الأربعاء، 27 يونيو 2012

قراءة في نص كلمة الرئيس المصري محمد مرسي :




خطاب الرئيس جاء في وقت حساس وحاسم ومشحون ببقايا التوتر والتوجس من المستقبل وخصوصا إثر سيل من الشائعات التي غزت أذهاب البعض وما تلى عملية الإنتخاب ، الخطاب جاء بعد ساعات قليلة من إعلان الفوز التاريخي في حين مازالت شوارع مصر في أوج فرحتها بهذا النجاح .

إتسم الخطاب بالبساطة دون تكليف أو تصنع ، خطاب يفهمه الكل وخاصة الشريحة الأهم وعامة الناس ، هذه الشريحة التي تكره التنميق وتنشد البساطة وأن تتحول الأقوال لأفعال فالثقل أنهكهم ،

ركز الرئيس في خطابة على المصالحة وأولاها إهتماما كبيرا ، بل وأعادها بصيغ كثيرة لإبراز أهميتها ، فهو مطلب رئيسي وأساسي في هذه المرحلة العويصة التي تر بها مصر ، ولن تأتي المصالحة من فراغ بل بتكاثف الجهود والتوافق وخلق جو صاف للعمل فيه ونجاح المصالحة معناه نجاح مصر والقيام بنهضتها ، كان خطابا شاملا إحتوى الكل كل المهن وكل الشرائح وكل الفئات وكل المحافظات ، والكل علم موقعه لينطلق منه لدعم جهود الرئيس ويأخذوا البلد لبر الأمان..

بدد مخاوف البعض ومد جسور الحوار وأن يكون الكل يدا واحدة في خدمة الوطن ، تبقى التفعيل هو من سيمحي كل ما ترسخ لعقود في أذهاب البعض ، الشعب كله حين يكون ركيزة الرئيس سيقوى ظهره وتشتد شوكته ويشدون من أزره ، حتى يجتاز معهم التحديات ، الشهور الأخيرة شقت الشارعم المصري لشطرين ، فحين يقف على مبررات هذا التقسيم حتما سيزول الخوف ، الإختلاف من سنن الكون ، حين يتحول من إختلاف تناحر لإختلاف تكامل ستعلو مصر بكل أطيافها..

إن شاء الله سينجح في لم الشمل ورأب الصدع فقد كان الخطاب لغة عالية لكل المصريين حتى يكونوا معاول خير وبناء لوطنهم ، تعهد للمواثيق الدولية وهذا مهم في هذه المرحلة بالذات ، التصعيد ليس في مصلحة أحد الآن ولا لإستعداء أحد ، مصر تمر بمرحلة صعبة وتحتاج لتوفير جو هدوء وإستقرار ، ترسيخ الهدوء ضروري في هذه المرحلة الراهنة ..

مصر لها طاقة شبابية لا يُستهان بها ، كان النظام البائد لا يعيرها أي هتمام بل يُعدها ثقل وهمّ على قلبه ، أما في خطاب الرئيس عدّها قوة وذخر للوطن ، إستثمارها لخدمة مصر ، والنهوض بأمتنا ، فالشباب ركيزة المجتمع وقوته الفاعلية ، تسخير قوته لخير مصر ..

قرار مصر من الداخل ، هذا ليس كلاما عابرا أو كلام ليس له أُسس ، هو يعني ماذا يقول ، لن يتسنى ذلك إلا في ضوء إكتفاء ذاتي ، إستثمار مقدرات وثروات مصر للنهوض بها نحو الأفضل ، فمن يعطيك هبات حتما سيتدخل في قراراتك ، فحين تكون مصر قوية سيكون قرارها بيدها إن شاء الله ..

عمل الرئيس على أن تكون هناك توازنات في المشهد المصري ، توازن يخلق العدل وتكافئ فرص الكل ، حتى يستوي ميزان  العدل ..

حيّى الشرطة والجيش وحيى أعمالهم النبيلة في خدمة وحماية مصر ، حتى يزول الإحتقان ويرسي الأمن ، فهذا ضروري لجلب الإستثمارات ونهضة مصر فالإستقرار والأمن يجلب التنمية ، واسى عوائل الشهداء ووعد أن دماءهم الطاهرة لن تذهب سدى ، وأسكن جراحهم ..

الإعلام سلاح فتاك وهو من عمد لعقود لتشويه صورة الإسلامي ، وحشى أذهان الكثير بالأكاذيب حتى غزاهم الخوف ، فاليوم الإعلام يحتاج لتنظيف حتى يرقى لتطلعات الكل ، لا نريد إعلاما يصفق للرئيس ، بل إعلام لا يحابي أحدا يبرز المحاسن ويقيم الأخطاء ويصحح المسار..

رسائل إيجابية جائت في خطابة تنشد التكامل والإخاء : كان ينادي شعب مصر العظيم ب : أهلي وعشيرتي ، نداء ينبع من القلب ويفضي للقلب ، الكل إخوة الكل أهل ، إن شاء الله سيجد تجاوبا كبيرا ، ما يجمعنا أكبر بكثير ما يفرقنا ...

ومن أجمل ما قال من عبارات ماجاء في خطبة الخليفة أبو بكر رضي الله عنه ، هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تجذر قيم الإسلام في فكر الرئيس ، وكذا لفت أنظار الشعب لمحاسبة الرئيس ومسائلته إن فرقط أو خان أو عصى الله فيهم ، وهذا جديد على مصر عدم الركون لإستبداد مهما كان مصدره ..
وفقهم الله لما يحبه ويرضاه .. اللهم آمين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق