السبت، 21 يونيو 2014

الضفة تصنع الحدث ..





لا تنتظر من شعب هُجر قسرا عن قراه ،وشرد عن موطنه ،وذاق مرارة اللجوء تلو اللجوء وانتهك المحتل حرماته وزج بخيرة أبناءه السجون ودنس المقدسات ، أن يستسلم للامر الواقع أويركن أو يستكين ، حتما سيجابه المحتل بما أوتي من جهد وقوة ، وبكل ما توفرت له من إمكانيات ، حتى وإن لم يستطيع دحر الاحتلال ،فلا أقل من أن يشعره  أنه لا أمان له ولا مكان له على ثرى فلسطين الغالي ، وحق المقاومة حق مشروع كفلته كل الشرائع ، وعندما يغلق المحتل كل المنافذ ويتواطأ على حقه القريب والبعيد ، ويطرق كل الابواب فتوصد أمام حقه في العيش بحرية وكرامة ، حتما سيدافع عن حقه باستماتة ولن يفرط فيه وبكل الطرق المتاحة أمامه .

في المقابل نقف على محتل يستبيح الضفة وسلطة تتلكأ ولا تتوجه لمحاكمة المحتل على جرائمه في حق المقدسات وفي حق الاسرى والمعتقلين الاداريين بلا ذنب ولا جريرة ، بل رأيناها كيف تردد ما يردده المحتل ، ولن يشفع لها عنده ،فقط ستوغر قلوب شعبها التي استحسن عملية الخليل ، المحتل وبدعوى البحث عن المخطوفين نكل بأهالي الضفة وأعاد اعتقال الاسرى المحرريين في نكوص فاضح للاتفاقيات المبرمة سلفا وفي ظل صمت مطبق للراعي المصري ..

اليوم الضفة تصنع الحدث في ظل تخاذل عربي يقوي مواقف الشعب الصامد ونفاق غربي يكيل بمكيالين ومصالحة هشة تعصف بها الرياح ، رغم كل التنازلات التي قدمتها حماس بغية رأب الصدع وإعادة اللحمة وتخفيف الحصار ولم الشمل ، بدل أن تقوي الصفوف ، جاهر رئيس السلطة بالتنسيق الامني الذي يسعى من خلاله لوأد العمل المقاوم ، بل ويسعى للجم الانتفاضة ،ولولا الانتفاضة لما جنح المحتل لوهم السلام حتى يجهضها ، بل وتنصلت حكومات المحتل المتواترة عن كل ما اتفق عليه حكومة تنسف كل ما سبق ، حتى بلغت القضية النفق المسدود ..

إن وزنك سياسيا وعلو سقف مطالبك يعكسه قوتك على الارض ، قوة تجابه بها تعنت المحتل ، وإلا كانت المفاوضات فقط تفريطا في الحقوق ، المصالحة وتنازلات حماس استغلتها السلطة أبشع استغلال ،بدل أن تستثمرها لتقوية الجبهة الداخلية ، تغولت وبلغت التنكيل بأهالي الاسرى ، وأمام الهجمة المسعورة للمحتل تعلو الشكوك حول منفذ العملية وتوقيتها وهل تصب في صالح الشعب ومقاومته أم العكس ؟!

الاصوات المؤيدة تعدها عملية متقنة وأن سبب الغموض الذي يلفها ، خصوصية الضفة والظروف التي تعيشها ، العملية أعادت للضفة حيويتها وعافيتها وتخطيها كل ما عرقل مسارها المقاوم ، العملية أحيت نبض الشارع الضفي ، أما المشككون فينقسون لقسمين ، قسم قلبه على المقاومة ويتخوف أن تكون العملية مفبركة لضرب البنية التحتية لحماس في الضفة والاجهاز على أي نفس مقاوم وكتم كل صوت مناهض لسياسات المحتل وتطهير الضفة من طاقاتها الفاعلة ، وفي غزة التخوف من القضاء على قوتها العسكرية في ظل انقلاب مصري لم يتورع عن قتل شعبه والتضييق على المقاومة ، يتخوفون من استئصال المقاومة ، والقسم الآخر يتخوف  أن تستهدف السلطة أوما يسمى بعملية السلام ، وضرب المصالحة وعودة التناحر والانقسام وفك العزلة عن المحتل ويعزون مواقفهم كون المنطقة التي اختطف منها المستوطنون منطقة شديدة الحراسة ..

والحقيقة والله أعلم أن المحتل يبغي من خلال أعماله الشنيعة أن يكره الشعب في المقاومة ويشعرهم أنها السبب فيما يقع لهم ، حتى يفقد المقاومة الحاضنة الشعبية ، ويستغل العملية لغاية في نفسه ، الشعب يدرك أن المقاومة هي فخره وعزه وأن المحتل لا يحتاج لذرائع ليشن عدوانه فكونه احتلال ومغتصب هذا يكفيه بشاعة ، ووعي الشعب إن شاء الله سيفوت على المحتل مبتغاه ، ويستثمر العملية لاشعال انتفاضة ثالثة ويصنع الحدث ، وعندها سيقف العالم أمام  الابطال الحقيقيين من يسجلون الاهداف في مرمى المحتل ، من يحققون الانتصارات الحقيقية وليسوا ابطال وهميين ونحن نعيش حدث نهائيات كأس العالم وأن هؤلاء الابطال الحقيقيون هم من يستحقون منا أن نوشح صدورهم بالنياشين والاوسمة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق