الأربعاء، 9 مايو 2012

ماهي الرسائل التي أطلقتها معركة الأسرى ؟؟

عندما تجاهل العالم معاناتهم ومأساتهم وصمّ أذنيه عن أي صدى لصوتهم وسدّت الأبواب أمامهم وأجحف الإعلام العربي وكذا الغربي في حقهم لا ننكر أنه كانت نتف هنا هناك لكن لم تغطي ملفّهم كما يجب ولم تحط بمعاناتهم كما المطلوب فجاءت معركة الأمعاء الخاوية فتنبّه لهم العالم أخيرا..

فهؤلاء هم الأسرى هم من أمضوا زهرات شبابهم في صمت عربي وغربي مطبق فاليوم بمعركتهم فرضوا أنفسهم على العالم فقد جاءت معركة الأمعاء الخاوية لتحيي قضيتهم من جديد ولتسفر عن واقع مرير تعيشه هذه الفئة المنسية ...

ومهما مارس المحتل من ضغوط كي يوقف معركتهم أو يحدّ منها لن يفلح فالمضربين في إزدياد مطرد ويمتد الإضراب ليصل لسجون أخرى وتزداد الأعداد يوما بعد يوم في تحد وصمود وامام هذا المشهد الجديد للأسف نجد التفاعل والدعم لا يرقى لمستوى الحدث صحيح هناك تحرك لكنه إلى الآن لم يشكّل ضغطا يوازي مستوى الحدث .

فالأسرى لا يطالبون إلا بحقوقهم في ظل عالم يهتف بحقوق الإنسان وفي ظل عالم سنّ حقوقا تحفظ للإنسان آدميته وكرامته تجد الأسرى في فلسطين محرومون من أبسط الحقوق ..
فإن لم نكن في مستوى الحدث فقد يعمد المحتل لإجهاض هذه المعركة رغم أن الأسرى ماضون في مسيرتهم النضالية ولن يستنكفوا عنها .

والمعركة أثبتت من جديد فعاليتها في التقريب بين كل القوى الفلسطينية الحية ونرجو أن يستثمر هذا التقارب الذي أضفته المعركة لنوحد خطابنا إتجاه قضايانا ونوصله لكل العالم بقوة وحتى ندرك أن الفرقة ليست في مصلحة قضيتنا العادلة فالمعركة التي يخوضها الأسرى أثبتت جذارتها في جمع كل الأطياف حولها لهدف واحد الاوهو مواجهة المحتل بأمعاء خاوية فقد أدركوا أن مبتغاه شقّ صفهم لذلك خلقوا من معركتهم وحدة هدف فتلاقت القلوب فرسالتهم تدعونا لتكثيف الجهود حتى نخلق رؤيا موحدة وخطاب موحد يخدم القضية ..

فهذا الواقع الذي خلقه صمود الأسرى أثبت لغة تحدت المحتل والذي أربكته الأحداث فهذه المستجدات على الساحة الفلسطينية مدعاة لنا أن نكون على قدر المسؤولية وأن نلتف على خيار المقاومة فالمحتل لا يفهم سوى هذه اللغة وأن ينفض دعاة الإستسلام أيديهم من مفاوضات فشلت فشلا ذريعا على كل الأصعدة وشقّت الصف الفلسطيني وفي المقابل تعود اللحمة بين أبناء الوطن فيما يخدم مصالح قضيتنا ..

عودة حقوقنا المسلوبة وحدة تخدم مصالحنا العليا تزيح الظلم والعناء والعمل بهمة مع تكثل تنتفي به فرقتنا فالفرقة هي من يستغلها الغرب حتى يبني عليها سياسته المجحفة إتجاهنا فالأسرى حمّلونا مسؤولية عظمى على أعناقنا وهي أن نكون يدا واحدة حتى تحريرهم إن شاء الله ..

فهدفنا واحد فلنحشد له الهمة حتى تحقيقه ونفسد على المحتل مخططه .. فرق تسد
ولنعمل على هدفنا سوية فالمتابع للأحداث يدرك أن الأمر لن يقف عند هذا الحد فقد تتطور الأمور فلنكن على قدر المسؤولية .
صحيح فالمحتل مافتئ يطلق وعودا لتحسين أوضاع الأسرى والهدف منها إجهاض معركة الأسرى وزرع الفرقة بينهم لكنهم ثابتون صامدون ولن يحول بينهم وبين إستئناف إضرابهم أي شيئ لذلك علينا أن نكون مجنّدين لأي حادث تحمله الأيام ولندرك أن أهمية المعركة تتطلب منا دعما قويا ويقظة وأن نكون في مستوى الحدث .

فأمام هذه التطورات المتتالية والتي تبعث عدة رسائل بدأت تلقى تجاوبا في الداخل وما نرجوه أن تلقى تجاوبا في الخارج أيضا ولن يكون ذلك إلا بالعمل على تدويل قضية الأسرى حتى يكون لنا لوبي ضاغط يوازيه تحركا جماهيريا عربيا..
فالكرامة عنوان الأسرى وللكرامة وللعدالة إنتفضت شعوبنا العربية نرجو أن تكون كل جمعة هبّة للأسرى حتى تحقيق مطالبهم فهم يستحقون منا الكثير حتى تلقى تحركتنا الدعم الكافي ونوصل صوتنا للجماهير العربية .
مع خلق رأي عام يدعمهم فالأسرى يقومون بما عليهم نحو قضيتهم بتضحياتهم الجسيمة فهذه دعوة لشعوبنا لنكون على قدر المسؤولية في نصرة ودعم أسرانا البواسل..

والعالم لن يتحرك إلا حين يقض مضجعه تحرك قوي حينها سينتبه فمن واجبنا أن نتحرك على كل الأصعدة نجمع كل القوى التي تدعم قضيتنا العادلة وطبعا هذا لن يتسنى إلاّ في جو يجمع الكل على قضايانا والرهان الأول على الشعوب فهي المعول عليها فلنثور من جديد لكرامة الأسرى ندعم صمودهم حتى النهاية فهي ليست معركة الأسرى وحدهم بل هي عنوان كرامة كل أمتنا فياليتنا نفهم رسائل الأسرى ونعمل بهمة عالية حتى تمكينهم من حقوقهم ..إن شاء الله





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق