الخميس، 22 مارس 2012

القيمة العظمى للعفو والصفح

بعث الله رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالدين القويم الذي أكمله وبهذه الشريعة السمحة التي أثمها ورضيها لعباده وجعلنا أمة وسطا فالوسطية تعني الخط القويم ولقد كانت من مقتضيات هذه الوسطية أن إتصفت رسالة الإسلام بالعدل والخير والعطاء والتسامح والعفو والإيخاء والرحمة ...
فقد جاء الإسلام ليوطد ويرسخ هذه المفاهيم العالية في نفوسنا فتضحى سلوكا يحيا فينا وبه نعيش ومنه نستمد بقاءنا وهي أخلاق حقا عالية فكلما تعايش أبناء الإسلام وتوحدوا وتآلفوا ورفعوا شعار كلنا إخوة في الله فعندها تصفوا الأرواح ..
وعندما تصفح عمن ظلمك ولا تغضب لنفسك بل لله هنا ترسخ خلق القرآن وتقيم مجتمع خال من الأحقاد والضغائن شعاره الأخوة والتسامح قال تعالى :
( فاصفح الصفح الجميل )الحجر
وقال عز وجل ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور )الشورى
وقال تعالى جل في علاه ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)آل عمران
فالإسلام جاء ليرد النفوس لبارءها ولجادة الصواب بعد أن حادت عنها وضلت الطريق فشقيت ..
والإنسان منا في حياته معرض لكثيرا لما يؤلمه ويؤذيه فلو ردينا الإساءة بالإساءة لعشنا في صراع مرير ودائم ولضعنا في متاهات الحقد وبدلنا حكم الله بحكم الغاب ..
أما إذا سامحنا بعضنا البعض وتجاوزنا على زلات إخوتنا وإلتمسنا لهم الأعذار ووسعنا صدورنا وسارعنا في الحلم عليهم فقد ينصلح حالهم وقد يندموا على الإساءة لنا وبذلك ننشر الود والخير ونربط عرى الأخوة ونعيد الألفة لأمتنا فالعفو والصلح لهما أثر بليغ في النفوس..
ولنا في سيد الخلق الأسوة الحسنة فرسولنا الأكرم يوم أن حط رحاله في المدينة المنورة ألف القلوب قبل العقول وأحبوه لحلمه وخلقه العظيم فلم يغضب قط لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فبذاك يغضب لغضب الله ..
وقد نال من قومه الأمرين ورغم ذلك كان يقول : اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون..متفق عليه
وجاء في حكاية لأحد العابدين أنه كان جالس فإذا بجارية تقبل عليه ودون أن أن تنتبه سكبت الماء الحار على لباسه فتأذى منها كثيرا وللنظر لفطنة الجارية و لحسن صنيع العارف بالله..
قالت له : والكاظمين الغيظ
فرد عليها " كظمت غيظي
فقالت له : والعافين عن الناس
فردعليها : عفوت عنك
فقالت : والله يحب المحسنين
فقال : إذهبي فأنت حرة
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
اللهم آمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق