الأحد، 3 يونيو 2012

كيف يستفيد وطننا العربي من تجربة ماليزيا نحو التقدم والإزدهار؟





تجربة ماليزية حقا تزخر بكل عوامل النهوض والتخلص من آثار التخلف نحو النمو والتقدم ..
ماليزيا قبل الطفرة:
كانت ماليزيا تعتمد على الزراعة وعلى إنتاج المواد الأولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ففشى الفقر فيها والأمية نخرتها والتناحر العرقي والبطالة فنتج عن هذا فئة عريضة فقيرة في مقابل ثروة مكدسة في أيد قلة قليلة وصراعات وصدامات تأخر البلد ..
ماليزيا والإنطلاقة :
فقد إعتمدت ما ليزيا على تحسين جودة كل الأعمال بأيد نظيفة وقوة إرادة جبارة حتى يقوى عودها فأتنقلت من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة وتجربة ماليزيا الرائدة حركتها وتبنتها عقول ماليزية بحثة فقد قرئت الواقع فوقفت عند نمودجين للتقدم : الأمريكي لكن للأسف يفتقد للقيم والياباني فسلكت تجربة اليابان التي تعتمد على الكفؤ مع الإخلاص في العمل وأن يكون المسؤول قدوة لغيره والعمل المتواصل الجاد..
إعتمدت ما ليزيا على كفائات ذاتية وخلقت جوا نظيفا يجمع كل الأعراق المختلفة بدل الصداماتها وحدتها لمصلحة الوطن ونبذ كل أشكال الخلاف وخلقت جوا مستقرا لنجاح التجربة فالإستقرار هو أساس النجاح..
يا له من درس بليغ لنا فأي بلد نخرته الصدامات إلا وتخلف عقودا عن ركب التنمية ..
إعتمدت ماليزيا على الموارد البشرية وحسنت من دخل المواطن حتى يبدل كل ما في وسعه لنجاح وطنه وركزت على تنمية كل المناطق لم تهتم بمنطقة وأهملت الأخرى فقد سلكت هذا الطريق حتى تنهض ماليزيا كلها ولا يكون النجاح مقتصر على منطقة دون الأخرى ..
خصصت ماليزيا إهتماما قويا بالتعليم فهو الركيزة وأهتمت بمخططين أكفاء وسلمتهم زمام الأمور -صحيح نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح..
إهتمت ماليزيا بالصناعات المحلية وشجعتها حتى تنافس غيرها من الصناعات عملت أيضا على تحسين الظروف المعيشية للمواطن من سكن -دخل -تعليم -شغل.....
قضت على الفوارق الطبقية حتى لا تتكدس ثروة البلاد في فئة قليلة ولا ينتفع بها المجتمع كله بل مشاركتها مع الجميع ..
أنشأت ماليزيا مؤسسات دعمت الإقتصاد مثل مؤسسات الزكاة بيت المال الأبناك جامعات عالمية كي تدعم النمو وهذا نمودج رائعر حداثة متوازية مع إسلامنا..
ففي فترة وجيزة قضت على الفقر والبطالة بشكل ملحوظ وعلى الأمية وقد عصفت أزمة مالية بالإقتصاد الأسيوي فعمدت الحكومة بحنكة ودراية حتى تفادتها دون أن تغرق البلد في مستنقع الديون وقد خرجت بوضع أحسن..
إعتمدت ماليزيا على التداول على السلطة فهذا عامل جيد في إعطاء الفرص لإختيار الكفؤ ويتجدد الإبداع ويعطي المسؤول أفضل ما عنده .
العمل الدؤوب حتى حل كل المشاكل التي قد تقف حجر عثرة أمام أي تقدم وإزدهار ..
فقد كانت حقا تجربة رائدة ونقلة مهة من الفقر والتخلف نحو التقدم والتطور ماذا لو إعتمدنا عليها وإستفدنا منها وأعتمدنا نحن أيضا على عقول أبناءنا المهاجرة وخلقنا لهم جوا نظيفا وبيئة صالحة وشجعناهم على العودة خدمة للوطن حتى نستفيد من أدمغتهم ..
فما أحوجنا اليوم لمن يحمل لنا رؤيا متفائلة ومتزنة وخططا عملية كي ننهض من كبوتنا ونلحق ركب التقدم وندرك حقيقة المسؤولية فقد عمدت ما ليزيا على خطط حديثة متوازية مع مؤسسات إسلامية ومع التجديد بما يوافق ديننا وبلداننا تزخر بخيرات جمة فلو إعتمدنا على كفاءات عالية أمينة حتى نحضى بطفرة نحن أيضا..
والمهم هو الإخلاص وترجمة الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع وحفظ أمانة المسؤولية ..


هناك تعليقان (2):

  1. نحن مشكلتنا اللتي قامت لإجلها الثورات العربية هي تغيير النظام السياسي لإنه هو الذي وقف في وجه التطور وأغرق البلاد بالفساد لذلك علينا أن نتابع في هذا العمل حتى نغير هذه الأنظمة الفاسدة ونأتي ب ناس في خير وأيديهم نظيفة - ولابد أن يكون هناك تداول للسلطة - الإحتكار على فئة معينة هو الذي يجعلها قوية وتخلي البلد يغرق في البلاوي اللي مالها أول ولا تالي


    وأسجل إعجابي بمدونتك وأتمنى لك التوفيق في الدنيا والآخرة

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك جزيل الشكر على كلماتكم الطيبة ودعاءكم الخالص بارك الله فيكم وجزاكم الله ألف خير..
      ما تفضلت به صحيح فالشراكة وتداول السلطة وعدم الركون للشخص بل لبرنامجه، وخلق جسور الحوار وتشكيل قوة في وحدة كل الأطياف هي من ستأخذ البلد لبر الأمان إن شاء الله
      شكرا جزيلا لمشاركتكم مدونتي

      حذف