الخميس، 12 يونيو 2014

مقارنة بين واقع المرأة في صدر الاسلام وحالها اليوم ..



قيمة المجتمع تحددها قيمة المرأة فيه وبما تحضى به من تقدير واحترام ، فإذا كنت تريد تقييم مجتمعا ما ، انظر لقدر المرأة فيه ، ولو قيّمنا واقع المرأة في صدر الاسلام وواقعها اليوم لوقفنا على بون شاسع ..
 ما إن حل نور الاسلام حتى سعدت المرأة في كنفه ، وأحاطها بكل حماية ورعاية وعناية ، أنقذها من الوأد وأفسح لها كل المجالات لتكون معول بناء في مجتمعها ، ولبنة من لبناته ، وكفل لها كل الحقوق ، فكانت مستشارة وخطيبة ، تحث على الجهاد وتبذل الغال والنفيس في سبيل نصرة الحق ، فلذات أكبادها قدمتهم ونالت شرف شهادتهم ، بل جاهدت وكانت بجانب أخيها وأبيها وزوجها وابنها وكانت ممرضة تداوي الجرحى وو..، كان لها موقع ومكانة ..

مجتمع راقي ينظر لها نظرة وقار وطهر وعفاف ، هي عرض يصان ومخلوق يرحم ، كانت شريكة الرجل في بناء صرح الامة ، وصفحات التاريخ تزخر بعطاءها ، خلدت إسمها بمداد من ذهب ، بلغ عز الامة مشارق الارض ومغاربها ، أما اليوم تغيرت النظرة ، حلت نظرة دونية ، نظرة احتقار ومهانة ، وهذه النظرة المجحفة تكرسها الحروب وواقع المعاش اليوم ، نظرة سلبية وتناسوا أن هذه النظرة ستنعكس عليها وعلى محيطها  وعلى من ستتولى تربيتهم وستترك أثرا بليغا عليه ، إمتهنت كرامتها وتعرضت لأصناف الاعتداء في سجون البغي ، انتهاكات صارخة في حقها ، وينظر لها دوما على أنها الحلقة الأضعف في الحروب وتعتقل ظلما والتهمة تعبيرها عن آراءها ، وإن شكلت الحاضنة للثوار نعتها الاستبداد بأبشع النعوت ووصفها بالارهاب ونكل بها ليضعف شوكة الثوار ..

لا حرمة لها إن كانت مع الاستبداد او ضده ، وحالة التحرش الجماعي في ميدان التحرير أبلغ مثال ، من أهدر كرامتها في الميدان ينتهج نفس سياسة من ينتهك حقوقها في المعتقلات ، أمافي مخيمات اللجوء ، فقد فاتها قطار التعليم والجهل بدأ يخيم عليها ويلقي بظلالها القاتمة على واقعها ، تجتر الفاقة والعوز ، وقد تحرم طفولتها وتتزوج في سن صغير ويستغل البعض ظروفها القاهرة ، وإن كانت في دول الايواء استغلها البعض حاجتها للعمل وإعالة أسرتها بعد فقدان المعيل ، أمة تتعامل مع المراة بهذه الطريقة المهينة أمة ستهوي لذيل الامم تحتاج لعقود حتى تتعافى من شللها ، الانهيار الاخلاقي يهدد كيان الامة ويعصف بدعائمها ، المرأة هي الام وهي الزوجة والاخت والبنت ، المرأة هي الوجه المشرق للمجتمع ، فإن أهينت وامتهنت معناه سقوط ذريع للأمة فهي المدرسة إن أحسنت اعدادها فقد أعددت شعبا طيب الاعراق كماقال الشاعر..

 الاسلام ينظر للمرأة كونها شقيقة الرجل ، يتكاملان في حمل الامانة ويعملان لخدمة الوطن ، المرأة التي تهان لن تؤدي رسالتها على الوجه المطلوب ، وسنرى اختلالا في تربيتها لابناءها ، تردي واقع المرأة معناه تردي المجتمع بأكمله ، من يسعى لهدم قيمة المراة والنيل منها بأفعال شنيعة فهو يهدم الامة ويضعفها ، وإعلاء قدرها وقيمتها إعلاء لقدر وقيمة الامة ، الواقع المزري سيؤثر عليها وعلى من حولها ، وسنرى مردودا ضعيفا هزيلا ، نفوسا مهزومة عليلة، أمة متخلفة ، ضعف ينخر نسيج الامة  ..

عندما تهان المرأة يهان الامة أجمع ، ولن تقوم للامة قائمة ، إلا إذا عادت المرأة لمكانتها التي حضيت بها في ظل عدل الاسلام ، المرأة المهانة تلد العبيد ، من يركن لعقود تحت نير الاستبداد ، أما عندما اعتنى الاسلام بها منذ المهد ورفع مكانتها وصانها ، أنجبت للامة أبطالا أعادوا مجدها وأعلوا صرحها ، عندما تعود المرأة لقدرها حتما ستعود لدورها الريادي ، وتغدو معول خيرفي مجتمعها ، معاناة المرأة في اماكن عدة من وطنا العربي من تشريد ونزوح وانتهاك لحقوقها ، له انعكاسات سلبية على الاجيال القادمة..

مطلوب من الكل ، إعادة الاعتبار للمرأة ، نحترم شخصيتها ونحترم رأيها ونهتم بها ، عندما توج الاسلام عطاء المرأة بلغت الامة القمة ، أثمرت بصماتها خيرا في محيطها ، أخرجت للأمة من يدافع عن الحق ويذود عنه ويحميه ويعيد البهجة للمقدسات ويحفظها ، أبطال نفخر بهم ، فلا نستهين بهذا الواقع المزري ، حقوقها مهضومة في المعتقلات ، فصل عن الدراسة وهي الطالبة المتميزة ، استشهدت وهي تعبر عن رايها ، فرق البغي بينها وبين زوجها وأولادها وو..

 لا ننسى دور المرأة الفعال في استنهاض أمتها ، فإن انصفت واقتص ممن ظلمها واحترمت شخصيتها ، عادت للامة اشراقتها وعادت لمكانتها بين الامم ، بل ورفعت مشعل النور لكل الارض ، وانقذت غيرها من براثن الفقر والامية والجهل والتيه ، ووقفت على المعنى الحقيقي للحرية ، حرية ترقى بها الامة وإلا انهارت منظومة الاخلاق ، وأي امة ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، الاسلام أعلى قدر المرأة وأحسن إليها كيف لا وآخر وصية سيد الخلق عليه الصلاة والسلام للرجال : استوصوا بالنساء خيرا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق