الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

وأذّن في الناس بالحج ..

لكل محطة رمزيتها وما توحيه وما تحمله لنا من معان جليلة سنقف عندها بعون الله:

الطواف بالكعبة:

هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 670x503 .


الكعبة رمز الوحدة يتوجه الحجاج في خشوع وتضرع لله في مشهد يوحي بوحدة القلوب ونبذ الفرقة ، أمة واحدة همها واحد ، هدفها واحد ، نتذكر أن الكون كله في حركة دائبة ، عظم الله هذا البيت ونحن نعظمه لأن الله رفع مكانته وأعلى شأنه ، ونتذكر أن حرمة المسلم أعظم وأعلى شئنا ، كل يوم نتوجه إليها في صلاتنا ودعاءنا هذا يجعلنا نقوي الروابط وننحي الإختلافات ونتقرب لبعضنا البعض.

السعي بين الصفا والمروة :



نمشي في طريق مستقيم لا يزيغ عنه إلا هالك ، هو طريق الحق الذي رسمه لنا المولى عز وجل وحثنا على السير فيه ، ونستذكر السيدة هاجر رضي الله عنها ، وهي تسعى من جبل لجبل عبر رحلة شاقة ، تبحث عن الماء لتروي ظمأ وليدها ، في لهفة وخوف عليه ، كلها يقين بأن الله لن يخيب رجاءها ، حسن الظن بالله يثمر الأعمال واليقين به والثقة فيه أنه العون والسند وأنه لا يرد دعاءا ، وأنه الكفيل بأن يفرجها على عبيده مادام اليقين عنوانهم ، وبالفعل جاءت البشرى وجاء زمزم بركة منه عز وجل .

الوقوف بعرفة :



مؤتمر للوحدة ، تنتفي فيه كل النعرات ، الكل إخوة ، تتجلى فيه الوحدة في أبهى صورها وأرقى معانيها ناداهم الله فلبوا نداءه ، بقلوب خاشعة مقبلة على الخير فاتحة معاقله ليستقبله ويعممه أينما حل أو ارتحل ، منظر يرضي الرحمان ويعزز عرى الأخوة ، ويمحي أي غل أو ضغينة ، وحدة تتجسد في نقاء الثوب ونقاء القلب.

رمي الجمرات :

إنقر هنا لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي


رجم لشيطان رمز الغواية والشر ، تكرار رجمه معناه المثابرة في مجاهدة النفس بلا هوادة ، لا يثنينا عنه أي شيئ ، حتى نلحق به الهزيمة ونفشل خططه في نشر الفرقة بيننا ، محاربته مستمر حتى بعد عودتنا ، نجدد محاربته فهو لا يفتئ ينشر داء الفرقة بيننا ويُفصم عرى الأخوة مجاهدته في كل وقت وحين ، فهو لا تفتر مكائده ونحن لن نفتر في صده ومقاومته .
قبر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام :

هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 524x331 .


وأنت تستقبل قبر خير الأنام ، بشرى لمن بلغ ذلك المكان ، سلم عليه ، استذكر نبي الرحمة من أخرجك من براثن الجهل إلى نور الهداية ، قائدك للجنة ، تذكر أنه بكى شوقا إلينا وأعدنا إخوته واشتاق لرأيتنا ، آمنا به ولم نره ، جسّد شوقك لك بإتباع نهجه ، وتبليغه حتى تسعد بشربة هنيئة من يديه الشريفيتن لا تظمأ بعدها أبدا ، فالزم طريقه القويم ، تذكر تضحياته الجسيمة هو وصحبه الكرام وصبره على حمل الرسالة وتبليغها وما تعرض له والصحابة الكرام من أصناف البلاء ليبلغك الإسلام على طبق من ذهب ، فلا تبدد تضحياتهم بل أكمل المشوار واحمد الله على نعمة الإسلام الذي يظلك بجناحيه تسعد في كنفه وتجد الحمى والامان في جنانه .

مع المداومة على ذكر الله فهو الحصن المنيع والكنَف الآمن ، والأهم هو أن تبقى على العهد لا يشغلنك متاع الدنيا عند عودتك ، وتتجلى الدروس التي أخذتها من رحلتك في واقعك ويتدفق العطاء ويغمرك الجو الإيماني الذي عايشته في تلك البقاع المقدسة وتبقى على نفس الطريق لا تحيد عنه .
نرجو من الله أن لا يحرمنا أو يحرمكم من ذلك المقام وأن يرزقنا حج بيته العتيق ...اللهم آمين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق