الجمعة، 5 أكتوبر 2012

ما الغاية من شنّ حرب أكتوبر؟؟!!!




بعد ست سنوات من النكسة التي أودت بمزيد من اقتطاع أراضي عربية ، ظل كابوس الإنهزام يقض مضجع المواطن العربي ، وبعد حرب استنزاف كانت هناك مناوشات بين مصر والإحتلال ، فحتى إن توقفت الحرب ظل الشعور نحو الإحتلال قوي لم يتزعزع ، ينظر إليه أنه احتلال الواجب دحره ، على الأقل بقي وعي العربي اتجاه الإحتلال حيّ ، كانت السنوات الست كفيلة بأن تتعرف مصر على عدوها وتقف على مكامن الضعف حتى تتهيأ للحرب قبل خوضها 

لكن الغير المفهوم لماذا قررت شن الحرب ؟؟
هل لإعادة فلسطين وتحريرها أو تحرير الأراضي التي قضمها الإحتلال في النكسة ؟؟
لأن الحرب لها أهداف الإحتلال شن حروبه ليكسر شوكة العرب و يقتل فيهم روح المقاومة
ويستسلموا وتتركز في خلدهم مقولة: جيش لا يُقهر 
غير أنه في حرب أكتوبر كان العكس ، أبانت الشعوب عن عزيمة قوية ، وحشد مهم ، المواطن العربي يعتز بكرامته ، تحول طرأ في المشهد كيف تم التخطيط والتنسيق مع القيادة السورية غاية في الدقة ، كانت نقلة نوعية ، تحرر العقل العربي من النكسات التي عشعشت في ذهنه وعلت عزائمه وخاض حربا بكل حماسة وثقة بالنصر

هجوم مفاجئ أربك حسابات المحتل حتى أن الإحتلال طلب الدعم من حليفته أمريكا بل وبلغ به الأمر لغة التهديد فتدفق الدعم من كل جهة لكن الجيش المصري كان صلب المراس في تلك الحرب تقدم وأدار الحرب بطريقة أذهلت الإحتلال ،وفي وقت حاسم من المعركة بدأ التخاذل من بعض العرب ، بعضهم طالب إعادة جيشه في وقت المطلوب زيادة الدعم ، جيوش أخرى تقاتل باستماتة لكن هناك من يسحب البساط من ذلك الدعم أما التنسيق الذي كان رائعا وحقق انجازا مهما على الأرض خفت حدته يتساءل المرء هنا في وقت الحسم من الواجب أن يكون الكل مدروس كل نقطة تفضي لنقطة التي تليها أما الإرتباك أثناء الحسم يضيع النصر وقد يودي للهزيمة

لماذا يتخاذل البعض في وقت قاتل ؟؟!!!
مصر لها وزن ولها ثقل لكن الهيمنة والرأي الواحد قد يودي بمن حولك للتخلي عنك ، المشاورة والإستفادة من الكل أمر يقوي مواقفك حين تواجه مأزق أو شدائد ، وفي الوقت الذي تحرز فيه الجيوش المصرية الباسلة تقدما مهما والضفة السورية ماضية في مهامها ولم تكملها بعد ،بعثت القيادة المصرية برسالة للرئاسة الأمريكية مفادها أنه لا يريد توسيع رقعة المواجهة في وقت مصر تحقق فيه نجاحا على الأرض ، يعني كل هذه التضحيات وهذه الدماء وهذا التخطيط فقط لعقد سلام !!!!

على أرض المعركة قتال وانجازات وبذل وتضحية إذ بالقيادة السياسة مفصولة عن ما يقع ، هي فقط تريد سلاما يعيد ما أخذه الإحتلال بالقوة !!!!
يعني كل هاته الدماء ليعقد الطرفين سلام الذي سيتمخض عنه معاهدة كامب ديفد معاهدة أخرجت مصر من الصراع وأضعفت مواقف العرب ، وأثرت على القضية الفلسطينية ولم يلتزم الإحتلال ولو ببنودها المجحفة حكم ذاتي فلسطيني ومصر فقدت سيادتها على جزء مهم من أراضيها لتفرخ سيناء جو آخر يتهدد مصر والأحداث الأخيرة خير شاهد ، بقيت الجولان محتلة ، اعتراف بالإحتلال بلا مقابل 

نكص الإحتلال كعادته عن أي اعتراف لحقوق الشعب الفلسطيني وزاد الوضع تأزما ، الإحتلال حين يشن حربا يدرس أهدافه منها جيدا والعرب يشنون حربا ليعقدوا سلاما لم يرد أرضا ولم يوقف الإحتلال بل نفذ إلى كل الوطن العربي عن طريق التطبيع ، ومن ويلات هذا الواقع فرخ اتفاق أوسلو الذي أجهز على ما بقي من القضية الفلسطينية ليبلّغها قاعة الإنعاش 

حين تعود النوايا لصفائها وتكون حقا تنشد التحرير فحتما سيكون النصر حليفها المواطن العربي يثور حين تمس كرامته ولا يقبل بالهزيمة لكن للأسف قادته يحولون أي نصر لهزائم ونكسات ، انتهت الحرب واسفرت عن واقع مرير لازالت مصر وفلسطين تتجرع آلامه ، تداعيات لازالت تلقي بظلالها القاتمة على المشهد المصري والفلسطيني ، ضاعت القضية وسهل على الإحتلال التغلغل في النسيج العربي ، زادت فرقة الأشقاء والبعض عد الآخر عدوا وانشغلوا عن عدو يتربص بالكل 

وتاه العرب في وهم اسمه السلام ، حرب بدل أن تحقق توازنات وتعيد الحق لأصحابه وتعيد ما اغتصبه الإحتلال زادت من الفرقة وتشتت الصف العربي وفلسطين اضحت يتيمة بينهم واستطاع الإحتلال أن يأخذ بالسلام أضعاف أضعاف ما كان يحلم به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق