الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

نِعمَ التنسيق...


عندما نأتي على ذكر التنسيق يتبادر لذهننا لأول وهلة التنسيق الأمني وهو غطاء لما يخفيه من حقيقة ، تنسيق عطل المشروع المقاوم وانغمس أصحابه في براثن العمالة وتلطخت ثيابهم بوحلها ، تنسيق مشين قتل روح المقاومة وقدم خدمات مجانية للإحتلال وقتل في البعض قناعاته ومبادئه وجرده من آدميته فاضحى آلة في يد الإحتلال يُسيره كيف يشاء ومتى يشاء ، متى ياتُرى يستفيق ضمير البعض ويقف على بشاعة ما يُقدمه للإحتلال ؟؟ !!! 


التنسيق الذي نتناوله يختلف تماما عما سبق ذكره ، فهو تنسيق يُقوي المقاومة ويزيدها زخما ، تكامل بين القوى المقاومة ، دعم مشترك حتى تقوى شوكتها ويستعصي على أعداءها النيل منها ، فقد تفاجأ الإحتلال من التقريب الأخير بين فصيلين مهمية ، ماذا لو توحدت كل القوى مادام الهدف واحد : المقاومة ، وصد العدوان وتحرير الأرض ، فالعمل الجاد المتكامل يكسب فاعلية في المواجهة ويُقوي الصف ويجعله صلبا في مواجه التحديات بتماسك وثبات


الإحتلال لا يفرق بين هذا وذاك وخطره محدق بالكل ، فالأحرى أن ننتهج التجديد في العمل المقاوم ، ونأخذ في الحسبان التغيرات التي طرأت في المحيط ونستثمرها لصالح العمل المقاوم ، فعندما يتوحد الهدف السامي وتتوحد الرؤى وتتعالى الانفس عن خلافاتها وتنبد الفرقة ، وتُصفى الاجواء ويكون الإخلاص عنوانها عندها تثمر الجهود وترقى الاعمال ، عندها سيتغير المشهد


وحدة القوى المقاومة والتنسيق فيما بينها هو الكفيل لخلق مناخ للعمل الجاد الذي يؤتي أكله ، فأي انتصار أُحرزته المقاومة مجتمعة فهو هدية للوطن كله ، ذاك الوطن الذي يحتضن الكل تحت ظله وفي كنفه ، الوحدة تخلق قوة مجابهة ، فيكون الرد مدويا وله وقع في النفوس ، وهذا ما يخشاه الإحتلال ، عمل مشترك متكامل مع توحيد في الخطاب يقود لتنسيق في الميدان وكذا السياسة حتى نرقى بالعمل الجاد المثمر


الحل لن يأتي إلا من البوابة الفلسطينية أولا ، عندما تكون النفوس مهيأة لأستقبال الرسائل الإيجابية وتتوحد في طريق واحد هذا مدعاة لوحدة الأمة حولها ، وحول خيار المقاومة ، مهم التعاطي بالسياسة لكن لا يكون على حساب المقاومة بل تظل هاته الاخيرة في تطور دائب ، والأهم أن يكون تمة تكامل بينهما ، قد تضر السياسة أحيانا بالمقاومة أو تقيّد حركتها أوتنال منها ، أويخضعها لحسابات جمة تعيق المقاومة


والمشهد في فلسطين يختلف عن محيطه ، أما العمل المقاوم يترك أثرا طيبا في النفوس وهو ما يثلج الصدر وهو السلوى للقلوب المجروحة ، وهو من يترك صدى طيب في النفوس المكلومة ، التي تنتظر الرد الموجع ، الشعب قد لا يولي اهتماما كبيرا للشأن السياسي بقدر اهتمامه بالعمل المقاوم ، وبالرد الذي سيتشعره الإحتلال ، الشعب يضحى ويرجو أن يرى ثمار تضحياته بادية في الميدان ، وتترجم على أرض الواقع 


ما تبنيه في السياسة إن له تكن قوة تحميه سينهار ، مع ما أحرزته من انجازات في السياسة يوازيه العمل المقاوم حتى يحميه ، الإحتلال ماض في عدوانه خارقا الهدنة في كل مرة ، والوحدة هي من ترتعد منه فرائسه ، فليس ما ربحناه في السياسة يكون على حساب المقاومة بل المطلوب أن يتساوى كليهما ، الوحدة تجعل المقاومة صلبة المراس بل وتغذيها وتزيد من فاعليتها وتجعلها قوة مجابهة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق