الأربعاء، 8 أغسطس 2012

ما يُخطط للمسجد الأقصى هو إعادة سيناريو المسجد الإبراهيمي ..







أضحى الأقصى عنوانا للحق في مواجهة الباطل ، بُني ليكون موضع عبادة ، هو الحق الذي يُجسده التاريخ والقرآن الكريم والسنة النبوية في أحقيتنا على مقدساتنا ، رسّخته رحلة الإسراء والمعراج ، حيث حملت فيه أمة الإسلام أمانة حمايته والذود عنه ..

بيد أن الآخر بنى رؤيته على أباطيل وأوهام من نسج خياله وخيال حاخاماتهم ، ردّدوها حتى أضحت عقيدة ترسخت في أذهانهم وسخروا لها كل القوة والدعم لتصبح حقيقة رغم زيفها ، والتاريخ يدحض مزاعمهم فقد بُنيت القدس قبل نزول الرسالات الثلاث بثلاثة آلاف سنة على أيدي اليبوسيين العرب ، التاريخ يُحطم أباطيلهم وينسف مزاعمهم ، فهنا يكمن دور العلماء في البحث والتنقيب عن تاريخنا حتى نقف على زيف أباطيلهم ..

فالبحث العلمي المكثف هو من سيكشف الحقيقة التي تنْسف مخططاتهم في بسط أياديهم على الأقصى الشريف ، الأقصى يُشكل لنا آخر معقل للعزة والكرامة نفخر به ، لذلك هم ماضون لنسفه ، وقد دأبوا على سياسات أثارت حفيظة المسلمين ، كان آخرها صورة تمثل المسجد الأقصى وقد أزيلت منه قبة الصخرة المشرفة ، وقد شكلت الإقتحامات المتكررة للأقصى وتدنيسه مؤشرات خطيرة تنبؤنا عن ما يُخطط له وما يُحاك له ، لكن ما يُلفت النظر هو تسابقهم المحموم وكأنهم يخافون من نتائج الربيع العربي التي ستُناهض سياساتهم ، وقد تُنسف مخططاتهم مستقبلا ، وإلا بماذا نفسر تسارع وثيرتهم في السعي لإقتسامه بغية السيطرة عليه وتهويده ، وكأنهم يُسارعون الزمن لبلوغه مبتغاهم ، إلا إذا كان هناك تفسير آخر نجهله ، والله أعلم

فقد صرح أحد أعضاء الكنيست ( زئيف الكين ) أنه سيسمح لليهود لدخوله لأيام محددة في حين يُمنع المصليين من دخوله في تلك الأيام ، وهذه بداية تقسيمه تمهيدا لتهويده ، هو إذن نفس سيناريو المسجد الإبراهيمي ونحن نُحيي ذكرى مجزرته المروعة هاته الأيام ، نقف على نفس السيناريو حين بسطوا آياديهم الآثمة على المسجد الإبراهيمي ، فما أشبه اليوم بالبارحة ..

هي إذن رسائل عديدة مررها الإحتلال على ممر الزمن لكن لم نفهمها في حينها أو لم نستوعبها ، من حفريات وإقتحامات وتهويد ممنهج وغيره ونحن عشنا في وَهم ، فمادام الاقصى باق فلا خوف عليه ، في حين هم ينتقلون من فصل لآخر حتى يبلغوا آخر فصل في مخططاتهم وهو السيطرة عليه بالكامل ، لا قدر الله ..

لقد علت الأصوات هنا وهناك لكن دون جدوى دون أن تُوقف سياسات الإحتلال وتتصدى لها ، وقد دعت مؤسسة الأقصى إلى تحرك فوري وعاجل لمنع تنفيذ هذا السيناريو ومغبة تبعاته كما دعت أهل القدس في الداخل ومن يستطيع الوصول للأقصى من أهل الضفة الغربية إلى تكثيف شد الرحال والرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى ، صحيح لن يقف المقدسيون مكتوفي الأيدي أمام هذا المنعطف الخطير ، لكن حماية المسجد الأقصى ليست مسؤوليتهم وحدهم ، هي مسؤوليتنا جميعا ..

في حين طالبت بعض الشخصيات الهامة في الوسط الفلسطيني للوقوف بحزم ضد ما يُحاك للأقصى ، وذلك بعودة الزخم للميادين ، فالأقصى عنوان كرامة كل المسلمين ..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق