الجمعة، 30 نوفمبر 2012

وماذا بعد إقرار قرار منح فلسطين صفة مراقب غير عضو ؟!



أثار قرار منح فلسطين صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة ضجة كبيرة وجدل واسع وردود متباينة بين مؤيد للقرار ومعارض ومتخوف، أمريكا وكيان الإحتلال وكعادتهما شددا في رفض القرار، ورغم محاولهتما لإفشاله مضت السلطة في مسارها نحو إقراره، المؤيدون يعزون موقفهم الداعم له أن القرار يعد منحى جديد في الصراع وخطوة هامة لو استثمرتها السلطة في مساره الصحيح لنالت مكاسب هامة كالتوجه للمحاكم الدولية لمحاكمة الإحتلال على جرائمه السابقة والتالية في حق الأرض والإنسان وقد تفتح لفلسطين الأبواب في ملف الأسرى بحيث يتم تغيير من توصيف الإسرى توصيف دأب عليه الإحتلال واعتماد توصيفهم الحقيقي أنهم يدافعون عن أرضهم، حتى يتم الإفراج عنهم
هذا كله جيد لكن قد يصطدم هذا كله مع الممولين للسلطة ويثير غضبهم ولن يقبلوا به وسقف هذا المنحى وهذا القرار لن يتعدى العودة للمفاوضات وهذا ما يتداوله البعض، لن يقبل الغرب بمحاكمة الإحتلال فهو من يخلق له غطاءا لتمرير جرائمه، وهناك من تروق له الخطوة حتى يظهر للعالم أنه أخذ بالسلم ما لم يأخذه غيره بالبندقية وهذا غير صحيح، وهناك من قد يضع المقاومة في تقييد أو يسعى لإسقاط خيارها، فالدولتين أصبحتا جارتين!
رغم أن الشواهد أثبتت أن المقاومة استطاعت أن تخلق واقعا جديدا تجسد في قوة الردع ومعادلة من الصعب تجاوزها، القرار يشرعن الإحتلال ويكبل أية مقاومة مستقبلا ويتنازل عن جزء من أرض فلسطين، وهذا لن يقبل به الفلسطينيون فلن يقبلوا بالتفريط في شبر واحد من أرض فلسطين، العدوان الأخير على غزة لازال يلقي بظلاله على المشهد وكان له وقع حتى في أروقة الأمم المتحدة فجاءت الموافق تترا لحاجة في نفس يعقوب.
الغرب هو من زرع الإحتلال وغذاه وساق له كل دعم وقوى ترسانته فلن يسعى لأية خطوة يرى فيها أمن الإحتلال يهتز بل سيسعى دائما لحمايته وضمان أمنه على حساب أمن فلسطين وأصحاب الأرض فيها، قد يقبل الغرب بهكذا خطوة حتى يقطع الطريق على خيار أثبت جدارته على الأرض: المقاومة
ويرى المؤيدون في القرار إيجابيات تكمن في رأب الصدع وإنهاء حالة الإنقسام والتقدم لمفاوضات بسقف أعلى وهذا السقف صنعته المقاومة التي أبدعت في الرد على العدوان، اعتاد الغرب على سن قرارات معادية لقضايانا العربية وخاصة الفلسطينية وإن مرر قرار لصالح القضية يتجاهل دوما عدم وفاء الإحتلال بتعهداته كم من قرار صدر في حق فلسطين وبقي حبرا على ورق، القرار الأخير قد يصب أولا في خانة الإحتلال، الخوف أن يشكل القرار مزيدا من الصدع وليس رأبه، والحكم على أي قرار لا يكتمل نهائيا حتى ترى فاعليته على أرض الواقع
وقد تستثمره السلطة لإحراج العالم الذي يجهض أية خطوة لمحاكمة الإحتلال على جرائمه، لكن الغرب سيقطع الطريق لأية إدانة للإحتلال فهو مزروع في قلب أمتنا لحفظ مصالحهم، يعني البعض يدور في حلقة مفرغة، الغرب لا يمرر شيئ بسهولة إلا إذا رأى فيه منفعة أو سيعود عليه بنفع ما، المعارضون يرونه شرعنة للإحتلال وتنازلا غير مسبوق لجزء من فلسطين واسقاط حق العودة، والإحتلال اليوم أعلن عن بناء الآلاف المستوطنات كرد سريع على القرار
الرافضون وقفوا على بنود الميثاق وهو يصب في صالح الإحتلال وتكبيل أية مقاومة مستقبلا أو المطالبة برد أرض مسلوبة
المتخوفون يعزون تخوفهم كون التصويت وبهاته الطريقة يذكرنا يوم أن جنح الإحتلال للسلام! ولم يكن خياره بل سار فيه حتى يشق الصف الفلسطيني حين لمس تنامي الإنتفاضة والشعور برفضه واستأصاله من جذوره فقبل لكن راوغ لأكثر من ألف مرة والهدف أسكات صوت الإنتفاضة والقضاء على صوت متصاعد يرفض الإحتلال.
هذا الاخير قد يمرر أمر ما لأنه يعلم أن البديل أشد وأنكى، البعض استقبل القرار ببرودة فهو يعلم أن الحقوق لا تؤخذ بهكذا طريقة، الإحتلال كان يلتف على السلام! ويناور للمزيد من كسب الوقت حتى يفرض الامر الواقع، أما السلطة فلها خيار المفاوضات ولا أوراق ضغط تملكها لتشهرها أمامه، الكثيرون يرون في القرار أنه يخدم فقط مصالح الإحتلال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق