الأحد، 6 أكتوبر 2013

هل ستكون ذكرى ستة أكتوبر محطة للتوافق ولم الشمل ؟!!


مهام الجيش كما حددها القانون ، تكمن في حماية الحدود والدفاع عن حياض الوطن ، وتحقيق أمنه وحفظ استقراره ، فهو ذرعه الواقي ، وقد شكلت ذكرى ستة من أكتوبر محطة مشرفة ، يعتز بها المصري بل والمواطن العربي ، خاصة أنها جاءت بعد سنين من الانهزامات المتكررة والتي أثرت على أداء الجيش وزعزت ثقة الشعب به ، فجاءت حرب أكتوبر لتعيد تلك الثقة ، وتحرر العقل العربي من نكسات عشعشت في ذهنه ، وتبعث روح المقاومة والاستماتة في النفوس وعدم الاستسلام ، فكانت حربا أبان الجيش المصري عن جسارة عالية وروح قتالية وصلابة حقق تقدما ملموسا أمام العدو أذهله ، فاستطاعت بذلك الحرب أن تمحي ما علق بالاذهان من نكسات وكسرت مقولة : جيش لا يقهر التي أراد المحتل أن يمررها من خلال حروبه لكسر الارادة وقتل روح المقاومة..

فقد أبلى الجيش المصري بلاءا حسنا وأبان عن اداء حسن ومحكم ، فكانت الذكرى توحد كل الاطياف ، تفتخر بأداء الجيش وما حققه من انتصارات ، لكنها اليوم تحل والبلد ممزق ، بفعل انحياز قيادات الجيش لجزء من الشعب على حساب عموم الشعب، قد يكون هذا الجزء متذمر من أداء الرئيس محمد مرسي أو قد أحس أنه لم يلبي طموحه كما كان يعتقد ، لكن الاحداث كشفت الحقائق ووقف المواطن على حقيقة المجريات وأن هناك من عرقل مسار الرئيس محمد مرسي لغاية في نفسه ..

الجيش الذي حقق الانتصارات في حرب أكتوبر هو اليوم الذي تسعى بعض قياداته اليوم لتمزيق النسيج المصري ، بل والإنقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير ، قيادات الجيش تقامر بمصير البلد وتسعى لتغيير عقيدته ، هذا الجيش هو من شكل شوكة في حلق المحتل ، يقارعه على الحدود ويقف له سدا منيعا حتى لا يتقدم ويكسر شوكته ، العدو الحقيقي هو من يجثم على مقدساتنا ، وليس الشعب المكلوم الذي يعتز بجيشه ويرنو أن يبقى في تلك الصورة التي ترسخت في ذهنه ، جيش هزم المحتل وحرر أرضه وأبدى بسالة في مقارعة المحتل وروى ثرى فلسطين بدماءه الطاهرة..

وبدل أن تكون محطة وفاق تجمع الشعب وتوحده ، وتخلق جسور حوار وتعود اللحمة للشعب ، جند الانقلاب كل آلياته لتشويه رافضي الانقلاب ، تشويه صورتهم وتخوينهم ، عبر خطاب أقصائي ، يهدف من خلاله للمزيد من الشرخ وتقسييم الشعب ، أضحت ميادين مصر لجزء من الشعب ، في حين تغلق أمام رافضي الانقلاب ، الميادين لفئة دون أخرى ، فئة تُلقى عليها القلوب والزهور والاعلام وفئة مغضوب عليها ، يُلقى عليها الرصاص والغاز والمنشورات لثنيهم عن الصمود وتهديدهم واعتقالهم وقتلهم ، قبيل الذكرى شن الانقلاب حملة شعواء لشيطنة رافضي الانقلاب رغم أنهم اختاروا الذكرى لرمزيتها ، حتى تعود تلك الروح الجسورة ويشاع التآلف وتقف على عدونا الحقيقي الذي يهدد امن وأستقرار أمتنا ..

ومهمة الجيش ليست قتل الشعب بل حماته ، ما تدخل الجيش في السياسة إلا وحلت النكسات وهذا ثابت بشواهد التاريخ ، خطاب انقلابي يدعو أنصاره للخروج ويفتح لهم الميادين فيزيد من تقسييم الشعب وشحنه من خلال إعلام موجه وتحريضي ، رافضي الانقلاب أرادوا من خلال مشاركتهم في الذكرى ليبعثوا برسالة مفادها ، أن الجيش له مهام جسيمة ، تكمن في مقارعة العدو الحقيقي وليس تمزيق الوطن ونخره وإضعافه ، تُذكر الجيش بملاحمه البطولية والتي تجسدت في دحر العدو ، الانقلاب يسعى لتشويه رافضي الانقلاب ونعثهم بأبشع النعوث حتى يؤلب عليهم البعض ويزيد من تقسييم الوطن ، حتى بلغ به الامرفي التشكيك في النوايا ، ونزع عنهم المواطنه ونعثهم بالعملاء وأنهم تجار فتن متآمرين وأنهم يهدفون لكسر الجيش !!! كل هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة ، الذكرى محطة للتوافق وتذكير الجيش بمهامه وتاريخه المجيد وعقيدته الراسخة ليحافظ عليها ، لكن الانقلاب يسعى لتسييسها لخدمة مآربه..

عموم الشعب ورافضي الانقلاب يسعون من خلال الذكرى للم الشمل ونزع فتيل الانقسام الذي لن يخدم سوى أعداء مصر والمتربصين بأمنها ، والعمل على صفاء الجو بعد تعكيره قبيل الانقلاب ، وتصحيح الصورة والاعتزاز بجيشه وأنه وُجد لهدف نبيل حماية الوطن ، والتصالح بين كل فئات الشعب على مختلف أطيافه ، وحمايته حتى يبقى صمام امان يجمع الكل تحت طياته ، لأن التقسيم يهدد تماسك الشعب ويضعف نسيجه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق