، وتثمينا لتضحياتها وإخلاصا لعطائها ولكل ما بذلته في خدمة الدعوة ونصرة لها ، حبه لنسائه الذي ترجمه لحسن المعاملة والعدل بينهن وطيب الرفقة وتفهم لطبيعتهم وغيرتهن ، حبا ساقهن به للجنة : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ..

حبه عليه الصلاة والسلام لأمته رحمة بهم وشفاعة لهم يوم القيامة ، أصنافا عديدة من الحب الصافي الطاهر يسمو بالمسلم ويرقى به لمصافا عليا ، حب المقاوم لوطنه يفديه بأغلى ما جاده الله عليه : روحه التي بين جنبيه ، حب لا تشوبه شائبة يعلو فوق الكلمات الجوفاء و المصطلحات الفارغة ..الحب الحقيقي ليس له وقت محدد بل هو في كل وقت وحين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق