السبت، 30 يونيو 2012

ما الحكمة في إستبطاء النصر رغم ما بذل له من تضحيات جسام ؟؟

فقد ضمن الحق عز وجل للفئة المؤمنة النصر فالمؤمنين محصنين  ممنوعين من أن ينالهم ضيم أو سوء  ظاهرين ، فإذا كان الله قد وعدنا النصر وضمنه لنا فهل بذلك نتكاسل ونتخاذل مادام الله يدافع عنا ؟؟ !!!
فالشعوب القاعدة المستريحة والتي جاءها نصر لم يكلفها عناءا وجاءها سهلا هينا لن تقوم لها قائمة ولن تخرج مكنون طاقاتها فالنصر السهل والذي جاء على طبق من ذهب من السهل ضياعه وفقدانه..

لأنه لم تبذل دونه تضحيات عزيزة ولم تتدرب النفوس على الحفاظ عليه أو الدفاع عنه..
فالنفس المدربة على خوض المعارك الصّعاب ، تكون قد تدربت على شكر الله عند النصر وعدم الفشل للهزيمة والرضى بقضاء الله مع معالجة مكامن الخلل وأسباب الهزيمة وتجاوزت الخوف عند ملاقاة الخصم وتخطي نقاط الضعف ..
ففي الملاقاة تسقل النفوس وتعرف معادنها وتعرف من سيكون معك حتى النهاية ومن سيتوقف في منتصف الطريق ومن سيخذلك ومن سيطعنك في ظهرك ومن ومن...

قد يستبطئ النصر رغم ما بدل من تضحيات فقد تكون النفوس غير مؤهلة لنيل ذاك النصر وقد تضيّعه بسهولة وتفقده في وقت قصير ..

وقد يستبطئ النصر حتى نجود بكل غال ونفيس حتى أنفسنا نهبها في سبيل الله ونرخّصها له ..

وقد يستبطئ النصر حتى يتأكد رب العزة أن جهادنا كان خالصا لوجهه الكريم وإعلاءا لكلمته لا لمغنم أو منفعة ترجى ..

وقد يستبطئ النصر لأن الأمة لم تنضج بعد ولم يتم بعد تمامها ولم تحشد كل طاقاتها ولم تتحفز وتتجمع كل خلية فيها لتعرف أقصى المدخور فيها من قوى وإستعدادت فلو نالت النصر أنذاك وهي لم تستعد له فقد تفقده ..

وقد يستبطئ النصر لتزيد وتتوثق هذه الأمة صلتها بربها وهي تعاني وتتألم وتكابد وتصبر ولا تجد إلا الله سندا ولا متوجها إلا إليه في الضراء وهذه الصلة بينها وبين خالقها هي الضمانة الأولى لإستقامتها على نهج ربنا فتكون في حمى الله ولا تنحرف عن الحق والعدل إن أتم الله لها النصر ..

من أجل هذا وغيره مما يعلمه الله ونجهل كنهه نحن البشر قد يستبطئ النصر فتتضاعف التضحيات وتتضاعف الآلام ويستمر دفاع الله عن الفئة المؤمنة حتى يتم لها النصر في النهاية إن شاء الله
سيأتي النصر حال تصفو النفوس وتتجرد لله وحده وتتطهر من كل ما يشوبها فتضحى نقية رقراقة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق