الخميس، 30 أغسطس 2012

شتّان بين تصريحات مسؤول فلسطيني وكلمات السطان عبد الحميد ..

قال تعالى:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } (البقرة:120)
من يقرء القرآن بتمعن يقف على خصال اليهود وأحوالهم وصفاتهم التي أضحت لصيقة بهم ، فهم أشد عداوة للإسلام وأهله ، وقد كادوا للإسلام منذ المهد ، رغم أن نبينا الكريم عاملهم معاملة كريمة مذ حل بالمدينة ولم تخِف عداوتهم للإسلام حتى يومنا هذا ، رغم أنهم وجدوا فيه سعة لم يجدوها في غيره ، فردوا الجميل بنكرانه ، واستمر مكرهم بالإسلام إلى يومنا الحاضر، فإن كانوا في حالة هدنة بثوا السموم والدسائس وأشعلوا نار الفتنة والفرقة وفرقوا الشمل ، وإن كانوا في حالة حرب سفكوا الدماء وروعوا الآمنين ، وعثوا في الأرض الفساد ..

وهذا هو حالهم الذي قصه علينا كتاب ربنا ، مهما واددتهم وصادقتهم وسالمتهم وعقدت معهم أتفاقيات لن تنال رضاهم أبدا ، لأن أنفسهم أُشربة العناد والمكابرة ، فهم علموا الحق وعلموا أن نبوءة نبينا صادقة إلا أنهم حادوا عن الحق مكابرة وعنادا ولعياذ بالله ..

قال تعالى :
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} إلى آخر الأيات ، سورة الإسراء

مهما طال الظلم فله يوم وينجلي ويزول مهما أُرصد له من دعم لأن الباطل مقطوع من الحق ، مبثور منه ، وإن كان وعد الله صادقا واعلانا منه عز وجل بحتمية زوال الظلم وزوال الظالميين ، كيف بمن يخرج علينا بتصريحات تُخالف وعد الله ليفجعنا بكلمات تزيد من الجرح النازف وتشعل نار الفرقة ..

تصريحات لن تخدم القضية ولن تنفعها بل ستزيدها تأزما وهو تسليم بالإحتلال واعترافا به وتوقيع شيك على بياض ، ولن يحضى في المقابل بأي شيئ سوى التدمر من تصريحاته وتأزيم الوضع ، تصريحات لن تقبل ولن تمرر حتى وإن صدرت من إنسان عادي فكيف إن صدرت من مسؤول ، زد على ذلك هي تصريحات فيها إجحاف في حق اللاّجئيين وأصحاب الأرض وفيها تكريس للأحتلال وشرعنته ووو...

ومهما كانت الذرائع والمسوغات تبقى تصريحات غير مقبولة تزيد من اتساع الشرخ وهزت مشاعر المسلمين قاطبة ، فلسطين ليست للبيع وليست إرثا لأحد حتى يتصرف فيها حسب هواه ، ففيها مقدساتنا وهي وقف لكل المسلمين ، فقد ذكرنا هذا يوم أن طُلب من السلطان عبد الحميد أن يتنازل عن فلسطين ليقول كلماته الشهيرة : ....فإني لن أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من فلسطين ، فهي ليست ملك يميني ، هي ملك الأمة الإسلامية .......أما وأنا حي فأن المبضع في بدني ( أي سكاكين تقطع جسده) لأهون علي من أن أرى فلسطين وقد بترت من دولة الخلافة وهذا الأمر لن يكون إني لا أستطيع تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة ..

لله دره كيف حمى فلسطين وعدّها ملك لأمة الإسلام وليست ملك يمينه يتصرف فيها كيف يشاء ، تصريحات تخدم الإحتلال وتزيد من أمده على أرضنا ومقدساتنا ، فهو كيان غاصب وُجد بالقوة وفرض الأمر الواقع ولن يدوم مهما بنى من مستوطنات فما بني على باطل فهو باطل ، فكل بناء بني على أُسس هشة مآله الهاوية ، والواجب مواجهته حتى دحره عن فلسطين والمطالبة بالحقوق المشروعة ووقف الإستيطان وقضم الأرض ووقف الإنتهاكات وما يتعرض له الأقصى المبارك من تدنيس ، والأجدر الإلتفاف حول القضية والعودة للم الشمل والإعتذار للأمة ، فالتصريحات هزت مشاعر كل غيور على ثرى فلسطين الطاهر.. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق