الخميس، 14 يونيو 2012

القدس تنشد الفاتحين وليس السائحين ..







أولا حتى نستبين الأمر فالموضوع لا يحلل فتاوي العلماء كلا فالفتوى لها أهلها وعلماءها الأجلاء وقد أجادوا فيها وجزاهم الله خيرا فالموضوع يتناول الحدث من جانب آخر.

من يحب القدس حقا يأتي لها محررا لا سائحا:

القدس أرض عربية وهي اليوم ترزح تحت نير الإحتلال والواجب منّا كمسلمين أن نسعى جاهدين لتحريرها من أيدي الغاصبين بدل دخولها تحت مظلة الإحتلال ،  الواجب أن نفكّ قيدها وأو نرجعها عروسا كسابق عهدها أما زيارتها اليوم وهي تئن تحت الإحتلال ماهو إلا شرعنة للإحتلال زيارة تطفي طابعا التطبيع ..

فأي زيارة وأي قلب سيسعه أن يراها وقد غادرها أكثر أهلها طبعا قسرا وبأي عيون سيراها زائرها هل بعيون عربية مسلمة أم بعيون الإحتلال ؟؟
وكيف يتسنى لزائرها وهو يرى عروس المدائن مكبلة بالأغلال ؟؟..وما جدوى زيارتها وهي تحت الإحتلال ؟؟
أو ماذا ستزيدها هذه الزيارات ؟؟ وما ذا سيترتب عنها من آثار سلبية ومن زيادة هوة الشقاق بين صفوف المسلمين وحتى بين الصف الفلسطيني بين معارض ومؤيد للزيارة ؟؟..

ومن غالط نفسه وقال أن الزيارة فيها دعم لإخوتنا هناك أسأله أي دعم وأي مساندة وزيارتها قد تدوم لسويعات أو لأيام وبعدها نتركهم كي يكابدوا الويلات  ونحن محمّلين بألبوم صور للقدس !!!
وهي حزينة وسجينة وووو...

المسلمون بعيدين عنها وهم يتجرعون ألما فوق ألم وغصة ما بعدها غصة وحسرة في ضياعها بعدما حررها صلاح الدين فمن واجبنا أن ندخلها فاتحين مرفوعي الرأس لا أن ندخلها تحت إحتلال هذه الزيارة سيربح منها المحتل لا غير..

الدعم الحقيقي للقدس هو البحث عن السبل لتحريرها ودعم أهلها المقدسيين والتعريف بمظلوميتهم في أرض آباءهم وأجدادهم والتخطيط لنصرتها وحشد الهمم لتحريرها أما زيارتها فهو تفريط أولا في شعورنا  نحوها كمسلمين وكأرض عربية إسلامية خيانة ، تعد زيارتها وهي تئن تحت وطئة الإحتلال  خيانة لها ..


في زيارتها مفاسد وسلبيات جمة ولا أجد لها إيجابيات تذكر ..في أي شيئ ستجدي زيارتها والتباكي عليها؟؟ ولا أفهم كيف أن البعض وضعها وخندقها في إطار تاريخي وألبسها لباسا لا يوافقها فعهد النبوة مدعوم بوحي من الله في كل خطوة خطاها سيد الخلق وكان الوحي دعما له من الله فبدل إيجاد لها منفذا في تاريخ الإسلام ونحشرها فيه فالأولى أن نحشد لها الدعم لفكّ أسرها فالأحداث في الإسلام لها وقتها ولها الحكمة منها ..

فعلى الأثرياء العرب من يمنّون أنفسهم بزيارتها أن يجنّدوا أموالهم لنصرتها ونصرة أهلها فدورهم تتعرض للهدم لا للتصاريح البناء ، وحتى لما يبنوا تأتي الجرافات لتدمر ما بناه ، بل ويفرضوا عليه دفع من أمواله لحتى يهدم بيته بيده هذا هو المواطن المسلم هناك فحتى نكافئه بدل أن نبني له بيتا ونعرّف العالم بسياسة الإحتلال نأتي نحن كي نزورها ونتباكى عليها وعليه ...

أنزورها حتى نرى مساجدها وقد حولها المحتل لإسطبلات للخيول ؟؟ أم لكي نرى مساجدها وقد حولت لمطاعم ودور يحتسي فيها المحتل أم الخبائث ؟؟ أم لكي نرى كيف غادرت الحمائم سمائها وحلت الغربان السود سماءها وأرضها وجوها ومياهها وكل شيئ جميل فيها حولوه لقبيح ..

من يتمنى أن يزورها فليتمنى أن يلقى الله شهيدا على أعتاب الأقصى المبارك أو من يمنيّ نفسه أن يدعمها بزيارة لن تجديها فليدعمها بكفالة أيتامها والعمل على تحرير أسراها وترميم بيوتهم والتخفيف من محنهم ومسح دمعهم والسعي لترميم المسجد الأقصى المهدد بالهدم والسقوط في أية لحظة ..

فبدل زيارتها الآن ودعوة المسلمين لزيارتها وترسيخ أقدام المحتل على ثراها الطيّب دعوتهم للتعجيل بتحريرها والتعريف بمكانتها وبأحقية أهلها الأصليين بها وبقراءة التاريخ من جديد حتى نعرف عدونا ونعرف كيف نواجهه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق