السبت، 31 مارس 2012

هل حقّقت مسيرة القدس العالمية أهدافها ؟؟

رغم كل الإجراءات المتشددة التي عمد إليها المحتل حتى يحول دون نجاح المسيرة إلا أن صمود وثبات الفلسطينيين أفشلتها وجعلت يوم الأرض والمسيرة توصل رسالتها للعالم أجمع ..
لقد كان حقا يوما مميّزا ترجمت فيه الكلمات لأفعال وتصدت لغطرسة المحتل ولم تأبه بتهديده ووعيده وتصدت له بصدور عارية وأصوات مجلجلة وهتافات وصلت صداها عاليا وتناقلتها وسائل الإعلام التي حضرت بقوة ورغم إشتداد المواجهة فلم يثنيهم ذلك عن تبليغ الرسالة ..

وقد علم العالم أن الظلم مهما طال فله يوم وسيزول بقوة العزيمة والثبات على المبادئ والثوابت فالبارحة توحدت الإعلام وتوحدت الأهداف وتوحدت القلوب في شعار واحد : كلنا فداءا للقدس كلنا فداءا للوطن وكانت هناك رسالة مهمة خصوا بها القمة العربية التي تقابل أفعال المحتل بينات الشجب والإدانة ..

فرسالتهم لها أن زمن الإدانة قد ولى وجاء زمن شعوب العالم التي تحركت البارحة فلم تركز اللجنة المنظمة على كثرة الأعداد رغم أهميتها بل ركّزت على نوعية المشاركين فقد شاركت في المسيرة فعاليات كثيرة ومهمة ومن عدة بلدان أوربية وأسيوية تناصر القضية وتكشف زيف المحتل
كما شاركت طائفة من اليهود لا تؤمن بالصهيونية بل وتعاديها وتؤمن بحق الفلسطيني في أرضه وأرض أجداده ..

فقد نجحت المسيرة حيث أحيت القضية فقد تميّز يوم البارحة بطعم خاص وطابع مميز خرج عن المألوف وكأنه وضع ججر الأساس لإنتفاضة ثالثة إن شاء الله وما هز المحتل وقض مضجعه هو تحرك فلسطيني 48 فقد إعتقد لزمن أن هؤلاء دجّنهم وأنساهم أرضهم وحقوقهم فإذ به يجدهم في المقدمة وقد بعث في نفوسهم تحرك العالم روح التحدي وزرع في نفوسهم الأمل من جديد في إحياء الذكرى بزخم جديد وهمة عالية وألتفوا على خيار المقاومة حتى التحرير ..

البارحة تجسّدت روح الوحدة بين كل الأطياف وأضحى شعب فلسطين واحد موحد فالإنقسام حالة شاذة وليست الأصل والأصل في المجتمع الفلسطيني وحدته على قضاياه ونصرة لها حتى تحقيق كل الأهداف فقد أعطى تفاعل شعوب العالم مع القضية حماسا ملتهبا وأبان المحتل عن إنتهاكات خطيرة وقف عليها الصحفيون فقد طالهم هم أيضا تعسف المحتل..

وقد وقفوا على الحقيقة وهي جيش جرار محتل يمارس بشاعة في حق شعب أعزل إحتلت أرضه ويواجه آلات القمع وآلات الحقد بصدره العاري وبإيمان وبصدق وعدالة قضيته لكن لم تزده إلا إصرارا ومضيا حتى تحقيق مبتغاه فكلما توحد الشعب على خيار المواجهة ونبذ كل أشكال الفرقة ورفض سياسة الركون والإذعان للمحتل مع دعم أحرار العالم كلما إقتربت ساعة الفرج إن شاء الله..


لو تكلمت القدس اليوم ماذا كانت ستقول ؟ ....بقلمي

نظرت القدس لمحبيها من تحدّوا المشاق ومن لبّوا نداءها نظرت إليهم كالأم الرؤوم بقلب دبّ الشباب فيه ومحى منه لمسات الحزن وسنين العذاب وأكتسى فؤادها فرحة غامرة وفغر فاها عن إبتسامة وادعة حنونة تحمل معان عزيزة معاني الشوق والحنين لهم ..

تكلمت القدس فقالت : أنا أحبكم كما أحببتموني فقد جعلتم العالم يهتم لي لقد غاب عني أهلي وقد رحلوا عني وألبسني المحتل كساء الحزن والسواد غادرت الإبتسامة محياي نستني الفرحة فاليوم عاد الأمل من جديد يدبّ في قلبي وينعش كياني أن الغد الآتي حرية إن شاء الله..

فالأمل في فجر باسم قادم لا محالة بعون الله وقفت القدس وهي تمسح دمعات الشوق لأحبابها والحشود تعلو أصواتهم : لن ننساك يا قدس ....لن ننساك يا قدس
أخدت القدس تلوّح بكلتا يديها للجموع التي حلت وفي المقابل يردّ عليها محبوها بشارات النصر وبالأعلام الفلسطينية لحظات يعجز القلم أن يعبّر عنها أو يخط كل ما كان يختلج في صدرها وصدرهم.

قالت لهم : مجيئكم عاد لي الحياة رغم رمزيته فهو يحمل لي الكثير ورسالتي إليكم أن لا تنسوني ما إن ترحلوا عني فإن رجعتم إعملوا على تحريري وأوصلوا صوتي لمن تخلفوا عني إعملوا بكل صدق وإخلاص وأمانة فقضيتي عادلة ..

وكل كلمة صدحت بها القدس زهرة المدائن إلا ودونتها الأقلام فقد قلّدتهم أمانة على أعناقهم وأوصتهم أن لا يكون هذا اللقاء آخر عهدهم بها بل يجعلوه سنّة في كل عام لكن بزخم جديد وروح تعلوها الهمة حتى تحريرها إن شاء الله ..

ما أقصر تلك الأوقات التي قضتها تلك الجموع مع القدس مضت بسرعة كلمح البصر لكن تركت تأثيرا عميقا في نفوسهم لحظة الوداع كانت صعبة ألهبت نفوسهم وشعورهم وزادت حرارة اللقاء ووعدوها بلقاء متجدد إن شاء الله ساعات الرحيل قد حانت والعيون بالدمع إنهمرت رمقتهم القدس بنظرة حانية وذكّرتهم الوعد رجعت الجموع وآلاف الأسئلة تدور في أذهانها تحمل أمانة القدس وتعقد العزم على تحريرها إن شاء الله..

لوحت الأيادي والأعلام ورجعوا ولسان حالهم يقول : كم قصّرنا إتجاهك يا قدس من واجبنا أن نعيدك لأحضاننا فمن اليوم لن يغمض لنا جفن ولن تكتحل عيوننا بالنوم ولن نتركك حبيسة ولن يهدأ لنا بال حتى نرجعك لحمانا بإذن الله وهذا وعد ودين علينا ..


الخميس، 29 مارس 2012

أجمل الأمهات أم الشهيد....بقلمي







ككل صباح وكعادتها فتحت أم نضال نافذة بيتها لتتنسم عبير الصباح وتنظر للأفق البعيد سارحة بخيالها نحو الفضاء الفسيح هناك وراء تلك الأسلاك الشائكة التي تفصلها عن وطنها كل يوم تمني نفسها بالعودة القريبة فقد هدّها إسم لاجئة وغدت تقض مضجعها كلما حنّت للوطن وأشتاقت له.

وطنها جنة خضراء مروجه الفيحاء ينبعث شدى عطرها من بعيد وشدى الورود ينعش الفضاء ويطرق مسامعها هديل الحمام الذي غادر وطنها منذ أن غادرت البسمة وطنا جريحا طار الحمام مخلفا أعشاشا تبكي فراقها ..

أم نضال لم تنسى وطنها قط فلسطين فإن كان الناس لهم وطن يعيشون فيه فوطنها يعيش في حنايا قلبها وللعودة حنين لن يغيب ..
وفي هذا الشعور المفعم بالحنين والذكريات إذ بها تحس بإنقباض في قلبها وزادت ضرباته تعلو وأحتقن وجهها وسالت دمعاتها على خديها حارة حين تذكرت يوم أن غادرت فلسطين ألم ظل يلاحقها ولن تغيب الذكريات أو تمحى فهي محفورة في القلب ..
تركت كل شيئ وراءها كانت طفلة صغيرة تحتضن دميتها التي تشكو لها أحزانها..
الكثير قضى في تلك الليلة وهي نجت ممن نجى فظل الجرح الدفين يطاردها حتى في أحلامها التي أضحت كوابيس ..

لاتحتفظ بأي شيئ من ذكريات بيتهم إلا مفتاحه واليوم أم نضال أم لأربعة أبناء كل يوم تجلس بينهم أكبرهم إسمه نضال تلقي على مسامعهم حكايا أبطال قريتها وكيف فضلوا الشهادة على ثرى فلسطين على أن يرحلوا عنها ..

في كل ليلة تفتح أم نضال صندوقا صغيرا أخفت فيه مفتاح بيتهم وتقول لولادها : إن أنا متّ قبل أن أعود لموطني فوصيتي إليكم إحملوا رفاتي وأدفنوها في قريتي حتى يضمني ثرى فلسطين ..

الكل هنا سئم سكنى المخيم لا يعرف معنى سكنى المخيم إلا من عاش فيه المخيم يفتقر لكل شيئ ما هو إلا موت بطيئ ولكنهم صابرين حتى يفرجها ربنا..

في يوم ذكرى النكبة جدد شباب المخيم العزم وشدهم الحنين لفلسطين فقرر نضال وبقية الشباب أن يتخطووا الحدود بقلب صلب جامد وكانت فرحة تغمره وتغمرها وكان يتمنى أن يعود لكي يحكي لأمه كيف دخل فلسطين ؟وكيف قبّل ثراها ؟ وكيف أغاض مغتصبي البسمة والفرحة لكن نضال لم يعد كما وعد أمه الغالية..

إنتظرته طويلا حتى جنّ الليل وإذ بها تسمع صوت الله أكبر الله أكبر يعلو شيئا فشيئا نضال إستشهد كانت إبتسامة النصر مرسومة على قسمات وجهه ألقت أم نضال نظرة عليه وضمته لصدرها وقالت والدموع تخنقها لن أقول لك وداعا بل إلى لقاء في جنة الخلد إن شاء الله

كانت تحبه كثيرة فهو مهجة فؤادها لكن ذلك اليوم أضفى الله عليها صبرا وجلدا قل نظيره كانت تتمتم بكلمات خافتة وهي تمسح الدماء الزكية عن جبينه الوضاء الطاهر : هذا هو الوطن يا بني غال ونفيس أغلى حتى من أرواحنا..




شعوب العالم ستنتصر للقدس

شعوب من مختلف البلدان أحست بالمسؤولية نحو فلسطين وجاءت متضامنة معها يحدوها شعور قوي بأحقية القضية وعدالتها ..
حشود من هنا وهناك من مختلف البقاع جمعهم هدف واحد نصرة القدس وكذا فلسطين ونصرة لشعب فلسطين البطل وإيمانا بالقضية ..
حقا فلسطين تستحق هذا الزخم وهذه الإلتفاتة العظيمة وهذا التواجد الكبير في يوم الجمعة ستتقاطر الحشود نحو القدس حشود غفيرة تلوح بالأعلام الفلسطينية وعيون مشدودة للقدس تحملوا كل الصعاب وتخطووا كل العقبات ففلسطين تستحق كل هذا التفاني وهذا البدل وهذا العطاء والصبر ..

فهذه المسيرة ستعيد للقدس إعتبارها حتى تعود قضية جوهرية وفي المقدمة حتى نفضح سياسه الكيان الذي عمد لتهويدها تارة بترحيل أهلها أو التضييق عليهم وتارة بأحزمة المستوطنات التي خنقت جوّها وتارة بإضفاء الطابع اليهودي عليها..

يوم الجمعة سيكون يوما فاصلا في القضية فهذه الحشود الطيّبة التي تجاوبت مع القضية وهذه الفعاليات التي تحركت وتأهبت ولبّت النداء وتحملت المشاق حتى توصل الرسالة أكيد لن تتوقف بل ستعمل مستقبلا بحماسة أكبر وتبلغ الرسالة للآخرين من لم يحالفهم الحظ أن يكونوا مع المسيرة حتى لا تخبو الشعلة وتظل متقظة في النفوس والعمل عليها مستقبلا..

والمسيرة تحمل عدة رسائل :
أولها رسالة للشعب الفلسطيني الكريم أن ثباتك وصمودك أعطى أكله ولن تبقوا وحدكم في الميدان هناك من سمع صدى صوت معاناتكم ولبى النداء وجاء متضامنا معكم ..

رسالة للزعماء العرب أن يلتفّوا أكثر فأكثر مع خيار شعوبهم نحو الحرية والإنعتاق وتجديد العهد مع القضية من جديد وجعلها من الأهمية بمكان والعمل عليها ..

ورسالة للعالم حتى يستفيق من التضليل الإعلامي الذي يمارسه الكيان فهو يوهم العالم أنه يخوض معارك للدفاع عن نفسه !!! في حين هو يمارس أبشع إرهاب رأته البشرية في حق الإنسان والحضارة والأرض والمقدساتها وكيف يستخف بها وبحرمتها ..

في يوم الجمعة ستتوحد القارات الخمس نحو هدف واحد وهذه الخطوة ليست الأخيرة بل هي البداية ستتلوها مسيرات مستقبلا إن شاء الله ليعلم المحتل الذي قزّم قضية فلسطين عقودا حتى يتسنى له القضاء عليها كيف سترجع قضية فلسطين قضية العالم ككل ..

الرسالة ستكون أقوى وستحيا قضية فلسطين من جديد فهذه الحشود التي ستتجمع يوم الجمعة تحمل هّم فلسطين وكلها إيمان بما تشكله القدس وكذا فلسطين للعالم بصفة عامة وبرمزيتها في قلوب المسلمين بصفة خاصة حتى يوقفوا تعسفات المحتل وكلهم ثبات وصمود لصدقية القضية فعدالة القضية هي من ستنجح المسيرة إن شاء الله ..



الأربعاء، 28 مارس 2012

الأقصى المبارك أمانة في أعناقنا

قال تعالى -"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" سورة الإسراء
لقد تأكدنا بما لا يدع أي مجال للشك كون فلسطين وأقصانا الشريف أمانة في أعناق كل المسلمين وهذا الطرح يزكيه كما سبق وأشرنا إليه إمامة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بالأنبياء ليلة الإسراء والمعراج وكذا تسليم مفاتيح القدس للخليفة الراشد عمر بن الخطاب فهذا كله له مغزى عميق وهو إشراف أمة الإسلام على الأقصى وأمانة حفظه و نصرته فهو عهد وعقد ومسؤولية على عاتق الأمة أبد الدهر ..

ويخطئ من يعتقد أن الصراع الدائر على أرض فلسطين هو صراع محتل ضد شعب يقاوم لنيل حريته على أرضه فالصراع أعمق من ذلك ..
فلسطين وقلبها النابض الأقصى هي حاملة لواء الحق ورافعة راية التوحيد والإيمان ضد الكفر وضد الباطل ..
فالصراع ما هو إلا خطوة تهدف لمحاربة الإسلام وإسقاطه وتحطيم أمته ..
والحق سيبقى حقا مهما زوّروا ومهما بدّلوا ومهما غيّروا من حقائق ومهما علا جورهم فستلفظهم الأرض المباركة يوما ما ..
فنحن المسلمين إرتاباطنا بالأقصى إرتباطا وثيقا فالقدس بواّبة السماء وأرض المحشر والمنشر وفلسطين أرض الرباط والجهاد وصراع الحق ضد الباطل إلى أن ينزاح فعندما نفهم الصراع على حقيقته نفهم كيف kصدّ مكرهم  ..

وما نراه اليوم من إجتياح وتدنيس للأقصى المبارك ما هو إلاّ بداية لخطة دأبوا على حبكها منذ زمن فقد كشفوا للعالم عن حفرياتهم تحت المسجد الأقصى ولم يكن ذلك إعتباطا بل جس نبض المسلمين لأنهم يعلمون مكانة الأقصى في قلوب المسلمين ولم يكتفوا بهذا بل عملوا على تهويد المدينة المقدسة وذلك بإفراغها من أهلها وإضفاء عليها الطابع اليهودي وما إقتحامهم المتكرر إلا إيدانا منهم بإقتسامه أولا ثم الإستيلاء عليه ثانيا ثم هدمه مستقبلا حتى يتسنى لهم بناء هيكلهم المزعوم فهم لا يختلفون عن إقامته ولا مكان إقامته بل متى يهدمونه ليحل مكانه الهيكل المشؤوم..

فهم قد خطّطوا لهذا الأمر خطوة خطوة ليجعلوا الأمر مؤلوفا وعاديا و ما يخيفهم هو غضبة المسلمين على عملهم المشين لأنهم يدركون أن الأقصى مقوّم عال وراية يلتف حولها المسلمون فلو مرّر الأمر وأدركنا الكارثة هنا ستقع الفاجعة العظمى وتختفي الراية التي تجمع المسلمين حولها وهنا ستسقط حبات العقد واحدة تلو الأخرى فهم لا يتورعون وماضون لهدفهم كي يجعلوا الأقصى على حافة الإنهيار ما يعيقهم خوفهم من ردّة فعل المسلمين إتجاه مقدّساتهم ..

وهنا لن نقف مكتوفي الأيدي ونعجز أمامهم فمهما بلغت قوتهم فهم يجهلون أمرا مهما إن حق المسلمين في فلسطين والأقصى رغم قلة مؤيديه أبدا لن يتحول إلى باطل والباطل الصهيوني أبدا لن يتحول لحق رغم ما يرصد له من دعم وقوة لأن الحق مدعوم ومنصور من الله والباطل مفصول من الله ..
فالصراع كما أسلفنا عقائدي فعلينا أن نواجهه نحن أيضا بعقيدة راسخة وإيمان قوي بنصر الله مع الأخذ بأسباب النصر وبعون الله..

وقد يتسائل البعض لماذا يصرون على المسجد الأقصى دون غيره ؟
ألم نقل أنهم يخوضون حربا عقائدية مستمدة من عقيدة باطلة فهم يتصوّرون أن هدم الأقصى وبناء الهيكل المشؤوم هو مقدمة لمجيئ مخلّصهم !!!!
لذلك عمدوا لتصميم مجسم تفصيلي عن شكل الهيكل ومرارا أرادوا أن يدخلوه للمسجد الأقصى لكن فشلوا أمام تصدي المرابطين في المسجد وعامة المقسديين ..قهم لن يملوا وسيكررون المحاولة وقد نستفيق أمام فاجعة لم نحسب لها حساب إن لم نهبّ لنصرته ..

فقد عمدوا فيما مضى على حرقه تارة وهدم جدرانه تارة أخرى طبعا كما أسلفنا إستنادا لعقيدة ضالة وقد عملوا للأمر منذ زمن بعيد فقد إستولوا على حائط البراق أولا حتى يعتاد الكل على وجودهم ويفرضوا الأمر الواقع ..
خطوة خطوة ليتسنى لهم بعدها الإستيلاء على الأقصى .. بينما نحن نتفرج على فصول المآساة يوما بعد يوم هم يعملون على تنفيذ مخططهم الجهنمي والناظر اليوم للمسجد الأقصى يدهشه كمّ الجنود وهم مدججين بالسلاح  للتضييق على المصلين وعلى المقدسيين للحيلولة دون  الوصول إليه حتى يقل مناصروه ..

طبعا المسؤولية يتحملها الجميع فالأقصى هو قلب الأمة النابض فلو أن العلماء أبرزوا حقيقة الصراع وأبرزوا قيمة الأقصى وأظهروا الخطر المحدق به لتغّير المشهد ولنعلم أن سكوتنا هو خيانة في حق الله أولا ثم خيانة عهده الذي عاهدناهم به حماية للأقصى وخيانة في حق الأمانة الموكولة لنا وخيانة لدم الشهداء الذين ضحووا بدماءهم الزكية وهم يذوذون عن الأقصى المبارك ..

فاليوم علينا أن نسمع صوتا مدويا ونفيرا عاجلا حتى نوقف هذا الخطر والكل مسؤول هيئات أفراد حكومات زعامات جامعة عربية علماء الكل يهب لنصرة الأقصى ولا نكتفي بالتنديد والشجب فماعاد ينفع وإلأ سنندم ولن ينفعنا ساعتها أي ندم ..


لا معنى للقدس إذا أغتيل المسجد الأقصى ولا قيمة لفلسطين إذا أغتصبت قدسنا ففلسطين جميعها قدس لنا .

الثلاثاء، 27 مارس 2012

30 مارس عرسك يا زهرة المدائن

من شتى أسقاع العالم ومن كل حدب وصوب ستشد الرحال للقياك يا قدس هاهم محبوك لبّوا ندائك يحدوهم الشوق والحنين للقياك حتى يمسحوا دمعاتك ويعيدوا البسمة لمحياك ويجدّدوا العهد لك أن تبقي رافعة هامتك شامخة بحضارتك في مسيرة يهفو القلب لها لإحتضانك يا زهرة المدائن يا قدس ..

مهما عمدوا في تهويدك وإقتلاعك من جذورك ففي عرسك ستعود لك مكانتك حتى يدرك العالم قيمتك في نفوس الكل أنت رمز التحدي أنت تاج على الرؤوس وأنت شامة على الجباه سنعيدك يوما ما لأحضان الأمة من جديد إن شاء الله ..

كم تغنينا بلقياك عقودا وفي عرسك ستترجم الكلمات وسنعانقك ولو من بعيد حتى يفهم كل العالم أنك محفورة في قلوبنا وفي ذاكرتنا هاهم يستعدون وكلهم غبطة وسرور لكي يروك وقد تزيّنت في يوم عرسك وهاأنت ترين ياقدس رغم كل ما تعانيه الأوطان الثائرة فقد شدوا الرحال إليك من حبّ ملأ قلوبهم بك وبه ينبض نبض الحياة لم ينسوك أو يغفلوا عنك وهاهم سيأتون إليك حاملين لك أملا أنك ستعودين لحمانا يوما ما بإذن الله..

سينفضون عنك غبار النسيان ويعيدوا مجدك وقضيتك حتى تضحى قضية أمة من جديد في يوم عرسك القريب ستفرح مآذنك وستتزين كنائسك وستلبسين لباسا أبيضا ناصعا لتمحي عقود العنصرية التي كبّلتك ..

ستظليين شامخة فحتى الحجر والشجر ستغمره البهجة والفرحة وستعلو الحناجر لبيك يا قدس ستتجمع حولك كل الأجناس ليكسروا صمتك ويوصلوا صوتك عاليا شعارهم واحد القدس توحدنا ..

فالقدس أعدّت نفسها للقيا أحرار العالم وهي تنتظر هبّتهم حتى تحيا من جديد ويعلم العالم عذاباتك فأنت الدرّة المكنونة في القلوب وأنت مهوى أفئدة المؤمنين وأنت أرض الأحرار مهرك غالي سنجود به يوما ما إن شاء الله ..

سنعلن للعالم يا قدس أنك الأمل الكبير وسيأتي يوم تعودين فيه لحمانا فالشعوب ملت التخادل وتتوق للفجر الباسم فلهذه المسيرة معان جليلة تقوي اللحمة بيننا وحتى تبقي الأفئدة مشدودة حتى يأتي يوم ونجود بالغالي والنفيس كي ترجعي لأحضان الأمة..

فهذه المسيرة السلمية عنوانها أن القدس تجمعنا وما هبّت العالم لنداءها إلا حبّا لك وغضبا لما تلاقينه من تهويد ونسيان ففي 30 مارس سنجدّد العهد لك يا قدس أننا لن ننساك أبداً...


الأحد، 25 مارس 2012

حرّر خطاك وفكّ قيد نفسك عندها يتحرر الأقصى المبارك

قال تعلى : {إنَّ اللهَ لا يُغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفُسِهِم}
إن الله يسبغ نعمه علينا وما أكثرها ويمدنا بنصره وجعلنا خير أمة عندما نطيعه فيما أمر و ونبتعد عما نهانا عنه ..
فالله لا يغير نعمة أو نقمة أو عزا أو مكانة أو مهانة إلا إذا غيرنا من واقعنا وحياتنا فيغير الله ما بنا وفقا لما صارت إليه نفوسنا وأعمالنا وإنها لحقيقة تلقي بظلالها على البشر فإذا ركنا للذل والمهانة فسنظل هكذا لكن إذا غيّرنا غيّر الله حالنا للأحسن..

فلاتحتقر عملا صالحا ولو كان في نظرك صغيرا فقد يكون بداية التغيير ولا تحتقرن عملا طالحا ولو كان في نظرك صغيرا فقد يكون السبب في الفشل ..
ولو كل واحد منا صنع شيئا مما يقدر عليه ولم يتذرع بأسباب واهية لرأينا عالما إيجابيا فاعلا ولتغير حالنا فالذي يعجز عن إصلاح نفسك فكيف سيصلح غيره أو كيف سيغيّر من حال غيره؟؟..
فالوحدة والعودة لديننا وتحرير أنفسنا من كل ما يشوبها ومن كل ماليس فيه رضى ربنا هو السبيل لتحرير مقدساتنا فالله وعدنا بالنصر إن نحن نصرناه ..فكيف يتمّ لنا نصر الله حتى ينصرنا كما وعدنا ؟؟

أن نحفظه في السر والعلن وأو نجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن نطهر أنفسنا مما علق بها من ركون للدنيا وزخرفها ونصر الله لا يتحقق إلا عندما ننصر شريعته ومنهاجه في كل مناحي حياتنا وأن نحرر عقولنا من الجهل وأن نطلق العنان لأذهاننا حتى تنهل من كل المعارف فتزيد معرفتنا بعدونا أكثر فأكثر ونفهم أنهم لم يقدموا على هزيمتنا حتى درسونا جيدا وعلموا نقاط ضعفنا ونحن أيضا إذا كنا نريد أن نصحح مسارنا ونصلح من أخطاء الماضي فمن واجبنا أن ندرسهم جيدا من خلال كتاب ربنا أولا فقد أحاط بهم وبسلوكياتهم وطباعهم وواقعهم اليوم..

فقبل أن يجثموا على الأقصى عكفوا على دراسة شخصية صلاح الدين فهذه الشخصية أرّقتهم كثيرا وهم يخافون أن تحيا من جديد في قلب كل مسلم وكان الغرض من دراسة شخصية صلاح الدين حتى يجدوا أسبابا لإطالة أمدهم على أرض فلسطين وحتى يحولوا دون رجوع صلاح الدين من جديد..

وقد علموا أن المساجد هي حقل لتخريج آلاف صلاح الدين لذلك عمدت أدوات الاستعمار بما في أيديهم من وسائل يعرفها القاصي والداني من طمس لدور المساجد وجعل دورها ثانوي أو لا دور لها فالمسجد قديما كان لا يختص بالصلاة فقط بل كان دوره أكبر من ذلك منه تخرج العلماء ومنه كانت تنطلق جيوش الفاتحين ..
لذلك عملوا على محو دوره حيث كان يخرّج القادة والرجال ومن المعلوم بالذكر أن الإنتفاضين السابقتين كانتا تنطلقان من المساجد وهي من هزت كيانهم فأخمدوها بما سمي بمسلسل الإستسلام وتبعاته .
ومن أسباب النصرة أيضا أن ننبذ كل أسباب الفرقة والتناحر ومحو أسباب إنهيار المجتمع من غش وكذب وإنحلال ووووو....

فتحرير عقولنا أولا ومعرفة مواطن الخلل والضعف فينا مع العمل على إصلاحها وتقوية الثقة بالله والتوكل عليه وإصلاح ذات بيننا لهو بداية النصر إن شاء الله..
فكن يا مسلم عابدا بالليل فارسا بالنهار وأحرص على أعمال البر حتى تكون مقبولا عند ربك فيمدك بعونه ونصره وأبتعد عن كل مواطن الذنوب والمعاصي فالأقصى عزيز ولن يحرره إلا عزيز وتسلح بالإيمان وبعون الله فهو الموفق ..

أسبابا قد نعدها صغيرة ولكنها إذا تجمعت خلقت النصر إن شاء الله ..-الدعاء
وهو سلاح قد يغفل عنه البعض أو يستقله البعض لكنه سلاح لا يخيب حامله مع تحفيز أنفسنا على العمل ولا نقتصر على الدعاء فقط بل يصاحبه العمل .
-إصلاح النفس وتغييرها حتى تغيير ما حولنا
كل واحد في مكانه فالطالب والتاجر والطبيب والموظف وغيرها من الوظائف إن هي قامت على الأمانة والمساهمة في نهضة الأمة لكان لها الصدى الأوسع ولا نغفل دور الأم التي تزرع في نفوس الأطفال معنى الفضيلة وحب الأقصى فكل من يساهم في أعمال الخير فهو يعجل في تحرير الأقصى ..
-قضية فلسطين هي قضية أمة
تخلفنا في شتى الميادية هو السبب في هزيمتنا
-الإصطلاح مع الله
{ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
- البعد عن المعاصي
-أن تحس أنك أنت أيضا مسؤول أمام الله ولا تلوم الآخرين وتنسى نفسك
-لا تحتقر أعمال الآخرين مهما بدت لك صغيرة في نظرك
-عش مع إخوتك وحس بهم وبمعاناتهم
- إستحضار النية الصادقة والعزم والعمل الدؤوب حتى تحرير الأقصى
- توعية كل من حولك على واجب النصرة لإخوانك وكذا الأقصى
- إحياء معنى الأخوة من جديد فقد غاب عنا هذا المصطلح طويلا .
-الإهتمام بالجيل الصاعد وجعل أطفال فلسطين قدوة له حتى يستمد منهم قوة الصمود والثبات..

من عدة مصادر 

من واجب الربيع العربي دعم فلسطين

عندما يبلغ الربيع العربي قلب كل مسلم ويتحرر من فساد  نفسه  مما يشوبها ويفك قيد نفسه هو أولا من كل القيود التي أبعدته عن مكامن النصر فتغدو النفوس صافية خالية من أي أحقاد وتتآلف القلوب ويعم الخير وتزول كل العقبات التي كانت تعيق أي تقدم لأمتنا هنا سنتأكد أن الربيع العربي أثمر وأعطى أكله ..

عندها من واجب هذا الربيع أن يدعم صمود فلسطين فهي اليوم في وضع قاس وصعب ولنعلم أن عيون أهلنا في فلسطين مشدودة لكل حراك هنا وهناك وتستبشر به خيرا وهي بين أمرين متفائلة أن كل ربيع فهو ربيعها ومتخوفة من أن ينساها أشقاءها العرب ..

فالناظر للثورات اليوم يجدها لازالت لم تلم شملها ولم تترسخ أقدامها ولم ترصّ صفوفها وكل يوم نسمع عن إهتزازات هنا وهناك والبعض متخوف من أن تسرق الثورات أو يركب موجتها منتفع فعدو الأمس صار صديق اليوم فما لم يكن هذا الربيع يحقق خدمة الأوطان ويصلح شأنها ويقوي ضعفها ويجعلهاتلحق ركب التقدم فللأسف ما هو إلا تغيير في الوجوه ليس إلا ...

وتنكرا للدماء التي سالت فإلى اليوم مانلحظه هو شعارات لفلسطين ومالم تتحول تلك الشعارت لأفعال ونصرة فلسطين ودعم صمودهم فللأسف لا تغيير حصل وربيعا نسي فلسطين ...
صحيح أن البعض الآن مشغول بتنظيف الداخل لكن هذا ليس مبررا لتأجيل فلسطين فخدمة القضية والعمل بإخلاص لها هو أيضا من الأهمية بمكان..


كيف يدعم الربيع العربي فلسطين :
- حلفاء الكيان يدعمونه نهارا جهارا وبلا حدود في حين يظل دعمنا لفلسطين خجولا أو مرحليا أو موسميا ثم يغيب لزمن وفلسطين تحتاج منا كثير بدل وعطاء..

- دعم المقاومة وتقويتها حتى تردّ أي عدوان عليها ودعمها حتى تستطيع الدفاع عن نفسها وأهلنا في فلسطين فأي عدوان تجد الأمر غير متوازن ترسانة في مواجهة شعب أعزل ومقاومة تحتاج لدعم مهم ..

- حل مشاكل فلسطين فهاهي غزة تكابد الحصار المقيت ماذا غيّرت الثورة من الحصار؟؟؟
وأي جديد قدمته الثورة للحصار غزة تحتظر أمام أنظار كل العالم إغلاق شريان الحياة لغزة لا ينبئ بخير أبدا هذه سياسة النظام البائد فلم يتغير شيئ على أرض الواقع...

- مدّ غزة بكل الإحتياجات الضرورية لإستمرار الحياة فغزة اليوم وفي غضون أيام قلائل إن لم تزود بالضروريات فهي في خطر وشلل تام وحياة الناس مهددة بشكل فظيع إن لم نتحرك اليوم فمتى إذن..

- تحريك ملف الأسرى ونحن رأينا كيف العالم قام ولم يقعد على أسير واحد أما نحن فآلاف الأسرى يقبعون في سجون تفتقر لأبسط الحقوق ناهيك عن سياسة التعذيب والترويع فأين منظمات حقوق الإنسان مما يجري في أقبية هذه السجون ؟؟؟؟؟..
- إحياء قضية فلسطين في كل المحافل حتى تضحى قضية أمة لأن المحتل عمل على تقزيمها حتى أضحت شأن فلسطيني ..

- أهمية الإعلام : ألم تتحرر مؤسسة الإعلام مع هبوب رياح التغيير ماهو الحيّز الذي أخذته فلسطين في الإعلام فالإعلام وسيلة فعّالة في فضح سياسة الكيان تسليط الضوء على إنتهاكاته المتكررة..

- دعم فلسطين في رأب الصدع وحلّ مشكلة الإنقسام وتقريب وجهات النظر بين كل القوى الفاعلة في الحقل الفلسطيني ..

- محو من ذاكرتنا الإنتكاسات والتي خلّفت وخلقت في نفوسنا شعور أن لا تغيير في المشهد الفلسطيني ..

الخميس، 22 مارس 2012

هل تموت القضية بإستشهاد القائد ؟؟

الشهداء هم أحباب الله هم من جادوا بأغلى ما يمتلكون في سبيل إعلاء كلمة الحق فأرواحهم الزكية ونفوسهم الطاهرة سطّرت ملحمة الصمود وبكلماتهم التي صدحوا بها لازال صداها يتردد لأن الشهادة سمت بهم للعلياء فهم أحياء عند ربهم يرزقون والحق الذي إستشهدوا عليه لازال يمتد إلى يوم القيامة..

فالقائد حمل لواء الحق ودافع عنه وكان القدوة لإصحابه وإخوانه ورفاق دربه فحينما يفدي الحق بروحه فقد سطّر بدماءه الزكية قوة تؤثر في من خلفه فيجنّد الله مؤمنين يحملون الراية ويمضون على درب الشهادة ..

فالقائد منذ اللحظة الأولى وطّن نفسه للشهادة وبإستشهاده ضخّ دماء الصمود في نفوس أصحابه فيصبحون أكثر صلابة ويثبتون على ما أستشهد عليه القائد فالشجرة عندما يقطع أحد أغصانها هل تموت ؟ كلا بل سينمو مكانه غصن أشد قوة وأكثر عنفوان لأن الشجرة بجدورها ممتدة في باطن الأرض تأخذ كل حياة منها فلن تكسر الإرادة فأصحاب القائد يستمدون كل قوة من القائد ..

فعندما بلغ أسماع المؤمنين نبأ إستشهاد النبي عليه الصلاة والسلام وهو قائد هذه الأمة دبّ الضعف في البعض لكن البعض ظلّ راسخا لم تهزه ريح وقال بأعلى صوته : إن مات رسول الله عليه الصلاة والسلام موتواعلى مامات عليه أي إكملوا المشوار..

وكلمات القائد الشهيد تظل ترنّ في الآذان لن تموت والقضية أيضا لن تموت بل سيسخّر الله لها جندا يحملون المشاعل ويتّبعون نهج القائد فتزيد لحمة أصحابه ويتكثلون أكثر فأكثر ويصمدون على المبدأ الذي إستشهد عليه ..
فالدماء الزكية هي من تصنع المجد وطريق الحق عندما تسلكه النفوس تدرك أنه ليس طريقا مفروشا بالورود بل دونه مخاطر ومحفوف بالأشواك ودونه تضحيات جسام والحياة لا تقاس بكم عشنا بل كيف عشنا هل عشنا للحق والذود عنه؟؟ هل تركنا أثرا في أعماق محبينا ؟؟ ..

وليس إستشهاد القائد نهاية القضية بل بدايتها فدماءه هي قوة تضاعف صمود أصحابه وقوة تنضاف لقوتهم حتى يكملوا ما بدئه القائد فهذه الشجرة العظيمة التي روتها دماء الشرفاء لن تموت بل ستورق وستثمر وستجعل من محبيهم أكثر توكلا على الله وأكثر يقينا به وأكثر إعتصما بحبل الله وأكثر إلتفافا على القضية ..

فشعب قدّم قادته شهداء سينتصر بإذن الله ولن يهزم ولن تنال منه الخطوب فهذا طريق القابضين على الجمر ..






القيمة العظمى للعفو والصفح

بعث الله رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالدين القويم الذي أكمله وبهذه الشريعة السمحة التي أثمها ورضيها لعباده وجعلنا أمة وسطا فالوسطية تعني الخط القويم ولقد كانت من مقتضيات هذه الوسطية أن إتصفت رسالة الإسلام بالعدل والخير والعطاء والتسامح والعفو والإيخاء والرحمة ...
فقد جاء الإسلام ليوطد ويرسخ هذه المفاهيم العالية في نفوسنا فتضحى سلوكا يحيا فينا وبه نعيش ومنه نستمد بقاءنا وهي أخلاق حقا عالية فكلما تعايش أبناء الإسلام وتوحدوا وتآلفوا ورفعوا شعار كلنا إخوة في الله فعندها تصفوا الأرواح ..
وعندما تصفح عمن ظلمك ولا تغضب لنفسك بل لله هنا ترسخ خلق القرآن وتقيم مجتمع خال من الأحقاد والضغائن شعاره الأخوة والتسامح قال تعالى :
( فاصفح الصفح الجميل )الحجر
وقال عز وجل ( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور )الشورى
وقال تعالى جل في علاه ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)آل عمران
فالإسلام جاء ليرد النفوس لبارءها ولجادة الصواب بعد أن حادت عنها وضلت الطريق فشقيت ..
والإنسان منا في حياته معرض لكثيرا لما يؤلمه ويؤذيه فلو ردينا الإساءة بالإساءة لعشنا في صراع مرير ودائم ولضعنا في متاهات الحقد وبدلنا حكم الله بحكم الغاب ..
أما إذا سامحنا بعضنا البعض وتجاوزنا على زلات إخوتنا وإلتمسنا لهم الأعذار ووسعنا صدورنا وسارعنا في الحلم عليهم فقد ينصلح حالهم وقد يندموا على الإساءة لنا وبذلك ننشر الود والخير ونربط عرى الأخوة ونعيد الألفة لأمتنا فالعفو والصلح لهما أثر بليغ في النفوس..
ولنا في سيد الخلق الأسوة الحسنة فرسولنا الأكرم يوم أن حط رحاله في المدينة المنورة ألف القلوب قبل العقول وأحبوه لحلمه وخلقه العظيم فلم يغضب قط لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فبذاك يغضب لغضب الله ..
وقد نال من قومه الأمرين ورغم ذلك كان يقول : اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون..متفق عليه
وجاء في حكاية لأحد العابدين أنه كان جالس فإذا بجارية تقبل عليه ودون أن أن تنتبه سكبت الماء الحار على لباسه فتأذى منها كثيرا وللنظر لفطنة الجارية و لحسن صنيع العارف بالله..
قالت له : والكاظمين الغيظ
فرد عليها " كظمت غيظي
فقالت له : والعافين عن الناس
فردعليها : عفوت عنك
فقالت : والله يحب المحسنين
فقال : إذهبي فأنت حرة
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
اللهم آمين


شهداء لكنهم أحياء

مقارعة الحق للباطل لن تنتهي فهي مستمرة إلى قيام الساعة وهناك شهداء في سبيل الله سيرتقون للباري عز وجل شهداء أحباء كرماء أزكياء الأنفس حملوا أرواحهم في أكفهم رخيصة ورجاءا فيما عند الله وحملوا لواء الحق حتى الشهادة.

نفوسهم طاهرة نقية صافية فهم ليسوا أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون قال تعالى :
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )..

فحقيقة الموت والحياة لا يعلم كنهها إلا الله أما نحن البشر فلا نعلم حقيقة حياة الشهداء لكن خطاب الله حقيقة فالشهداء أحياء فهم ضحووا بأرواحهم من أجل إعلاء الحق وإعلاء كلمة الله فالحق الذي إستشهدوا عليه سيمتد ويترك أثرا فيمن خلفهم فيسطرون بدماءهم الزكية قوة مؤثرة فيمن سيلحق بهم و سيمضي على خطاهم إذن هم أحياء ..
والشهيد لا يغسّل ويكفن في ثيابه التي إستشهد فيها فالغسل تطهير للميت لكن هم أطهار بما فيهم من حياة وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر وحتى كلماتهم ستبقى خالدة ألم نقل أنهم أحياء؟
فالحق الذي إستشهدوا عليه وحملوا رايته ورخصوا أرواحهم له سينمو كما تنمو الشجرة الطيبة ويسيورق وسيثمر وسيأتي من يكمل المشوار ويتمم ما بدؤوه ..
وحقيق أنه يشق علينا فراقهم لكن سبحان الله يضفي ربنا على نفوس أهليهم وذويهم ومحبيهم الصبر والثبات والرضى لأمر الله والرجاء في الشهادة حتى لقياهم إن شاء الله في الجنة ..

بين الخوف والرجاء

عندما يصف الله أهل الجنة في القرآن الكريم بأرقى أعمالهم وأجل صفاتهم تحدو المؤمن رغبة أن يكون منهم وأن تشمله رحمة الله وعندما يصف أهل النار وقد وصفوا بأسوء أعمالهم وأشدها غضبا لله هنا يحدوه الخوف أن يكون منهم ولعياذ بالله..
والحكمة في ذلك أنك إذا تأملت في صفات أهل الجنة وعرضتها على حلك رأيت نفسك دون ذلك المقام وتلك الصفات التي أهلتهم لذلك المقام وفي المقابل عندما تستقبلك آيات وصفات أهل النار وعرضتها على حالك تحدوك رغبة أنك لن تكون منهم إن شاء الله خصوصا إذا وصفوا بأسوء أعمالهم فيراودك الأمل أن لا تكون منهم وتبقى هكذا بين حالين تشدك رغبة وتخيفك رهبة..
فتجتهد أن تلحق درب المؤمنين وتعلو بإيمانك أن تكون من أهل الجنة وتعلو بسعيك عن حال الكافرين ..فعندما نقرء قوله تعالى في من إستحقوا جنانه عباد الرحمان هؤلاء من جمعوا كل الصفات النبيلة والاخلاق الحميدة التي أهلتهم لنيل رضى الله والفوز بالجنة قال تعالى:

»وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً والذين يبيتون لربهم سجَّداً وقياماً والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً إنها ساءت مستقراً ومقاماً والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً... والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقَّون فيها تحية وسلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً«
فعندما تقرء صفاتهم تعرضها على حالك فتتسائل أين أنا من هؤلاء صفات جليلة رفعتم وأعلت مكانتهم وفي المقابل إذا قرءت قوله تعالى:
﴿كلُّ نفس بما كسبت رهينة* إلا أصحابَ اليمين* في جناتٍ يتساءلون* عن المجرمين* ما سلككم في سقر* قالوا لم نكُ من المصلين* ولم نكُ نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذّب بيوم الدين* حتى أتانا اليقين﴾
فإذا رجعت تقارن نفسك وأصحاب هذه الصفات لم تشك أنك أحسن منهم وطاف بك أمل كبير في إلا تكون منهم وهكذا حال المؤمن بين الخوف والرجاء .فنحن عندما نقرء القرآن علينا إستشعار معانيه ونحس أنها واقع محسوس وهكذا كان حال الصحابة عندما يقفون عند آيات العذاب تقشعر أبدانهم ويفزعون وعندما يقفون عند آيات الجنة ونعيمها تشتاق أرواحهم لها وكأنهم يرونها رأي العين وكأن نعيمها ماثل أمام ناظريهم وكأنه يخاطبهم فيختلج في قلوبهم معان كثيرة من خوف ورجاء وحسن ظن بالله والطمع بالجنة ...زار يوما رسول الله عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب في مرضه فقال له :كيف تجدك يا عمر قال عمر : أرجو وأخاف فقال عليه الصلاة والسلام ما أجتمع الرجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله الرجاء وأمّنه الخوف ...
فمن رجى شيئا حث الخطى على طلبه ومن خاف شيئا فر منه فقد كان عمر ذو منزلة كبير عند الله وعند أصحابه ورغم ذلك كان يقول .لو نادى مناد من السماء ياأيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون أنا هو ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا..
وهذا حال المؤمن الصالح بين الخوف والرجاء..
قال الله عز في علاه: كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين.
اللهم أجعلنا وإياكم منهم ..اللهم آمين


ماهو هدفك في الحياة ؟ وكيف تسعى لتحقيقه ؟





لم نخلق عبثا في هذا الكون بل خلقنا لهدف أسمى وأعلى حتى نكون خلفاء الله في أرضه وحتى يختار منّا أنبياء يهدون الناس وينيرون لهم الطريق نحو الصلاح وحتى يختار الله عز وجل ويصطفي شهداء يقدمون أغلى وأجد ما منحهم الله إياه ، روحهم يحملونها رخيصة بين أكفهم ، وقد نجهل أهدافا أخرى من أجلها خلقنا الله يعلمها هو ولا نعلمها نحن .

ولكل إنسان هدف يعيش له ويسعى لتحقيقه طبعا يختلف الهدف بإختلاف الشخص وبإختلاف الهدف أيضا ونحن هنا في هذه الكلمة نحكي عن الهدف الخيّر والأسمى ..
والذي لا هدف له غالبا تكون حياته مملة فالحياة مزرعة للآخرة فتحديد الهدف أولا وجعله نصب عينيك مدعاة للتحفيز وشحذ القوة وبذل الطاقة له حتى تحقيقه والله لن يضيع أجرك بإذن الله..

عندما تعمل لهدف محدد سطّرته من قبل يعطيه هذا إحساسا أن لحياتك ووجودك معنى عليك بالتسلح بالصبر فقد تقف أمامك منغّصات جمة وعراقيل وقد تصطدم بأخرين لهم أهداف تناقض هدفك فيعرقلون سيرك ، لكن ثقتك بالله ستجعلك تتخطى كل الصعاب لحتى تحقق هدفك إن شاء الله ..

وقد تشعر بالإحباط أحيانا أمام من يثبطون عزيمتك أو يثنونك حتى يضيع جهدك أو يضعفونك وقد تحس بالعجز أو تحس أمام صدهم لك بإستحالة تحقيق هدفك فلا تلتفت للمثبطين وأمض في طريقك متسلحا بإيمانك وعون الله معك وامض في سبيلك مستعينا بقوة الله متوكلا عليه ساندا ظهرك للحمى الآمن فلن يخيب رجائك..

ولتحمل معك رؤية تعينك على إختيار أفضل السبل لتحقيق هدفك الأسمى وأعلم أن الطريق ليس معبدا وليس مفروشا بالورود وليس سهلا بل مليئا  بالأشواك فقد تنال منك وقد تذميك لكن مع إرادة صلبة قوية ستصل إن شاء الله ..وقد يتقلص أعوانك وقد تجد قلة قليلة من صمدت معك فلا تحزن ولا تقف بل كمّل مشوارك للآخر ..

قد تدعمك فئة قليلة المهم أن تكون مخلصة تسلح بقوة الإرادة وأثبت على هدفك وأحرص على طلبه بطرق مشروعة حتى تنال هدفك المنشودة فالهدف الخيّر يلزمه طرق خيّرة لا يغني هذا عن ذاك ، فلا تطلب هدفا أسمى وتعمل بطرق شريرة ، كلا الكل يكون خيّر الهدف والطريقة..

لن تحس بالغربة وأنت بين إخوتك ستشعر بدفء الأخوة وتذكّر أن هناك فئة مسلمة تحمل نفس هدفك فهذا سيشجعك على إتمام هدفك ويعطيك الأمل في المضي حتى تحقيقه ولا يكون هدفك أحلام وأماني لا وقع له على الأرض ، كلا عليك أن تضع جدول زمني وتدون كل خطوة تخطوها للخطوة المقبلة وعمل متواصل حتى يكتمل الهدف ، وتنضج الفكرة وتصبح واقعا مكتمل البناء وتقوى الدعائم وبين الفينة والآخرى قيّم عملك وإصلح من أخطائك حتى تكون ناجحا في هدفك .

وكلما بدأ نجاح هدفك يثمر سينظم لك الكثير ممن كانت تساورهم الشكوك في تحقيق هدفك أو لم يكونوا يعيرون هدفك أي إهتمام ، قد تكون هناك مواقف توقفك فلا تحزن فعزيمتك في تحقيق هدفك ، فستدفع غيرك لإتمام ما بدئت وتعطيهم زخما قويا عندما يرون قوة إرادتك وصمودك أمام كل التحديات لحتى توصل..

قوة صمودك هي من تعطي قوة صمود لإخوتك
أول ما تبدو الثمار وتنظر للشجرة وقد بدأت تورق فلا تستعجل في جنيها بل إصبر حتى تتعمق الجذور في الأرض وتعطيها قوة وحتى لا يسهل على أحد إقتلاعها تعهدها بتقليع الزائد المضر وأصلح إعوجاجها كل حين وداويها فقد ينخرها السوس وأحفظها من أن تمتد لها الآيادي وتحرقها ، فالمتربصين كثير إحرص على جهدك حتى يوتي أكله ولا تتوقف فعداد الساعة ماض ولن يتوقف ..

والمهم في كل ما سردناه الإخلاص في العمل فهو شعاع النوركي تثمر الأعمال..

الأربعاء، 21 مارس 2012

المرأة ومكانتها في الإسلام




قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
فقبل أن نخوض في موضوع مكانة المرأة في الإسلام وما حباها الله عز وجل من تكريم زادها عزا وشرفا لا بأس من أن نسلط الضوء على حقبة مظلمة من حياتها ففي الجاهلية كان ينظر إليها نظرة إحتقار ومهانة بل أحيانا لم تعدّ إنسانا وكانت ثورّت كما يورث المتاع وخير دليل ماقاله أحد الصحابة عنها :كنا لا نعد النساء شيئا حتى نزل الله فيهن ما نزل

فقد كانت عارا على من حلت بيته فإما الوأد وإما أن تعيش حياة محتقرة قال تعالى: ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )) فهذه الآيات أجملت لنا حالها قبل مجيئ الأسلام ..
وبعد مجيئه صارت إلى رفعة وعزة وأول ماجاء الإسلام حرر الكثيرات من العبودية وأعطاها الله حرية الحياة التي سلبت منها في الجاهلية بحكم قاس :الوأد .

ومع بزوغ فجر الإسلام نالت حقوقا لم تحظ بها أبدا فقد كفل لها الله حقها في الإرث وفي التصرف بما ورثت وأعطاها الحق في إختيار الزوج ولها الحق أن ترفض فقد شكت إحداهن أباها لرسول الله كونه يريد أن يزوجها بغير رضاها فأجاز لها الرسول أن تقبل أو أن ترفض ..عدل بينها وبين الفتى حتى في القبلة واعتبر الرسول الأعظم تقبيل الفتى دون الفتاة ظلما لها ..لها الحق في التعليم كما البنين ولها الحق أن تتعرف على العلوم التي تزيد مداركها وتزيدها علما ولها كل الإحترام والتقدير فهن أهل الفضل والتوقير فمع مجيئ الإسلام أنقذها من كل ما لحق بها من عادات سيئة وحث الرجال لحسن المعاملة بهن وقد كان يردد على مسامع الصحابة مقالته الكريمة: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ..كان يرددها كلما بلغه قسوة الرجال بنسائهن فهؤلاء ليسوا بخياركم فإنما الخيّر من كان خيّرا لأهله

فسّر الشرع مفهوم القوامة في أرقى صورها فهي الرعاية للبيت والرحمة والحنان وليسة سلطة وقهر بل قيادة البيت حتى بلوغ طريق السعادة ..فالقوامة التي رغّب فيها الإسلام هي حماية البيت ومن فيه وتوفير كل حاجاته لضرورية لينعم بالإسقرار والأمن والراحة فكل من الرجل والمرأة خصصهما الله بمنح تجعل كل واحد منهما مهيأ لوظيفة أسمى وأعلى حتى يتكامل البناء ويغمر البيت الحنان والمحبة والرحمة فالزواج مؤسسة لبناء مجتمع سليم وهو اللبنة لأي بناء فلو بني على دعائم قوية لكانت ثماره سليمة فالقوامة تعني إلتزامات وحقوق وتكاليف يتحملها الزوج حتى يصون عشه ويحافظ عليه ..

فالمرأة ليست مخلوقا غريبا عن زوجها بل هي جزء منه فعندما خلق الله آدم إستوحش الجنة فخلق له حواء آنست وحشته وخلقها من ضلعه وما أروع شرح أحد العلماء عوج الضلع أنه ليس عوجا في طباعها كلا بل ماجبلت عليه من طباع تأهلها أن تكون ينبوع حنان ورحمة تتدفق وتفيض لتعم كنف البيت وفسر عوج الضلع علميا كي يحمي القلب من أي خطر خارجي ..

وما أروع نظرة الإسلام للمرأة الأم وما يحتويها به من توقير وإحترام وتقدير إنها الأم من كلت وتعبت وتألمت كي ترتاح أنت ويكفينا حديث الصحابي الذي سأل رسول الله من أحق الناس بصحابتي ؟ فررد على مسامعه أمك ثم أمك ثم أمك ثلاث مرات فهي من تقاسي المتاعب لترى البسمة مرسومة على شفتيك..

كانت بصمات أختنا المسلمة في المجتمع المسلم بادية في كل مناحي الحياة ونأتي الآن لما أبدعته يداها في الجهاد فقد كانت تصاحب رسول الله في الغزوات وتداوي الجرحى وتقوم على مساعدة المجاهدين وإيصال الماء لهم والطعام وحتى الجهاد معهم والتاريخ يزخر بهن ونذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر أم سليم وأم سلمة وخولة وعائشة أم المؤمنين وأم عمارة هاته المرأة ذات الإرادة الصلبة فقد كانت تحمي رسول الله كي لا يناله من الكفار أي مكروه وتحميه بجسدها وقد نالها من الكفار الكثير لكن كان همها حمايته فقط وقد شاركت إبنها في إحدى الغزوات ولم يثنيها ذلك عن الجهاد حتى مع قطع يدها بل لم يزدها ذلك إلا إصرارا حتى كفاها إبنها قتل عدوها..

