الجمعة، 4 مايو 2012

إذا أحبّ الله عبدا إبتلاه

خواطر
حين يشتدّ بك البلاء وحاولت أن تتأقلم فعجزت سامحت وسامحت لكن تتكرر نفس الأخطاء منهم ، آذوك ويؤذونك تتضرع لله أن يخفف عنك مصابك وتحمده وتشكره حين ترى شدة بلاء الآخرين فيهون بلاؤك في عينيك لكن قد تأتي عليك ساعات تفقد قوة التحمل ولا تقوى على تحمّل البلاء وقد  يبلغ البلاء  أحبة لك تعجز أن تحميهم فتضيق الدنيا في عينيك وتحس بتلاشي قوتك ، ومع هذا فشمعة الامل ستضيئ دوما لك الطريق..
كيف تطلب منه أن يتأقلم مع أناس أخلاقهم سيّئة نالوا منه جعلوا من الدمع رفيقه بلغت إساءتهم حدا لا توصف  وظّفوا قوتهم في  إلحاق الأذى به  وهم يعلمون أن لا ناصر له إلا الله ..
صحيح الله يرى الظالم وله وقت يأخذه أخذ عزيز مقتدر لكننا بشر تثقل كاهلينا الأحزان والهموم ورغم ذلك ندرك أن الله معنا ولن يتخلى عنا فنطلب منه الفرج فثقتنا به كبيرة ..

قد تتحدث عن ماض إنتهى حتى إن تمرد أو تدمّر على قضاء الله وقدره  لن يعود الزمن للوراء فلو تجمّل بالصبر فحتما الله سيعوّضه  خيرا مما راح منه ..
لكن هناك أناس يعيشون حاضرا قد نال منهم تجرعوا مرارة الصبر وعجزوا أن يكملوا المشوار..
 الآخرون لا يهتمون لجراحاتهم هم يعلمون أن الله سامع الشكوى وسيفرج البلوى ومهما طال ليل الظلم فالصبح سيأتي إن شاء الله ، لكن خوفهم من أن يطول البلاء وتخور قواهم ولهم أحبة محتاجون لبقاءهم فأحبّتهم يستمدون قوة صمودهم منه فإن إستسلم هو توقّفت حياتهم وعجزوا عن العطاء أو إنهاروا حزنا  أو ماتوا كمدا لذلك تجده يصمد حتى يقي بجناحيه أحبته كي لا يصلهم أي أذى..

  ممكن أن يستعين بعائلته أو أصحابه حتى يساعدوه على إجتياز محنته ولو طرق كل الأبواب لكن عجزوا عن مساعدته أو مات من سيساعده أو فقد كل عزيز كان بإمكانه أن يغيّر من حاله سيبقى باب الله مفتوح يجيب كل داع ويفتح له باب الرجاء ولا يردّ له دعاء ...
صحيح لولا كنف الله الذي أنت في ظله لما أستطعت أن تسير لكن ما العمل حين يعجز عن تغيير حالك من توسّمت منه المساعدة  و لم يكترثوا لك ..

تذكّرت شيئا رائعا وهو إن عجز القانون أن يأخذ حقك فأعلم أن لك رباّ عادلا وهذا ما يجعل المرء يصبر ربّ عادل تعيش في كنف ظلاله حين تناجيه تسعد في حضرته وتحس أنه مسح كل هموم علقت بك بل ويمدّك بطاقة ويحشذ همتك ، حتى تستأنف العطاء تقول حين تدعوه : ربّي أنت ترى مكاني وتعلم سريّ وعلاني ربي أجعل لنا من أمرنا مخرجا وفرجا وجمّلنا بالصبر وأجعل كل ما نمرّ به زيادة لنا في حسناتنا يوم القيامة ..اللهم آمين ..

