الاثنين، 9 يونيو 2014

وراء كل رجل عظيم إمرأة والعكس صحيح ..



وتجلت معنى هذه المقولة بوضوح في حياة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام والسيد خديجة رضي الله عنها ، لم تكن وراءه بل كانت معه ، في كل خطوة كان يخطوها ، هي وامهات المسلمين فيما بعد فلكل مكانتها في حياته ، وصفحات السيرة العطرة تزخر بعطائها ومساندتها للدعوة وتضحياتها ، فقد كانت له نعم العون ، تهوّن عليه ما أثقل الكاهل وتشد من أزره وتحيطه بعناية فائقة ، كانت نعمة من الله له ، فحين جاءه الوحي توجه للصدر الحنون والقلب الطيب وبث لها ما أرقه ، فوجد عندها الملاذ الآمن والحصن الحصين والسكن والراحة ، ذكرته بمناقبه وخصاله وأمانته وأفضاله  ، ولم تبخل عليه بمشورة ابن عمها ورقة بن نوفل ، وخففت عنه ما ألم به ، وبددت مخاوفه وأشعرته بالامن والامان ، كيف لا وهي من اختارته لصدقه وأمانته ، وشمائله وطيب خلقه وهي السيدة في قومها ذات الصيت الطيب والعقل الراجح والمكانة المرموقة ، كانت عزيزة  في قومها ..

ترك رحيلها عنه أثرا بليغا ، فسمى العام الذي توفيت فيه وتوفي فيه عمه بعام الحزن ، فقد افتقد الصدر الحنون والحمى الآمن ، ظل وفيا لها ولتضحياتها ،وتفانى في محبتها ، ظل يثني عليها ويستذكر سيرتها العطرة ، لم ينسى ما قدمته للدعوة من تضحيات في المهد ، ودوما كان يذكرها بجميل صنيعها ، آمنت به وآزرته واحتضنت الدعوة ووقفت بصمود وثبات تنافح عنها ، بلغت محبته لها واكرامه لها ، إكرام صديقاتها وأهلها ،كلما أقبلت اختها لزيارتهم ،استقبلها بحفاوة واحسن لها القول ، كان دوما يقدر مواقفها النبيلة وصبرها وكفاحها ،فقد كانت نعم الزوجة تسهر على راحته ، كانت له البلسم الشافي ، خففت عنه نوائب الدهر  وساعدته في حمل ثقل الامانة ، وفي المقابل هو ظل وفيا لها ولعطائها الطيب ..

والعكس صحيح تحكي إحدى الاخوات الداعيات كيف كان لزوجها وتشجيعه لها ودعمه لها ، الدور الهام في بلوغها للقمة ، حفزها على الطعاء وساعدها في عملها ، سددخطاها بالنصائح والتوجيهات وعلى يديها أسلم العديد من النساء ، وفر لها جو العمل في هدوء ، أثر تلك المساعدة كان له مردود فاعل على أرض الواقع ،أخذت بأدي العديد من التائهات عن جادة الحق ، حتى بلغن بر الامان وسعدن في كنف الاسلام ، ووجدن السعادة في رحابه سعادة افتقدنها لعقود ..

الزوج له دور في نجاح زوجته وتدفق عطائها ، فإن كان لها نعم السند حققت طموحها وتركت بصماتها على أرض الواقع ، وهناك البيئة المشجعة من أهل وأحباب وهناك من وجدت آيادي حنونة ، ربتت على كتفها ، وبثت في خلدها أنها قادرة على تخطي التحديات وبلوغ قمة النجاح ، فلذات أكبادها ،بكلماتهم الرقيقة رفعوا معنوياتها وتحلقوا حولها واغدقوا عليها كل حب ورضا وحنان ،وإن كان المرء له إصرار وعزيمة تلين الصخر حتما سيتميز ، وسينطلق من آخر نقطة وقف عندها الآخرون وسيبدع ، مع الاستفادة من عطاء من سبقوه وينهل منه ما يسدد به خطاه ويكون له الاساس والنبراس ينير دربه ، لكن لا يقف عنده ، بل يسعى جاهدا لخلق نموذجه الخاص به، بعون الله له ..

عندما يعي بعض الازواج المعنى الحقيقي للقوامة والتي تعني الحماية والرعاية والدعم ، وليس التسلط والقهر والظلم وكيل الاهانات والتجريح والتقليل من شأنها ، عندها لن يقف عقبة دون تحقيق طموح زوجته ، وسيساعدها للتفوق ،حتى يكون لها موقع ،وتكمل دراستها ، فكل ما نمى وعي المرأة ، كلما بدت بصماتها جلية على أسرتها الصغيرة والكبيرة ، وكانت عارفة بواقعها وأزماته وما يحتاجه من علاج ، وربت أطفالها على النهج السليم ، وحصنتهم من كل الآفات وكل ثمار حصدتها كانت له فيها الاجر والثواب ..

اليأس والاحباط ومثبطي الهمم هم العقبة دون بلوغ قمة النجاح ، تسلحي أختي بثقة الله فهو المسدد وهو المعين ، ثم الثقة بالنفس وقدراتك وما حباه الله لك من ملكات ، واكتشفي ما وهبه الله لك من منح واستثمري طاقتك وجهدك في تعميم الخير ، تخلصي أختي من كل ماشاب طريقك وعرقل مسارك ، حتى تغدو النفس نقية صافية ،إلقي خلفك كل ما أعاق مسارها ، وتخطي كل العراقيل ، مع الاخلاص لله في القول والعمل ، بعون الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق