الأربعاء، 25 يونيو 2014

نعي لحرية التعبير في مصر ..




لا يكاد يمر يوم إلا واخترقت مسامعنا الاحكام الشنيعة في حق الاخوان ورافضي الانقلاب ، يصدرها قضاء منتقون لهذه المهمة ، يحملون الضغينة لكل معارض ، في حين تخفيف أو براءة في حق من أفسد البلاد لعقود مع وجود أدلة دامغة ، إن كان الغرض تخويف رافضي الانقلاب ،فالشارع لا زال يغلي ولن تثنيه تلك الاحكام بل ستزيده تشبتا بمطالبه المشروعة في عودة المسار الديمقراطي ، وستزيد أصحاب الحق استماتة مع العلم ليس كل من جلس في البيت ولم يتظاهر بالضرورة يصفق للانقلاب ، كلا ، اللجان الخاوية كانت كافية لمعرفة حجم الرفض الواسع ومن عدة قطاعات وأطياف ، إلا إن كان الغرض تحوير السلمية حتى يجد الانقلاب الذريعة لاخماد الثورة وإن كان لا يحتاج لدرائع التهم مركونة على الرفوف لا تنتظر سوى الضحية ..

وفي سابقة من نوعها يصدر القضاء (الشامخ) أحكاما وصفت بالصادمة في حق صحفيي الجزيرة ، بتهم ملفقة ، في إشارة أن القضاء (النزيه) وُجد للتنكيل بكل صوت معارض حتى وإن كانت كاميرا تنقل الحقيقة !! فهي غدت في عرف الانقلاب سلاح وجريمة تستحق العقاب!!.

تلت الاحكام الجائرة موجة من الادانة والاستياء والاستهجان ، فقد عدوها نكوصا عن كل مكتسبات الثورة ، أحكام تفتقر للمحاكمة النزيهة أحكام مسيسة ، بل وتُهما لا يقبلها عقل وخاصة بين الصحفيين مسيحي كيف يقبل عقل التهم من أصله ، كل يوم يكشف الانقلاب عن وجهه المقيت ، انقلاب عصف بكل مكتسبات الثورة ، سياسة كتم الانفاس وتجريم الصحافة تردي رهيب لن يطال صحفيي الجزيرة بل هي رسالة للكل معارض ، وقد تنتقل العدوى للجوار ويجرم قول الحقيقة ، بل وتعود بنا الاحكام للعهود الخالية عهد القمع وتكميم الافواه ، أراد الانقلاب التشهير بالجزيرة فانقلب السحر على الساحر ، فتعاطف العالم أجمع مع القضية وجرم الحكم الجائر وعده انتكاسة لحرية التعبير ووصف الحكم بأبشع النعوت ، فقد لقلتِ الاحكام إدانة واسعة بل وبلغت حد السخرية ..

مع العلم أن القضاة منتقون لهذه المهمة التنكيل بالمعارضين ، وإلا هناك قضاة نزيهين لكن لا يوكلوهم  ، عندما يكون الخصم هو الحكم فعلى العدالة السلام ، خرج السيسي ليدافع عن القضاء ويندد بمجرد التعليق على الاحكام ويعد ذلك انتقاصا من الاستقلالية !! مصر اليوم تحت ظل حكم العسكر فقدت استقلاليتها والواقع يؤكد ذلك ، الاستقلالية تكمن في عودة الشرعية ، العالم لا يحترم إلا من يحترم إرادة شعبه ، أما النفاق الذي نراه من البعض ، ليس احتراما بل هو إذلال لمن نكل بشعب كسر القيود وتطلع لحياة كريمة تبنيها سواعده ومصر لها مواردها ولها طاقاتها ولها ثرواتها ، الفساد المستشري هو من أعاقها ،من يغض الطرف عن جرائم الانقلاب لا يهتم إلا بمصالحة ولو على حساب مصلحة الشعب  ..

استفدنا درسا بليغا مما جرى ، فهذه الهبة من الجزيرة دفاعا عن طواقمها وعن طاقاتها ورفع الضيم عنهم ، حتما ستزيدها شهرة واحتراما ،في حين هناك صحفيين من مؤسسات أخرى لا أحد يهتم لهم خوفا أن تطالهم التهم الملفقة ، المؤسسة التي تهتم بطواقمها يكون لها قدر وقيمة ومكانة ويحترمها العالم وتزيد من شعبيتها ، تجتهد لرفع الظلم عنهم حين يلحقهم وإن غابوا او فقدوا تهتم لهم ، حتما سيزيد مستوى اداءها وترفع من شأن روادها ، خلاف المؤسسة التي لا تكثر لأفرادها إن غابوا أو عانوا أو ظلموا ،حتما هي تسير للهاوية حين تفرط في طاقاتها ولا تهتم لهم ، بل وستفقد مصداقيتها  ..

ضياع الحق عند سكوت أهله ، رأينا الكل كيف وقف احتراما واجلالا ليدافع عن حق الصحفي في أداء مهمته في نقل الحقيقية،حقا هو درس هام نقف أمامه بكل احترام وتقدير وإجلال ، الجزيرة تضغط وفي كل اتجاه لاطلاق صراح صحافييها فالصحافة ليست جريمة ، العالم مشدود للحدث وهو يرى الحرية تغتال في مصر بدواعي واهية ، ما يقوم به الانقلاب وصاية على الشعب ، شاهد هذا ولا تشاهد ذاك  ، الجزيرة تعد الاحكام الجائرة تمسها هي في المقام الاول فهي تدافع عن نهجها وعن سياستها ومسارها ، هذه الاحكام لن تنال منها ولا من مسارها المتبع ، بل ستزيد من تغطيتها للاحداث ، أما الصحافة المحسوبة على الانقلاب تماهت مع احكام القضاء ولم تنصف زملاءهم في المهنة ، وهذا ما يسعى له الانقلاب ترسيخ لصوت واحد يتردد في غياب من ينقل الحقائق ومن يسلط عليها الضوء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق