الأربعاء، 8 أغسطس 2012

من له مصلحة في زعزعة أمن واستقرار مصر ؟؟





شيعت مصر شهداءها في جو مهيب وهي تلملم جراحها ، فقد لفّ الحزن كل أرجاء مصر وقد انتفض الشارع المصري للحادث وككل حادث تكثر التصريحات وتعلو الأصوات بل وأحيانا يطلق البعض أحكاما جزافا قد تشوش على سير التحقيق ومعرفة الجاني الحقيقي .

وككل حادث يتبادر العارفون والمحللون بالسؤال المعتاد : معرفة من المستفيد ستقودنا للفاعل الذي يختفي خلف هذا العمل الإجرامي ، فقد يكون المخطط للإعتداء معروف وآيادي التنفيذ حتى وإن أختلف المحللون في معرفتها ، تبقى آياد قدمت خدمات مجانية لأعداء مصر ، فالكل وقف على انفراجات بين مصر وغزة وما رافق ذلك من أجواء تفائل وتحسين علاقات وفتح الأبواب وإقامة جسور تنفست غزة الصعداء ، وتغيرت العلاقات عن السابق والتي كانت تتسم بعدم المبالاة ، إذن إنفراج في الأجواء منحى إيجابي
فمن له المصلحة في تكديرها ؟؟ ومن له المصلحة في خلق جو احتقان وتأزيم الأوضاع ؟؟

ورغم أن التحقيق لم يكشف بعدُ الجاني ، رمت بعض الأقلام وبعض التعليقات والتغريدات كل القوم دون تمييز بين الصالح ودون ذلك ، ودون تمحيص بل بلغ بهم الحد أن حملوا محمد مرسي المسؤولية فيما جرى وأوعزوه للتقارب وفتح الأبواب مع غزة وأن هاته النتيجة كانت منتظرة ، تكهن وأحكام مسبقة دون معرفة الجاني حتى يخلقوا بذلك جو توتر ، بيد أن الحكمة تدعو أن نتريت ولا نتسرع في إستصدار الأحكم المسبقة حتى معرفة الحقيقة ، ولا نُعمم ففي التعميم ظلم للآخرين ..

هذا العمل الإجرامي المراد به خلق جو مكهرب بل والغاية من منفديه تأليب الشارع المصري على محمد مرسي فهناك فلول لم يرقها سياسة الرئيس الذي يسير بخطى واثقة وحثيثة ، وروية وهناك من اغتاض من توطيد العلاقة بين مصر وغزة ، وهناك من أراد أن يضرب عصفرين بحجر واحد ، تأليب الشارع على الرئيس المصري و تشويه صورة حماس رغم أنها بريئة من دماء الشهداء ، وليس لها أية مصلحة في توتير الأجواء التي تحسنت وارتقت حتى بلغت حد إنشاء منطقة حرة للتجارة بين غزة ومصر ، هذا حقا لن يهضمه البعض خاصة أعداء الطرفين ، وهناك من يُريد أن تظل الأجواء مكهربة لغاية في نفس يعقوب ..

الجاني يُدرك أنها ضربة قاصمة لكلا الشعبين ، تحركت الأقلام بعدها وجيشتها البعض حتى تقلل من شعبية الرئيس محمد مرسي ويلتفوا حول الجيش لأنه في زعمهم هو الأقدر على حمايتهم وأن الحل عودة حكم العسكر لا قدر الله ، وإلا بماذا نفسر شعارات مناوءة لحماس والرئيس محمد مرسي رفعها البعض في موكب التشييع..

من قام بهذا العمل الإجرامي يُدرك أن استقرار مصر معناه بناء مصر جديدة على أسس متينة ، وهذا قطعا لن يروق لأعداء مصر ، وفي هاته الأجواء المشحونة لا يفوتنا تحذيرات ( اسرائيل ) لرعاياها من خطر في سيناء ، بماذا نفسر هذا !!!
حقا هذا يطرح أكثر من أسئلة

هي إذن رسالة ممن خطط حتى يُظهر مصر أنها عاجزة عن حماية حدودها و بموجب أتفاقية كامب ديفد تدخل ( إسرائيل ) على الخط، لتطلب من مصر خلق تنسيق امني ، فمن إطلع على تصريحات قادة الإحتلال لن يفوته هذا الإستنتاج ، مصر مستهدفة في أمنها واستقرارها وبدل طرح تنسيق أمني فالواجب إعادة النظر في الإتفاقية التي كبلت مصر وحرمتها الإشراف على جزء من أراضيها وحمايتها ، تعديل الإتفاقية حتى تعود لمصر السيادة على أراضيها ..

والملفت للنظر هو الشحن الذي خَلَف الحادث وكأن هناك نفوس تتحين الفرصة لتلقي التهم دون تمحيص ، وقبل أن يأخذ التحقيق مجراه ، خلّف الحادث حزنا عميقا وألما بليغا ، عندما نقف على الجاني عندها سيكون لكل حادث حديث أما لغة التعميم قد تلحق الضرر بالأبرياء وتزيد جو التوتر ، رغم أن المخطط لهذا العمل الإجرامي هو كل من له مصلحة في توتير الأجواء و زعزعة أمن واستقرار مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق