الثلاثاء، 22 مايو 2012

مصر على موعد مع الحدث بعد مخاض عسير

بعد السباق الرئاسي المحموم الذي شهدته مصر والتحرك اللاّفت للأنظار والذي رافقته متابعة عربية وغربية للمشهد والإهتمام به فهذا إن دلّ على شيئ فهو يدلّ عن ثقل مصر ووزنها في المنطقة فهذا ما جعل منها محل الأنظار ..

فبعد ساعات ستكون مصر مع عهد جديد يقطع أواصره بحقبة ماضية وماض مرير ومسيرة إتسمت بالفساد المستشري على كل الأصعدة والكل ينتظر أن يشعّ النور ويحدوه الأمل في تغيير حقيقي فشباب الثورة إلى الآن يحسون ببعض الإنتكاسة أمام المجلس العسكري الذي أحيانا يدغدغ عواطفهم بسياسات لا تجدي وأحيانا يرووا فيه وجه النظام السابق بل ويحفظ أركانه ..

فرغم تغيّر الوجوه إلا أن السياسة القديمة هي السائدة رغم بعض التغيير الطفيف ،، والشباب الثائر كان يطمح لتغيير سياسة الفساد مع تغيير فلوله ويعود الجيش لتكانته ولدوره المنوط به ،، ويفسح الطريق لدولة مدنية تحكم بشفافية ومصداقية وتحقق مكاسب الثورة وتعمل على تطهير مصر برمّتها من فساد عشعش لعقود حتى ترسخت جذوره ..

فالشعب اليوم في شغف للتغيير الجذري وهو رقم يصعب تجاوزه أو الركوب على مطالبه فالميدان أضحى رفيقه وأنيسه وهو يألفه ويعرف الطريق جيّدا له ..
وتعد هذه الإنتخابات التي لا يفصلنا عنها إلا يوم واحد أعظم حدث في ظل الثورة حدث يلقي بظلاله على الكل الداخل والخارج والكل ينتظر ساعة الإعلان وماذا ستسفر عنه صناديق الإقتراع في ظل نزاهة وشفافية مع متابعة دولية وعربية مهمة فهذه مصر أم الدنيا وهي تستحق ما تحضى به ..

اليوم عصر جديد تحرك ملفت للنظر بدد الجمود الذي كان سيد المواقف ورغم أن المرشحين نسبتهم مهمة إلا أن البعض حصرهم في خمسة كبار بعضهم شخصيات لها تاريخ ووزن في المجتمع وتحضى بإحترام الكل وتقديره ويدركون برامجهم من زمان ، والمواطن المصري لا يعوزه الوعي فهو واعي بما فيه الكفاية..

والحقل السياسي المصري متنوع بتنوع أطيافه فهذا حتما لن يغيب عن فكر أي رئيس مقبل في المقابل المواطن المصري يطالب بمن يحيي همته ويعيد لمصر وزنها ويسود العدل والكرامة ويكون الكل متساويين تحت القانون فهو لا يبحث عن رئيس منزوع الصلاحيات عبارة عن صورة شكلية فقط .

بل رئيس ينطلق من رحم مصر وله تاريخ نضالي عريق فالكل ينتظر المولود الجيد لمصر الذي سيأسس لعهد جيد فالتركة ثقيلة وتدعو كل الأطراف للتفاعل والمشاركة حتى نبلغ بر الأمان فالهمّ واحد حماية الوطن ورقيه والنهوض به ورجوع مصر لتعود لمكانتها الريادية وتكون لها الكلمة والصيت القوي كما كانت ..

وما أحوجنا اليوم للبحث عن نقاط تقارب مع كل القوى الفاعلة مع خلق جو يسوده الحوار البناء دون إقصاء أي أحد حتى تسيرة مسيرة الإصلاح و تبلغ بمصر مصاف الدول المتقدمة فهي لا تنقصها الكفاءات ولا الطاقات ولها قوة شبابية هامة فساعة البناء والإصلاح قد حان موعدها حتى تحقق كل مكاسب الثورة إن شاء الله ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق