الأحد، 12 أغسطس 2012

مواقف جادة قد تكون لها صدى ووقع على أرض سوريا ..





كلنا وقف على حجم الدعم الشيعي للنظام الغاشم في سوريا دعم أبان عن لغة المصالح ، لغة بعيدة كل البعد عن تحكيم العقل وفهم الواقع فهما صحيحا ، تأييدا يفتقد للمصداقية وإلا بماذا نفسره ؟؟
وسمعنا لصوت واحد بيد أن هناك أصوات مخالفة لكن ليس لها صدى حتى وإن أبانت عن رفضها لهذا التأييد ، صوتها خافت ، وفي هذا الصدد وفي خطوة مهمة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية ، أعلن عالمان من الطائفة الشيعية : وهما هاني فحص و محمد حسن الأمين ، في بيان لهما ، ويحمل توقيعهما، أكّدا فيه مساندتهما المطلقة للثورة السورية وتأييدهما لها ، وحق الشعب السوري في أن ينعم بالحرية والكرامة ، قد تحمل هاته الخطوة دعما مهما للثورة وقد يبلغ صوتهما مسامع الكل ..

والمعروف عن هذين العالمين نضجهما العالي وقد كانت لهما مواقف جادة تُعبر عن رفضهما لما يقع في سوريا من انتهاكات سافرة ونهج النظام الغاشم لحرق البلاد والعباد وجره لحرب طائفية تأكل الأخضر واليابس ، لكن رواياته أضحت مكشوفة ، فقد وقفنا على مواقف جادة من كل الطوائف مواقف مؤيدة للثورة وساهمت بدمها في دعمها ، فهي ثورة ضد الظلم ، ولا مجال للطائفية فيها ، فأغلبية الطوائف تقف مع الثورة وتساندها ..

لللأسف رغم موقف العالمين الجاد إلا أن صوتهما لا يصل ، وليس له صدى ووقع ، في ظل تنامي الصوت الآخر، وهما اليوم جادون في أخذ أكبر عدد من التوقيعات ليقفا بحزم أمام من يُريد أن يُشوه صورة الثورة ، هما مع الشعب السوري في حقه في الحرية ، مناصرة له ، وقد أصدرا بيانا يفصحان فيه عن خطّهما الصحيح دون موارات لأحد ، وأنهما ضد ما يقوم به بقية الشيعة من وقوفهم المجحف مع الإستبداد وضد خيار الشعب في المطالبة بالحرية. 

فالعالمان هاني فحص ومحمد حسن أمين رفضا رفضا باثا أن يُجهض أحد مساعي الثوار ويحثان الخطى لكسب المزيد من الأصوات حتى يشكلوا موقفا جادا في مساندة الثورة خلاف مواقف بعض الشيعة الغير المقبولة وبعيدة عن جادة الحق في دعمهم المطلق للنظام الغاشم ..

لقد كان نهجهما يتسم دائما بالرفض القاطع لسياسات الشيعة في لبنان ، تبنيا مواقف هامة تُخالف ما نلمسه من البعض هناك ، فالشيعة في لبنان ليسوا كتلة واحدة ، فهناك من يحمل أفكارا مخالفة ومناقضة لما يرسمه البعض ، ولا مجال للنظر إليهم نظرة واحدة وكأن القوم يتبنون رأيا واحدا ، هناك الرأي الرسمي المؤيد تأييدا مطلقا دون تمحيص أو تراجع ، سيخسر الكثير ، فالشعوب أطول أعمارا من حاكميها ، وهناك من يرفض هذا التأييد ويضعه في خانة تأييد الإستبداد وإجهاض حق الشعب في المطالبة بالحرية ، هو إذن رأي آخر غير الذي ألفناه منهم ، رأي يعبر بجرأة وبعقلانية عنوانهما الوقوف مع المظلوم أينما وُجد ..

نسأل الله أن تثمر الجهود ويضعف التحالف الذي يُغذي النظام الظالم ويُطيل أمده ويُطيل إجرامه ، ونرى إنفراجا على الأرض للشعب السوري والحل لمعاناتهم التي طالت وحصدت الأرواح البريئة ، نرجو من الله أن تُسفر هاته الخطوة على خلق صوت آخر ينضم للثورة ، ويُضعف موقف البعض ، وخاصة من يريد أن يجر البلاد لحرب طائفية لا قدر الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق