الخميس، 3 أكتوبر 2013

قراءة في الشريط المسرب للسيسي ..


كشف شريط الفيديو المسرب للسيسي عن تعريضه بثورة 25 يناير وانجازاتها ، تلك الثورة التي كسرت جدار الصمت ،فانفك الشعب من مربع الخوف ومن عقاله ، يستذكر السيسي زمن تكميم الافواه وكأنه يتحسر عليه ويريده أن يعود وبأي ثمن ولو خربت البلد ، يتحدث السيسي بثقة زائدة ،وكأن بسط هيمنه العسكر عائدة لا محالة !

 هذا دليل على أن لهم البد الطولى في عرقلة مسار مرسي وبث جو عدم الاستقرار وشيطنة الآخر وشحن النفوس غيظا وافتعال الازمات ، فقد مهدوا الطريق لعودة العسكر وخلقوا الاجواء للظهور بمظهر المنقذ ، بيد أنهم يخوضون معركتهم المصيرية ضد الشعب الذي رفض عودة حكم العسكر ، الفيدو المسرب يكشف أكذوبة انحياز الجيش للشعب وأن جموع 30 يونيو ما هي إلا در للرماد في العيون وغطاء لتحقيق مصالح زمرة انقلابية ، وأن الانقلاب أعد له سلفا ..

هذه الثقة الزائدة التي ظهر بها السيسي مردها والله أعلم أن الجيش يحكم سيطرته على كل المنافذ وكل المناحي بما يسمى الدولة العميقة ، كان يحتاج فقط لغطاء يحكم قبضته من خلفه ، ومسرحية وحشود يمتطيها لتحقيق مآربه ، ثورة 25 يناير أقضت مضجعهم ، ورأوا فيها فقدان لامتيازاتهم ، لذلك سيكون الثمن باهضا لعودة العسكر واسئسادهم من جديد ولو على حساب مصر ومكانة مصر وشعبها وأمنها ومستقبلها ، وفض ميدانين رابعة والنهضة شاهد حي على شراستهم واستئسادهم على الشعب المكلوم ، تناسوا أن دم الشهادة ينتصر دوما ، ومصر اليوم غدت كلها ميادين واعتصامات ..

الغير المفهوم في حديثه عندما تحدث عن الجاذبية ، ما نعرفه أن العسكر يفرض نفسه بقوته بسلاحه ، لم يقيم أداء المتحدث بإسم القوات المسلحة أحمد محمد علي للحدث ، بل تناول جاذبيته ! نحاول أن نفهم هل هي نكتة أم حقيقة معتمدة ، ويبدو أن السيسي اختلق سلاحا جديدا : سلاح الجاذبية ، بعد أن أقصوا الصوت المناهض وطردوا صحفي الجزيرة من حضوء المؤتمر ، بعدها انكشف زيف الانقلابيين وظهرت الحقيقة التي أرادوا تغييبها ، وما اكتنف أحداث الحرس الجمهوري ، هي مصر جديدة التي يبشروننا بها ، مصر للبوق الواحد ، ومن سيجذب يا ترى ؟ ! الممثلات ، التي صرحت إحداهن بعد الانقلاب وعلى الملأ ، أنها تريد أن تعلم الاخوان ما هو الإسلام !!!

الفن تلك الكلمة التي تحمل معنى قيم ، تحمل رسالة وتعد سفير بين الاقطار ، يحمل هم المواطن ويعالح ما يؤرقه ، الفن الراقي ، للاسف أفرغوه من مضمونه وأضحى الفن وكرا للفساد والمفسدين ، مخدر لعقول الشباب ، وصرفهم عن الهم الحقيقي ، وانغماسهم في الرذائل ، وإضعافهم وهذا ما يسعى إليه أعداء الامة ، حتى لا يبقى شيئ مقدس ، فيسهل السيطرة عليها بعد إضعافها ، الانقلاب يريد أن يرتهن مصر ويكبلها لتبقى في ذيل القافلة ، شعب مطحون يصطف في طوابير الخبز لساعات عدة ، بعضه بلا مأوى ، يريدون أن تستجدي مصر المعونات والمساعدات ، ومصر لها طاقاتها ولا مواردها ولها ثرواتها تنعم بها ، لولا الفساد المستشري الذي يقوض أي نهضة ..

معونات تفقدها سيادتها واستقلالية قرارها ، ثورة 25 يناير كانت ثورة كرامة وعدالة وحرية وإرادة ونهضة شاملة تأخذ بيد كل وطننا العربي يبلغ فيئها للكل ، تعيد مصر للريادة ولوزنها وثقلها ، هذا ما يتخوف منه أعداء مصر وأعداء الامة ، بل يتخوفون تصدير التجربة الناجحة لكل وطننا العربي فينفك من عقال التبعية ويلحق ركب التنمية ، لذلك جيشوا كل منابرهم لوئد التجربة في المهد ، تحدث السيسي عن الاعلام ، وكيف يمكن أن يبسط سيطرته عليه ليوجهه وليخدم مآربه ، كما ذكر يحتاج لأذرع ووقت ، كيف سيتسنى له ذلك ؟ !

يعني الامر يحتاج لتمهيد حتى يستسيغ الناس ما سيروجه الاعلام الموجه ، ويتلقف المتلقي كل ما يلفظه الاعلام المغرض دون تحميص ، وهذا ما كان قبيل الانقلاب غلق وتكميم كل صوت مناهض للانقلاب ، وأردف أنه شغال في هذا المنحى وبدأت جهوده الخبثة تتحقق ، عندما نسمع أغنية نحن شعب وأنتم شعب ولكم رب ولنا رب ، تهتز الاركان ، السيسي مزق النسيج المصري ، وفرق شمله ، إعلام يزمر ويطبل للانقلاب ، هذه كانت بكورة خبيثة لما مهد له ، بعد تشويه صورة الآخر والنيل منه ، وشيطنته ..

الاعلام المصري فد غدى دعاية ، فقد المهنية وميثاق الشرف وما حملة كمل جميلك وتفويض السيسي لحكم مصري دون طوابيرالانتخابات تعكس مدى سيطرة العسكر على كل المناحي وتوجيه الاعلام المغرض لتحقيق مصالح الانقلاب ، هذا هو الاحتواء الذي كان يخطط له ، ومع هذا ولحد كتابة هذه السطور سيظل الشعب المصري ينافح ويكافح لعودة الشرعية ، فهي من ستحقق له العيش الكريم ، الانقلاب رغم شراسته لم يستطيع أن يثبت قدميه ولازال يتخبط ، والشعب كل يوم تنضم فئات عريضة ومن مختلف الاطياف لرافضي الانقلاب..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق