الأربعاء، 18 يونيو 2014

أن تكون صحفيا ليست جريمة ..




أن تكون صحفيا ليست جريمة ، فأنت تنقل الحقيقة وتعمل بما يمليه عليك ضميرك المهني ، تنقل الصورة كما هي دون أن تطمس معالمها أو تغلفها بالباطل أو تجزئها فتبعدها عن مقصدها ، أو تغيب الحقيقة ، هذا هو عمل  الصحفي القدير الذي يحترم ميثاق وشرف المهنة وأقسم عليه ، عبد الله الشامي كان مثالا للصحفي النزيه ينقل للعالم أجمع ما يراه على أرض الواقع ، يفند مزاعم أبواق الانقلاب ، وينقل الصورة الحية ..
وبعد فض اعتصام رابعة اختفى عن الانظار وزج به في غياهيب السجون ، كان الممر الآمن فقط خدعة ، من نجى من الحرق والقتل يزج به في السجون ، فكان مآله الاعتقال ومن ثم بدأت محنته المريرة مع الاعتقال بلا تهمة أو جريرة ، تجديد الحبس كل فترة ، وكأن اعتقاله تكميما للافواه ومعاقبة الضمير الحي ، ومحاربته الصحافة فقد غدت في عرف الانقلاب جريمة !!

الانقلاب يسعى لترسيخ لون واحد ويغيب الصوت المعارض أو المناهض للانقلاب ، أُفرج عن الشامي بعد معاناة وتجربة مريرة خاضها ، كان احساسه بالضيم يقوي عزيمته في تحدي الصعاب ،كان محبوسا دون تهمة ودون محاكمة ، في أواخر يناير أعلن اضرابه عن الطعام ، كان الاضراب سلاحه الوحيد في مقاومة الظلم ، ابلغ رسائله للعالم اجمع ،فقد كان صوت الحرية الذي يصدح ، ناصرته عائلته الصغيرة وكذا الكبيرة من صحفيين ومهتميين وكل غيور على حرية الصحافة ، تحدث قبيل الافراج عنه ،  كيف أن الحرية نعمة ليس لاحد الحق أن يسلبها ، وأن معركة الحرية لا تخسر أبدا ، كان الحق الذي بحوزته يرفع معنوياته ويقوي عزيمته، شكر كل من ناصره ودافع عن قضيته ..

المؤازرة عون للاسير حتى يجتاز الظروف الصعبة ، كان مشهد اللقاء بأمه الحنونة وزوجته الوفية مؤثرا ، شاركته زوجته الاضراب وقد ازال اللقاء كل أثر للتعب ، التم شمله العائلة وارتسمت البسمة على الشفاه ، احتضنته امه في شوق ولهفة بعد الغياب ، غمترهم السعادة ، تلاشى كل ما كابدته وكابده من عناء الفراق ، ومرارة البعد ، كان لقاءا مفعما بالمشاعر الجياشة ، لحظة اللقاء أنست الكل رحلة العذاب المضنية ، هذه اللحظات الرائعة التي عايشناها معهم ، ذكرتنا بأبرياء خلف القضبان وما يقاسونه من ضيم وظلم وحيف ، نحن مطالبون بدعم جهودهم وصمودهم ، حتى يعودوا هم أيضا لاحضان ذويهم ومحبيهم ، وظروف السجن الكل بات يعلمها ، ظروف غير انسانية، عبد الله الشامي يرجو الافراج عن كل المعتقلين الابرياء الذين اعتقلهم الانقلاب ظلما ..

أول ما بدأ الانقلاب مساره المجحف قام بإغلاق كل صوت معارض وترك صوت واحد يهلل له وينكل بكل صوت مناهض للانقلاب ، هل غدا نقل الحقيقة في عرف الانقلاب جريمة وتستحق العقاب ؟!!
معاناة الشامي تكشف الستار عن معاناة المعتقلين منذ انقلاب ثلاثة يوليو ، تهم ملفقة ،اكتضاض وغياب الاشراف الطبي ، والتعذيب ، مع تشويه صورة المعتقل ،كل هذا يترك الاثر السلبي على نفسية المعتقل ، كان أقسى ما مر على الشامي الاعتقلال الانفرادي ، وهو أقسى اشكال الاعتقال ، هل تنتهي المعاناة بالافراج عنه ؟!
كلا ، بل مطلوب أن يرد له الاعتبار و يقاضي  من زج به في السجن ظلما ، أمثال الشامي كُثر، يحتاجون لكل دعم ومساندة حتى يفرجها ربنا عليهم ويسعدوا بالحرية ، إن شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق