الجمعة، 29 يونيو 2012

النجاح ليس نهاية المطاف بل هو البداية





النجاح ليس نهاية المطاف ولا يكتمل إلأ إذا إنتقلنا من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق ، والنجاح خطوة نحو وضع حجر الأساس لبناء أهدافك المشروعة التي سعيت لها ووظفت كل طاقاتك وجهدك لها وأدخرت لها وقتك حتى بلغتها ، فالنجاح هو بداية بناء صرح شامخ بمعاول الإخلاص والصدق مع الله ، وكم من نجاح لم يُحفظ فتلاه الفشل الذريع ، فرحة النجاح لا تكتمل إلا حين يكتمل البناء الشاهق وتتحقق الأهداف ، وحين تبقى وفيا لمبادئك وشعاراتك ولا تتحول عنها ولا تنسى كل من ساندك ومن كان لك العون ، وحتى تبقى مخلصا لتعهداتك ، وأن تظل شريفا نزيها ، لأن النجاح أحيانا ينسينا الوفاء وتأخذنا نشوته ، وتبعدنا عن إتمام ما بدأناه . أو نقف في منتصف الطريق ..


فأفعالك اليوم التي تعدّت الأقوال بعد النجاح هي الفيصل ، وهي من ستحدد هل حقا كنت مستحقا النجاح أم فقط جعلته مطية لتبلغ مآربك وبعدها تتملص من تعهداتك ، وتنسى نِعم الله ومننه عليك ، وقد تبلغ قمة النجاح ومع هذا يتكدر صفْو حياتك ولا تحس بالسعادة المنشودة ، السبب بسيط فقد تكون الأهداف مشروعة لكن الوسائل التي أوصلتك له غير مشروعة فتُحرم لذة السعادة ، مشروعية الهدف لا تغنيك عن مشروعية الوسائل وأن تختار أنجع السبل لتوصلك لهدفك المنشود ،..


ومهما بلغت قمة هرم النجاح مالم تطور من أهدافك وتزيد من فاعليتها وتغيّر فيها نحو الأفضل ، فسيصيبك الجمود والركود وتفتر همتك للعطاء ، فالكون في حركة دائمة وكذلك أنت إسعى دائما للتجديد ، والتطوير ولا تقف عند حد النجاح بل تخطاه فالعلم لا حدود له ، والأهم حافظ على نجاحك وزوّد خبرتك بتجارب غيرك ، وأسقل بها مواهبك ، وأستفد من تجارب من سبقوك في هذا المضمار إجعلها نُصب عينيك حتى لا تقع فيما وقعوا هم فيه من أخطاء لا قدر الله ، وقيّم خطواتك فقد تغيب عنك أمورا تُعدها من الصغائر وجزئيات لا تلقي لها بالا قد تحوّل نجاحك لفشل ذريع ، إعمل على تطوير مهاراتك وزد همتك في العطاء وثقتك بنفسك وتحلى بإرادة قوية وأمضي في طريق النجاح فهو كما أسلفنا البداية ..

وحين ترى أهدافك وقد تحققت ولم تكن أمنيات بل حقيقة مشاهدة مجسدة على أرض الواقع ، أخذتك لنقلة نوعية ولمست تجلياتها عليك ، فقد وُفقت وبلغت تمام النجاح بعون الله ، أما حين ترى نجاحك لم يُغير من حالك شيئ وأحسست أن أهدافك ناقصة لم تتحقق كما كنت تصبو وترجو ، فغيّر من الوسائل التي إتخذتها دعامة لبلوغ النجاح وجدد فيها ، حتى تتحقق كل أهدافك عندما ترى كل ما سطرته أضحى حقيقية وقد بانت معالمه في الظهور ،فأستثمر نجاحك في خدمة الإنسانية ، وأجعلها تعود على أمتك بالنفع و أن تظلل الكل بمظلة نجاحك ، وأن يطال نجاحك كل من حولك ، فالنجاح هو النواة الأولى وما بعده أكبر ، فالعمل الدؤوب هو من سيحفظ نجاحك ، وسطّر لأهداف قابلة للتحقيق حتى لا ينتابك الإحباط حين تعجز عن تحقيقها ، فلن يكون الطريق سهل حتى تبلغ بر الأمان ستصادفك عراقيل جمة هنا ستزيد مسؤولياتك فتحصن بالحمى الآمن برب العزة وأطلب منه العون وحين ترى ثمار نجاحك وقد أينعت فأسجد له سجدة شكر على نعمه التي إكتنفك بها ، وخصك بها دون غيرك ، وعلى أن سهّل لك الطريق ودلل لك كل الصعاب حتى بلغت ما كنت تنشد ..
فلولا عون الله الذي أسبغه علينا لما كان لنا موقع في الحياة ولما بلغت مُناك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق