الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

هل حكم الاسلاميون في مصر ؟!!


قبل أن تندلع ثورة 25 يناير كانت المؤشرات كلها تشير لتذمر الشعب من الوضع المتأزم الذي وصلت إليه البلاد ، جو محتقن والاوضاع مرشحة للإنفجار ، الاقتصاد في تدهور والفساد مستشري ، كانت مصر في مخاض عسير ، جاء الربيع العربي فوجد الأرضية مؤهلة لتحتضن أي حراك شعبي ،فالشعب ضاق ذرعا بالمفسدين من أوعزوا البلاد والعباد للفقر والعوز والتهميش والبطالة ، فكانت الثورة والتف حولها الشعب بكل أطيافه ، وتلتها استحقاقات عبّر الشعب عن رأيه بكل حرية ، عاد الشعب للمشهد بعد عزوف لعقود ، لأن النتيجة أنذاك كانت معروفة رئيس بلا منافسين وانتخابات مزورة ، أما اليوم أضحى لرأيه قدر وقيمة ..

 في كل الاستحقاقات فاز فيها التيار الاسلامي وبدأت السفينة تسير في بحر متلاطم الأمواج ، لكن ما لبثت أن تحركت الدولة العميقة لتطيح بالرئيس المنتخب ، الاسلاميون لم يحكموا بل قُوضوا بالدولة العميقة التي أفشلت المسار ، أي إنجاز أو أي مشروع يضع له الرئيس حجر الاساس إلا وتحركت آلة التحريض والتخوين والتشهير والتشكيك لتنال منه..

 مشروع قناة السويس  ، لو كتب له النجاح ، كان سيقود مصر لنقلة نوعية ،مشروع تنموي سيعود بالنفع على مصر وسينهي أزماتها وسينعكس مردوده على الارض ، مشاريع عملاقة كانت ستقود مصر لاستقلالية قرارها ، وتأخذها للقمة ، كان فقط يحتاج لصبر ،كان سيدر أرباحا هائلة على مصر ،أضعاف ما تدره اليوم القناة ، لكن الاعلام المغرض كان له بالمرصاد ، جند آلياته ليبخس المشروع حقه ، واتهام المشروع أنه يهدد الامن القومي ، مهما خرج المهتمون بالمشرع ليوضحوا للشعب أهميته والتعريف به إلا أن الاستبداد كما ذكرنا خلق شريحة يمتطيها عند الحاجة لتحقيق مآربه، إنجزات عدة لم يكتب لها النجاح في ظل إعلام مغرض وفساد مستشري ..

حتى الدستور الذي شارك البعض في صياغته انقلبوا عليه وعدوه دستورا إخوانيا !! واتهموه أنه سُلق في وقت وجيز واليوم نرى كيف أن لجنة معينة غير منتخبة ، هي من تعدل في الدستور أما لجنة الخمسين هي فقط وُجدت لذر الرماد في العيون ، مع افتعال أزمات ، مع بلطجية مهمتهم إرهاب وإرعاب الآمنين حتى يخلقوا جو غير مستقر فيتذمر الشعب في هكذا وضع ، الداخلية كانت تتفرج ولم تستفيق من سباتها إلا قبيل الانقلاب لتفتك بالعزل ، حتى الودائع التي كانت تقدم للدولة لتحمي اقتصادها ، كان يجري التشكيك فيها ، عدا عن ما أثير من بيع الاهرامات ،تناسى المغرضون أن هذا إرث حضاري عالمي لا يمكن المساس به ، وماكان يردده الاعلام المغرض عن بيع سيناء للفلسطينيين لتوطينهم فيها !!

 مهما دحض مرسي تلك الافتراءات عبر وسائل عدة ،آلة الاعلام المغرض أشاعتها ونشرتها، وللأسف وجدت صدى عند المشككين ،حتى الاعلان الدستوري كان الغاية منه حماية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع الدستور ، حتى لا يكون مصيرها كمصير البرلمان الذي أسقطوه ،رغم أنه ألغاه ، بقيت آلة التحريض  تبث افتراءاتها ،القضاء الذي اليوم نراه كيف يسرع أي بلاغ ضد رافضي الانقلاب لينكل بهم ، في حين بلاغات مرفوعة ضد السيسي واعلام مغرض لا يهتم لها أحد ، كان الشعب ينشد تطهيره لكن علت أصوات المنفعين والمتنفذين وقوّضت تقدمهم ،وبعد الإنقلاب كل صوت قضائي حيّ يتم تنحيته ..