جرح معنوي وإساءة هذا صحيح تصبر لأنك تعلم أن هناك من يدافع عنك هناك ربّ يرى ويسمع لن ينساك ، ولكل  أجل كتاب حين يستوفي أجله حتما سيتغيّر الحال إن شاء الله..
طلبت منه من جديد التأقلم فردّ عليك مستحيل فشتّان بين ظلم وظلم قد لا تستطيع أن تزيحه مهما علت قوتك ولن تستطيع أن تتأقلم معه لأنه بينك وبينه  بون شاسع وهوة سحيقة  حاولت أن تغيّر من حاله  حتى تتأقلم معه لكن عجزت  في الوقت الحاضر لأن خصمك قويّ بما يملك من أسباب القوة يبقى ربّ العزة هو المعين لهم حتى يأتي الفرج ...ولن يطول الأمر حتى يأتي الفرج بإذن الله
صحيح فمن أخلاق المؤمن أن يصفح ويتجاوز عن من أساء إليه وينسى إساءته ويحتسب أمره لله
لكن الظلم ماض عليك والقانون قد يجحف في حقك لأن خصمك أقوى منك بما يملك من آليات ...

وإذا فكّرت في أن تتخذ أي قرار فلا تفكر في نفسك عندها ستكون أناني و تبحث عن سعادتك فقط وتنسى أحبتك لأن أي قرار ستتحذه سيكون له تبعات وإنعكاسات عليهم لذلك فكّر بعمق وروية حتى لا يكون قرارك فيه ظلم لهم فهم أبرياء صفاء روحهم هي من تنسيك الهموم هم من يمدونك بطاقة ويضيئون في قلبك شمعة الأمل بإبسامتهم بحنانهم فالله حرم آخرين من أحبة مثلهم فهذه نعمة تحمد الله عليها ورغم هذا ستصبر حتى يفرجها ربنا لأنك في الوقت الحاضر عاجز عن أن تواجه خصمك أو تأخذ حقك منهم..

وما أسهل أن أنصح غيري لكن ما أصعب أن أضع نفسي مكانه ولو وضعت نفسي مكانه لإتضحت لي الصورة وسألت الله لهم العون والسداد وأحيانا تكون الكلمات عبارة عن فضفضة حين يبلغ بك الظلم منتهاه أما في جميع الأحوال فأنت تدرك أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فقد طلب المسلمون النصرة من رسول الله حين بلغ بهم الجهد درجة لا تحتمل فرد عليهم بأن كان هناك أقوام قبلهم رأوا الولات فصبروا فلا تستعجلوا ..فلكل أجل كتاب ...

إذا أحب الله عبدا إبتلاه حتى تزيد ضراعته ويزيد دعاءه ويزيده ذلك تقربا منه سبحانه ومناجاته في سكون حيث يتنزل الله فيقول هل من داع اجيبه هل من مستغيث أغيثه فهو وحده قادر أن يحميك ويحفظك ويزيح عنك الظلم ..

ورغم كل مايمر على المؤمن من محن فهناك ومضات في حياته لن يتناساها تنعش حياته ويأنس بها ويفرح لها وهم فلذات أكباده أطفاله الذين حباهم له المولى كي يزيحوا عنه أي مسحة حزن ويمدونه بلمسة أمل وحنان فينشؤون بذلك مجتمع مصغّر من العدل وينشرون المحبة بينهم ويزودونه بشحنة من الصمود حتى يستأنف العطاء ولا يركن للظم ولا يستسلم لهواجسه بل يكمل عطاءه مع الدعاء لله حتى يفرج ربنا .
هم مهجة فؤاده ونور عينيه ونسيم عليل ينسيه كل ضجر فهذه هبة من الله ومنّة منه حباها الله له في حين ، حرم منها آخرون فلنحمد الله عليها وإذا كنا ننشد الكمال في الدنيا فإننا واهمون فكل ما ننشده من جزيل عطاء سنجده في الجنة إن شاء الله أما الدنيا فهي دار إبتلاء ودارتمحيص ودار إمتحان .




هناك تعليق واحد:

  1. ان تجعل من فلذات اكبادك قوة لتواجه بها الابتلات فماذا لوكان بلائك في فراقهم

    ردحذف