الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

أنا عايشة عمووو.....!!!!!



كلمات رددتها طفلة سورية وهي تصارع شبح الموت بجسدها النحيل ، فما تدري هل هي عايشة أم لحقت بكوكبة الشهداء ، تلك الطفولة البريئة ، التي رحلت عن عالم تبلد حسه ، وفترت همته ، وغرق في سبات عميق ، لعالم يخلو من دمار وقتل وفتك وظلم وجور ، رحلت في صمت تشكو للباري ظلم القريب والبعيد، تنشد عالما آمنا وظلا وافرا وأمنا وسكينة افتقدتها لزمن ، إنتي عايشة بنيتي لكن العالم هو من غدا ميت ، هل تعدت يد الغدر الخطوط الحمراء ؟!!


أم لازال في جعبته ما تكتوي به الطفولة البريئة ، أنا عايشة عموووو...كلمات مؤثرة تعبر عن معاناة طفولة حرمت الحضن الدافئ وحرمت الامن وحرمت العيش الكريم ، تريد أن  تعيش طفولتها كما كل أطفال العالم ، كلمات كفيلة أن توقظ الضمائر الميتة وتحرك الاحاسيس وتهب لانقاذ ما تبقى من سوريا ومن طفولة سوريا ، تبلد حس العالم وهو يرى آلة الحقد تحصد الارواح وتغتال البسمة وتخمد الحركة ، وتُلبس سوريا توب الحداد ، وتمحي الاثر ، وتسوي الدور بالارض ، تبقى الاطلال تبكي من رحلوا وتنشد لحن شجيا لحن الامل والالم ، وأضحى السكون شبحا يخيم على سوريا ، الكل رحل في ساعة واحدة ، التم الشمل هناك ، حيث لا ظلم ولا جور ولا يد الغدر من أدمت القلوب وفرقت الشمل وأوجعت القلوب ، ومزقت الوشائج ، واستباحت الارض ، وسقت المنايا براعم كانت بالامس القريب مفعمة بالحركة والحيوية والنشاط ، أسكت الظلم ضحكات البراءة علّ باطن الارض يكون أرحم من ظاهرها ..

ففي ظاهرها إفتقدوا الرحمة والحنان والاهتمام ولم يكثرت أحد لصرخاتهم ، ولم يسكن أحد جراحاتهم ولم يهب أحد للتخفيف من معاناتهم أو إزاحة الضيم عنهم ، فصول الجريمة بادية لكن القوم لازالوا في ريب من أمرهم !! لا زالوا يحثون الخطى للبحث عن يد الغدر التي اغتالت الطفولة ، رغم أن الاجساد البريئة هي الشاهد على فصول الجريمة ، هل حقا اهتزت مشاعرهم للاجساد الغضة الساكنة بلا حراك ؟!! وهم من سكتوا على الحيف الذي طالها طيلة عامين ، وهم من تركوا يد الغدر تحصدهم ، وتبطش بهم وتنكل بهم ، أم هل عامين من البطش والتنكيل لم تكن كافية لمعرفة الجاني ؟!!  أنا عايشة عموو...كلمات اختصرتِ الحكاية ، وأبلغت لأصحاب القرار المرام ، سوريا ستحيا وستنفض عنها غبار النسيان إن شاء الله ..

ستظل الكلمات يتردد صداها لتبلغ عنان السماء ، وستبقى الصورة الحية شاهد على عالم تغنى بالطفولة ووئدها وتغنى بالحرية وقيدها ، وتغنى بالكرامة وداسها ، وتغنى بحقوق الطفل وتجاهل طفولة سوريا وهي تغتال أمام ناظريه ، كلماتها تعبر عن ما اختلج روحها ، أنا عايشة عمووو....هل ستمضي الواقعة ويطويها الزمن كما طوى غيرها ، هي ليست الاولى وقد لن تكون الآخرة لاقدر الله ، مادام ( العالم الحر) لم يحاكم الجاني ولم يقتص منه ولم ينصف الضحية ،ولم يوقف آلة الحقد التي تحصد الارواح ، بل زاد عنجهية وصلافة واستمر في نفث حقده ، سطروا الخطوط الحمراء وتجاهلوها ، يبدو أن الخطوط الحمراء في عرفهم  لها ألف معنى وليس المعنى الذي نعرفه ، أو لم يستوعبها عقولنا ، من سطر الخط الاحمر غدا سيسطر خطا آخر غيره وهكذا ، وتطول المحنة ويصلى نيرانها الابرياء ، ليس للظلم خط ، فما إن تسقط قطرة دم واحدة بظلم فذاك خط أحمر ، تناسى الغرب أن الدم غالي وأن الحياة حرية وحق لا ينتزعه أحد إلا خالقه من وهبها ، سنظل ننشد ونردد : نموت ويحيا الوطن

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم فرجك يا رب عن اخواننا في سوريا وعجل بخلاصهم من الطاغية يا رب العالمين

    ردحذف
  2. اللهم آمين ، اللهم عليك بكل ظالم ، اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر ، اللهم آمين
    شكر الله لك أختي الكريمة *نور*مروركِ الطيب وبارك الله فيكِ

    ردحذف