 إذن كيف ستحكم على تجربة جديدة لم ترى النور وأدها الإنقلابيون في المهد،  بعض من تذمر على عام من حكم مرسي ، تناسى أن هذا الاخير تسلم بلد منخورة مثقلة بالمعيقات ومكبلة ، لن تحل كل المشاكل والمنغصات بين عشية وضحاها ، التركة ثقيلة والفساد انهك البلد ودولة عميقة تفشل المسار ، وحتى من تذمروا من حكمه لم يكن يدور في خلدهم أن البديل هو حكم العسكر حين انحازوا له ، الانقلاب إنقلب حتى على من زعم أنه انحاز إليهم ، وهذا ما جعل رافضي الانقلاب في تزايد ، وفي كل يوم تنضم لهم شريحة جديدة ، بعد وقوفهم على الحقائق التي غابت عنهم ..

كل مؤسسات الدولة التي ستُدار بها البلاد كانت تعمل ضد مرسي ، الإنقلاب كان يأخذ سفينة محمد مرسي لهكذا منحى حتى تكتمل المسرحية بغطاء من حشود وظفها لشرعنة انقلابه ، الوقائع اليوم على الارض هي شعب يرفض العودة لحكم العسكر ، ويريد للشرعية أن تعود ، فهي من ستقطع دابر المفسدين ومن يحمونهم ، الانقلاب كان فقط يحتاج لستار وقد وفرته له القوى المناهضة للأسلاميين ، توافقت مصالحهم ، فئة حصلت على أصوات قليلة في الانتخابات ، وبدل أن تشكل معارضة قوية تتكامل مع الرئاسة خدمة لمصاح الوطن ، تكتل الفاشلون في الإنتخابات وشكلوا عقبة أفشلت المسار ، لأنهم ينظرون للوطن على أنه كعكة  يسعون لاقتسامها مع زمرة انقلابية تحتاط لامتيازاتها وخوفا من أن تقوضها مكتسبات ثورة 25 يناير ..

السيسي لم يتعمل الدرس جيدا من بشار ....مهما علت القبضة الامنية فلن تزيد الشعب إلا إصرارا على مطالبه المشروعة  ، رغم المنغصات التي اعترت مسار مرسي كانت الدولة تسير ، أما الآن وضع مصري متدهور ، متردي ،حال مزري ، السيسي يأخذ مصر لمنعطف خطير ..

هناك تعليقان (2):

  1. هذا الشعب المصري العظيم كما وكيفا ألم يكن يعلم بأن ثورته تحت التهديد ؟؟من طرف الثورات المضادة من طرف الحاسدين من طرف القوى المريضة والتي باعت نفسها ويسهل عليها بيع وطنها ..لقد كان الشعب وهوالأغلبية بما في ذالك حركة تمرد المتبلدة يعرف ان البلاد في حاجة الى حماية من جميع الأطراف لكنهم باعوا الأرض والشعب للشيطان والأغبى من ذلك انهم يركبون نفس السفينة التي هي اليوم تغرق ....لهذا.يجب العودة من جديد للشرعية ويجب تكاتف الجهود وتجمع المصريين حول ارضهم ووطنهم والعودة الى البناء وسوف ينتصرون بإذن الله حسب نواياهم واتحاد اهدافهم ..سوف ينجحون بإذن الله ....الله معهم ينصرهم ويشد ازرهم

    ردحذف
  2. صحيح ما تفضلت به ، عودة الشرعية هي ضمان لحماية مصر من منحى خطير تخطط له زمرة انقلابية
    وربّ ضارة نافعة ، إن كانت ثورة 25 يناير لم تكتمل وأزاحت راس الفساد ولن تزح منظومته والتفّ عليها الإنقلاب بخدعه ، فالشعب اليوم استفاد من تلك التجربة وتعلم الكثير من الدروس ، حتى حين تعود الشرعية إن شاء الله ، سيتغير الكثير ، الشعب تنفس عبير الحرية لا ولن يرضى غيرها بديلا ، ولو قدم دونها التضحيات الجسام ، فالنصر السهل ما أسرع ضياعه والنصر الذي بذل فيه الغالي والنفيس تتمسك به الشعوب ولا تفرط فيه وتعض عليه بالنواجد ..

    ردحذف