فقد كان للصحابيات الأثر الحسن في هذه الصحبة ويروي لنا التاريخ فاطمة الزهراء لم يمضي على زواجها سوى القليل حتى رافقت المسلمين في غزوة أحد وعندما أصيب أباها ضمدت جراحه النفسية والجسدية وكانت لجوار زوجها علي كرم الله وجهه وأسماء بنت أبي بكر كانت تشارك زوجها في ساحات الوغى جنبا لجنب معه ..فالإسلام لم يعب على المرأة وجودها لجانب إخوتها وفيهم الأب والزوج والإبن والحديث حقا عن هؤلاء النسوة رائع وشيق فقد روى التاريخ قصصا عن دورهن الفعال في حشد همم المسلمين والذود عن حرماتهم وأطفالهم حتى في غيابهم وتشجيع المجاهدين على الثبات في ساحات الوغى وكان منهن خطيبات كانت كلماتهن كالسيف تحرض على الجهاد بكلمات بليغة..

هن القدوة والنبراس لنا لحتى نحث بناتنا على المضي في نهجهن المثابر والمجاهد غير أن التاريخ أغفل أو أخفى هذا الجانب المضيئ والمشرق من تاريخنا الإسلامي المجيد..
فالإسلم كما رأينا أحاط المرأة برعاية وكفل لها كل حقوقها وحفظ كرامتها وصان شرفها وراعى إنسانيتها وطبيعتها ولم تنل المرأة حضوة وعناية كما نالتها تحت ظل راية الإسلام

ومقارنة بما تحضى به المرأة في الإسلام وما تعانيه المرأة الغربية نجد فرقا شاسعا فهاته الأخيرة أهانها مجتمعها المادي بإسم الحرية والرقي أهانها في إعلامه وجعل منها كائنا مستهلكا لكل السموم ورخّص قدرها وجعل منها وسيلة تسلية لا غير وهي اليوم هناك تغبطك أختي المسلمة لما كفل لك الإسلام من عز ورفعة وراحة فديننا دين الفطرة فقط لو ندرك معناه الحقيقي الشامل والكامل ونطبقه أحسن تطبيق في كل مناحي حياتنا فسنسعد وسنسعد غيرنا

وككل بحث لا يفوتني أن أسلط الضوء على إمرأة عزيزة على قلبي وهي من علمتني الصمود والإباء والصبر : المرأة الفلسطينية وهذا ماخطته أنامل أختها لها عرفانا بتضحياتها ووفاءا لعطائها : فالمعركة مع العدو لا يخوضها الرجل وحده نعم هو من يكون في الصفوف الأمامية لكن الحياة ومتاعبها تدعو كليهما أن يساهما في المعركة إنطلاقا من موقعيهما الرائد والله أختارك أختي المسلمة الفلسطينية وأسكنك أرضا طيبة وجعلك وأهلك من المرابطين فشاركت أخاك الرجل معترك الحياة وساندتيه بدعمك وصبرك فأنت صمام الأمان والدرع الواقي فأنت من تسهرين على تربية الأشبال وتحرسين العرين وأنت دائما متيقظة و منتبهة وأنت من تزرعين في قلوب صغارك :الأرض مثل العرض من فرّط في أرضه فرّط في عرضه وأنتي من تحيي في روح أطفالك معنى الجهاد ومعنى الإنتماء لأرض الآباء والجدود وتعلميهم أن فلسطين ومقدساتها للأمة جمعاء ومهما طال وجود العدو فيها فهي لنا نحن أنتي من زرعت في نفوس صغارك أن بعد العسر يسرا بعد العسر يسرا وزرعت فيهم حب الأقصى وأن مهما طال الظلام فالفجر آت آت إن شاء الله وأنت من إتخذت أختك الخنساء قدوة لك في الثبات والصمود من قدمت للإسلام أغلى ما لديها فلذات أكبادها فالعالم يعلم أن لك قيمة وأنت قوية ولا تخشي في الله لومة لائم لك مني السلام أختي والله يرزقنا لقياك ويشرفني بك حتى أحضى بدروس الصمود وأستسقي منك دروس العزة والإباء..

بحث بالإستعانة بعدة مصادر

كيف نحصّن أبناءنا من أي فكر شاذ وهدّام ..

بقلم : أم كوثر
قال تعالى :
((أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ..))
لقد كثر تداول هذه الأيام لمقولة تتردد كثيرا وهي مصطلح الوصاية فأي فكر شاذ أو هدام واجهته بالحجة والدليل القاطع إلا وأشرعوا في وجهك هذا المصطلح وإتهموك بفرض الوصاية على فكرهم وأن زمن الوصاية قد ولى وأن الحجر على الأفكار قد رحل زمانه ..

وعلينا أن نفهم أمرا مهما حتى في المجتمعات التي لا تدين بأي دين تجدها تقف بالمرصاد أمام أي فكر يشتّت عقول أبناءها أو يبثّ ثقافة مخالفة لثقافتهم أوفكر يخالف ما تسلم به تلك المجتمعات وتقف بحزم ضد أي فكر دخيل قد يؤثر على عقول أبناءها..

وإذا كان هذا شأن المجتمعات التي لا تدين بأي دين ورغم ذلك تخاف على عقول أجيالنا من الإختراق فكيف بنا نحن أمة الإسلام والتي حملنا أمانة التبليغ وأمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحملنا أمانة الخلافة في الأرض والعمل على سعادة كل البشرية وليس فقط المسلمين..

وهذه ليست دعوة أن لا نطّلع على فكر الآخرين وما يكنّه هذا الفكر من سلبيات وإيجابيات أو ما قد يحمل من أسلحة فتّاكة ضدنا بل بالعكس من واجبنا سبر أغواره والإطلاع عليه إذ كيف يمكن أن نردّ عليهم مالم نطّلع على فكرهم بالعكس فهي دعوة لنا لمعرفة كيف يفكّر الآخر وكيف يكّون نظرته إتجاهنا ؟ وكيف يجمّع أفكاره عنّا ؟ وكيف يعرف نقاط ضعفنا ومنها يدخل ليبثّ سمومه في عقول أبناءنا ؟ وكيف وكيف ..

بل علينا أن نطلع على كتابات مفكريهم حتى نحمي أبناءنا من سمومهم ..فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأين من يدّعون أننا نحجر على فكر ليست وصاية بل هي حماية لمجتمعاتنا فعندما يكون أبناءنا قد تشربوا كل مبادئ الإسلام وتحصنوا بما فيه الكفاية فأي فكر هدام صادفوه في طريقهم لن ينال منهم لأنهم إكتسبوا مناعة يميزون بها بين الخير والشر..

ولن ينساقون لكل ما يعرض عليهم ولا يصيبهم أي ضرر منه فمن الضروري أن ينفتحوا على الآخر لكن بعدما يكونون واقفين على أرض صلبة ودعائم قوية لا يهزها فكر شاذ ولا يؤثر فيها لأن لهم من المناعة ما يحصّنهم ويحفظهم من أي خطر محدق فقد نشر أعداء الأمة عندما إحتلوا أرضنا ومقدساتنا أفكارا غريبة عن معتقادتنا وقيمنا وأصالتنا وإسلامنا وحاولوا أن يوهموننا أن المحتل مسالم !!! وأنه ينشد التعايش !!!حتى يفرقوا شملنا ويبثون سموم الفرقة بيننا.

فلو كان هذا الشباب لهم من الوعي بعدوهم الكثير ولهم من الثقافة ما يحصنهم فلن ينخدعوا أبدا بما يروج له العدو ..
فعندما نحافظ على عقول الناشئة ونحصنهم من أي فكر هدام حتى عندما يخرجون لمعترك الحياة يكونون مسلحين بالعلم والوعي جيدا فلا ينال منهم أي فكر شاذ أو هدام..