الاثنين، 25 فبراير 2013

ما هو المطلوب لتنجح انتفاضة ثالثة ؟؟




رغم عقود الإستبداد وتكميم الأفواه والتخلف وعشعشة ثقافة الخوف في الأذهان والإستسلام والصمت بقيت الشعوب تجتر آلام القهر وتقبل بحلول ترقيعية لا تسمن ولا تغني ، إلا أن أحدا لم يتكهن متى ستستيقظ الشعوب من سباتها وتطالب بالإنصاف والحرية والحقوق ، فكان الشاب التونسي هو الشرارة التي بددت الغيوم وحركت الشعوب ، هي النقطة التي أفاضت الكأس ، وكانت مفاجأة لأن العالم ألف من الشعوب لغة الإستسلام ، لكن أخطأ حساباته فانهش حين توالت الردود واتسعت الرقعة ، ووقف على شعوب فاعلة تصنع الحدث وتكسر حاجز الخوف واحتلت المشاهد بعد أن غيبها الإستبداد لعقود ..
الشعوب استمدت آيات الصمود من فلسطين وشعبها الصامد ، فهو أضحى قدوة لها ، وقد عانى بطش المحتل وما زال ، وكما أن الإستعمار قبيل رحيله خلف أذنابه ليكموا دوره في تخلف الأمة والتبعية ، خلق فئة قليلة تحفظ مصالحه استفردت بالخيرات ونكلت بالشعوب حين يقف رافضا قرارات جائرة أو سياسة لم تخدم مصالحه ، فالإستعمار خلق فئة مستفيدة تخدم مصالحه وهكذا الحال في فلسطين فحين ركن الإحتلال لمقولة جيش .... يقهر وأذل من حوله ، جاءت الإتفاضة قضت مضجعه وهزت كيانه فما كان إلا أن قبل بسلطة توقف أي حراك تعمل لخدته علمت أم لم تعلم ، ماذا تغير على الأرض ، ساءت الأوضاع ، استباحة متكررة للأقصى ، مصادرة الأراضي ، آلاف الأسرى ، تهويد ممنهج ، نسيان لحق العودة ، وأي حراك في الضفة مآله الإصطدام مع السلطة ، اعتقادا منها أنها تؤدي دورها!
في حين هي تطيل أمد المحتل وتجهض أي انتفاضة محتملة فهي ربطت مصيرها بمصير الإحتلال فزواله يعني زوالها ..
الحقيقة هي ما يرسمه الإحتلال على الأرض ، فرض الإستسلام وانهاك القوة ، والمشهد يسير وفق هواه ، لن يسعى لإنهيارها لأن البديل هي المقاومة ، سيُبقي عليها للمزيد من التفريط والتنازلات وإلا عقدين من الزمن كافية لتنزع الغشاوة عن الأعين فتبصر المصير المجهول التي بلغته القضية ، وهْم الدولتين فقد نسفه على الأرض وو....
وهل فلسطين هي الضفة فقط ؟!
وماذا عن الشتات واللاجئين أولئك الذين لا تقل معاناتهم عن الداخل ، حال مزري يعيشون أوضاعا صعبة ، ربيع عربي لم يتحقق إلا حين التف الشعب كله ، وربيع فلسطيني إن شاء الله سيثمر حين تعود كل الجموع لموطنها ، سياسة الإحتلال بنيت على التهجير القسري ، إخلاء السكان الأصليين لبناء كيانهم ، إذن فعدوتهم تعني احياء للقضية وتسليط الضوء عليها وعودتها بزخم كبير ، وما دامت الدول التي تحتضن لاجئيين وتعتبر وجودهم مؤقت ولحين تحرير أرضهم ، متى إذن ؟؟ وأنها لا ترفض توطينهم فالحل فتح الحدود وعودة اللاجئين لقراهم ومدنهم وأرضهم ، هذا سيشل حركة الإحتلال وسيقف عاجزا أمام السيل الهادر ، الإحتلال يعي أن انتفاضة ثالثة سيكون لها وقع وحس ، اللاجئين معادلة صعبة تجاوزها ولهم تأثير في أي لنتفاضة ، فلا نعول على الضفة وحدها وقد أضحت بين كماشتين الإحتلال والسلطة مع ما تشهده على الأرض من تمزيق أوصالها ، فأي حراك مطلوب أن يكون له زخم لن يتأتى في الضفة فهي مبتورة الأوصال بالإستيطان الذي مزقها فحال دون تواصل أهلها وخلق قوة ، مشتتين هنا وهناك ، الإحتلال يدرك أن انتفاضة ثالثة قادمة فالوضع بات كارثي لكن بدل أن يقف هو أمام أية انتفاضة سيسخر أدواته لكي تفشلها ، أضحى البعض حارسا للإحتلال بدل أن يصطف مع شعبه ، ربيع فلسطيني هو زحف من كل جانب فهو لهم الحق في أرضهم ، حينها سيشل الواقع تفكير الإحتلال ..
وهل في مقدوره التصدي لكل تلك الجموع ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق