الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

من سيشارك في مؤتمر جنيف2 ؟!!



لم تدفع سوريا كل هذه التضحيات الجسام ليكون لبشار مكان في المشهد السوري في المستقبل ، هذا الاخير يشكك في فرص نجاح المؤتمر !! في حين يعلن نيته صراحة للترشح في الانتخابات المقبلة ، وينتقد المعارضة ويشكك فيها ولا يعدها معارضة حقيقية ، يعتد فقط بالمعارضة الصورية التي تصفق له ، الائتلاف السوري المعارض بدوره رفض المشاركة في المؤتمر ..

والغريب أن بشار عزى مشاركته في الانتخابات للرغبة الشخصية وكأن الدماء التي أريقت لم تكن كافية ليقف على حجم الدمار الذي لحق بسوريا بسبب رفضه التنحي والامر الثاني عزاه للرغبة الشعبية!!! عن أي شعب يتحدث ، عن ملايين النازحين من يعيشون أوضاعا مأساوية أو من لازالوا تحت الانقاض ، أو من هم في المعتقلات أو من سلموا الروح لبارئها ، والغرب لا يبدي أية نية في تنحي بشار ، لأن بقاء هذا الاخير يصب في مصالحه وفي طول أمد المحنة ..

روسيا وأمريكا وجهان لعملة واحدة ويعملان لهدف واحدة إطالة المحنة ، روسيا تجعل من سوريا سوقا للأسلحة الفتاكة وبالفيتو الجائر تطيل المحنة ، وأمريكا ترتاح للفيتو ، وقد شكل السلاح الكيماوي تقاربا روسيا أمريكيا وتوافقا عليه ، بل أبدت روسيا ضغوطا على النظام الغاشم لتسليمه السلاح ، سلم بشار السلاح ليبقى جاثما على الصدور ، كان همهما نزع السلاح وتناسيا إنصاف ضحاياه ، وتركوا بشار ليفتك بشعبه بإسلحة لا تقل فتكا عن السلاح الكيماوي ..

والإئتلاف السوري المعارض هو أيضا يخضع لتجاذبات الدول المانحة ، هذا يفقده استقلالية القرار ويُمارس عليه الضغوط ، وكل مانح يرى الحل حسب مقاسه ، وتبقى سوريا شلال دم نازف ، كل منهم يرسم مستقبل سوريا كما يراه هو ، بعيدا عن الآخر وبهذا تضيع الجهود ، الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس يرفض بقاء بشار، ولوكان حقا همّ الغرب انهاء المحنة لكانت مجزرة الغوطة كفيلة لوقف النزيف ، والإقتصاص من الجاني ولما كانت سوريا في حاجة لجنيف 2أو 3أو ..كل معضلة بلغت أروقة الأمم المتحدة إلا وطالها التسويف وغبار النسيان ، أضحت أرض سوريا مصرحا لتجاذبات دول عدة لا ترى في سوريا سوى مصالحها ..

بقاء بشار في السلطة معناه طول المحنة وقبول الائتلاف بالمشاركة في جنيف 2 معناه ضربة لها ونزع ثقة الشعب فيها ، أو تصدع الائتلاف ، فهناك مكون أساسي فيه رفض وبشدة الذهاب للمؤتمر ، فالشعب يرفض بقاء بشار ، جنيف 2 ماهو إلا در الرماد في العيون فالغرب أخذ ماكان يبحث عنه ، سلاح كيماوي ، الذي يعد من مقدرات سوريا وليس ملكا لبشار ، الشعب دفع من قوته وجوعه ليشكل هذا السلاح ردعا للمحتل ، لكن للأسف ضحى به بشار ليبقى على كرسيه، وتزامن تفكيكه ذكرى حرب أكتوبر هل كانت مصادفة أم الامر متعمد ؟!! يومٌ أحرزت في الجيوش العربية نصرا على المحتل بدد هزائمها المتواصلة..

كشف الربيع العربي عن مستبدين لا يهمهم سوى مصالحهم ولو أحرقوا البلد ،ولو فرطوا في المقدرات ، ولو قتلوا الشعب كله ، هي حقا مؤامرة يصلى أوراها الشعب السوري ، المؤتمر سيكون كسابقه ، لم ينصف الشعب السوري ولم يعطي الغرب سلاح نوعي للجيش الحر لحسم المعارك ، معاناة الشعب ستستمر لحتى ينزاح بشار وحتى يتفق الداعمين على رؤية واحدة ، وتتوحد جهودها في إنهاء المحنة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق