الجمعة، 3 أغسطس 2012

يوميات ريان في رمضان ..قصة رائعة ..






كالعادة وككل يوم يلتقي ريان بطلنا الطيب صديقه عمر في العمل ، ريان يتقدم للعمل وكله نشاط وهمة وحيوية وفاعلية ، بيد أن صديقه عمر نعسان ويُحس بخمول بالغ ورأسه ثقيلة لا يكاد يرفعها إلا بصعوبة وقد تكدست الملفات أمامه وهو يطلع عليها في فتور وكسل
هنا سأله ريان : مابالك يا عمر وكأنك لم تنم ليلتك أو قضيتها سهران ؟؟؟ !!!!

رد عليه عمر وهو يُغالب حرجه البادي على قسمات وجهه ، هو ذاك كل ليلة أُشاهد التلفاز وأتابع كل جديد من فوازير ومسلسلات فيمر الوقت دو أن أُحس به ، حتى وقت السحور وبعدها أتسحر وأصلي وأنام قليلا ثم آتي للعمل ..
هنا بدى الإستغراب على وجه ريان وقال له : لقد اطلعت يا صديقي على كريكاتير ساخر لكنه يعكس حقيقة الواقع ، يحكي عن شيطان يبكي وهو مُسلسل بسلاسل وبجانيه التلفاز يقول له : لا تحزن دورك أنا من سأقوم به !!!!!

وأردف ريان بنرة حزينة : يا عمر الوقت كالسيف إن لم تقطع قطعه ، إن لم تغتمنه في الصالحات سُئلت عنه يوم القيامة ، وجسدك هذا أمانة ليدك فاعطيه حقه في الراحة ، واعلم أن الدنا أيام يوم مضى لن ينفعك التحسر عليه إن أهدرته ويوم حضر اغتنمه في الطاعات ويوم سيأتي لا تعلم هل ستعيشه أم لا ..

فالمسلم يغتنم كل ساعاتها حتى تكون له ذخرا يوم القيامة ، لا ضير أن تُتابع البرامج الهادفة لكن بتوازن والتي تزيدك علما ومعرفة وتستفيذ منها ، وتُعينك عل فهم دينك فالإسلام لم يُضيق علينا لكن لا إفراط ولا تفريط ، لا أن تُهدر وقتك ويضيع أجرك فيه ، فليس المهم كم عِشت لكن الأهم كيف عِشت ، فهناك من الصحابة من عاش بعد إسلامه ست سنوات وكانت حافلة بالعطاء والبذل وأعطى لأمته الكثير واستفاذ من كل ثانية من عمره ولم يُهدرها وقد يتحسر عليها يوما ما لا قدر الله..

واسمع أخي عمر لهذه الدرر من الكلم الطيب وربّ سامع متعظ :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري
(ما من يوم ينشق فجره الا نادى مناد من قبل الحق :يا ابن ادم انا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود منى بعمل صالح فانى لا اعود الى يوم القيامه)الامام الحسن البصرى
(من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من امسه فهو محروم ومن لم يكن فى مزيد فهو فى نقصان ومن كان فى نقصان فالموت خير له)الامام الحسن البصرى

والله أقسم بالوقت ليُبرز لنا أهميته وحتى لا نهدره في غير محله ، قال تعالى :
{وَالْعَصْرِ .. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ .. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } سورة العصر
فلا تُصرف عمرك في تجارة كاسدة ، ولا تُشغلك الدنيا عن طلب الآخرة ، فأهل الخير في همة ونشاط وفي قيام الليل وقد آنسوا بالرحمان وخلوا به فألبسهم نورا من نوره ، وأهل المعاصي يحثون الخطى في بث سمومهم حتى يذهبوا بالأجر ، ويُفرغوا رمضان من مضمونه من شهر الطاعات لشهر الفوازير والمسلسلات !!!!
يا عمر ليس الصوم من صام عن الأكل والشرب فصوم الجوارح هو أبلغ الصيام ، ولا تنسى ما يُرافق هاته المسلسلات من ميوعة ، تُذهب بالأجر .

ولو علمنا فضل رمضان لتمنينا أن تكون كل أيامنا رمضان ، فهو مدرسة نتعلم فيها قوة الإرادة ونبلغ فيها منزلة التقوى وهي الغاية العظمى من الصيام قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة
حتى نبلغ تقوى الله في السر والعلن فالتقوى هي الحاجز لنا من كل شر والدافع لنا لكل خير ، ولا ننسى أن تلك المسرحيات وما يُرافقها من ضحك وهزل تُذهب بالمروءة وتفسد الصيام وتنقص الأجر ، ويضيع القوت .

رمضان ضيف عزيز لا يأتي إلا مرة في السنة ، تُنقى فيه القلوب وتقبل على الله وتؤوب إليه في خشوع وحبور طائعة راجية مغفرته وطامعة في جنته ، فما أسعد من أدركه ووفّاه حقه وسعد به وكان ممن شملتهم رحمة الله ومغفرته والعتق من النار ، ويا حسرة على من ضيعه في اللهو والمعاصي ولم يغتنمه فقد يكون آخر رمضان من يدري ، فمن أراد الجنة سعى لها ..

ما إن أكمل ريان نصائحه الشجية النابعة من قلب يحمل كل معان صافية ومفعم بالطيبة والإخلاص ، نصائح أسداها لصديقه وفاءا للإخوة التي جمعتهما ، حتى بدى الحزن والندم على قسمات عمر واغرورقت عيناه من الدمع وشكر له نصائحه الطيبة ، وتعهد أن يحفظ وقته وأن لا يُهرده فيمالا طائل منه ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق