الاثنين، 25 يونيو 2012

مسؤولية أمة الإسلام في حماية وحفظ الأقصى المبارك




أمام الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك على مرآى ومسمع من العالم أجمع وأمام خطابات التنديد التي ألفناها والتي لم تجدي يوما نفعا وحتى التنديد خفّت حدّته ولم يعد يسمع له صدى أمام هذا كله من واجبنا أن ندرك حقيقة وقيمة الأقصى حتى نهّب لنصرته والذود عنه وصونه ..


الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو أحد المساجد التي تشدّ لها الرحال ، هنا تظهر لنا قيمته العظمى والمغزى من جعله مسرا ومعراجا لنبي الهدى حتى ندرك جيدا أننا مطالبون بنصرته وحمايته والسعي لتحريره وعودته لأحضان أمتنا من جديد ، ولواقعة الإسراء دلالات كبرى نعرف من خلالها قيمة الأقصى عند الله وعند أمة الإسلام أجمع وواجب الدفاع عنه أضحت أمانة على عاتقها ..

حلقة باب الأقصى وهي بمتابة المربط
عند وصول النبي الكريم لبيت المقدس وقد كان يمتطي دابته البراق من مكة إلى فلسطين  ،عمد الرسول الأكرم لحلقة على الباب وربط بها دابته البراق ، وهذه الحلقة كان الأنبياء السابقون عليهم الصلاة والسلام يربطون دوابهم عند قدومهم للمسجد الأقصى ومن المعلوم بالذكر أن المسجد الأقصى بُني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما وقد بُني الأقصى قبل مجيئ يعقوب عليه السلام ، تعرض للعوادي وهُدم وجدد بناءه الأنبياء الكرام  ، لكن مكانه هوهو الأقصى ولا شيئ تحته مما يزعم البعض  ..

إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في الأقصى المبارك

قد جمع الله تلك الليلة كل الأنبياء بمن فيهم أنبياء بني إسرائيل والرسل السابقين فأمهم النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة وصلى بهم ، طبعا نحن البشر نجهل كيف كانت هيئتهم أو كيف جمعهم الحق عز وجل لكن ما نفهمه هو أن أجساد الأنبياء لا تأكلها الأرض والدلالة المستفادة من إمامة الرسول الأكرم أنهم سلموا بنبوته وبرسالته وأنه خاتم الأنبياء ولو جاء موسى عليه السلام كما قال الرسول الأكرم لما وسعه إلا أن يتّبع رسالة خاتم الأنبياء، وكذا أتباع الرسالات الأخرى فقد علموا بالحق فإتباع الحق أحق ، ورسالته جاءت ناسخة لكل الرسالات السالفة..

تسليم مفاتيح الأرض المقدّسة للرسول عليه الصلاة والسلام
فهذه البقعة المقدسة من الأرض ، شهدت رسالات سابقة كثيرة والدلالة التي نستفيد منها حين سلمت مفاتيح الأرض المقدسة لنبينا الكريم كأنهم سلموا الأمانة والخلافة والعهد له ولأمته من بعده ..
فيا ثرى هل حفظنا العهد وهل حفظنا الأمانة كما يجب أم ضيّعناها وهاهو الأقصى يرزح تحت نير الإحتلال ويئن تحت وطئته ؟؟؟

فقد سُلّمت  مفاتيح بيت المقدس للنبي وأمته حتى ينهضوا بمسؤوليتهم نحو الأقصى المبارك ويسعوا جاهدين لحفظه  وأن يكونوا له الحماة وهذا الحدث يُعد بشرى لأمة محمد عليه الصلاة والسلام أن الأرض المقدسة ستتحرر إن شاء الله وسيعود الأقصى لحمى الأمة من جديد ، لأن وعد الله صادق ، وذلك لن يكون إلا حين تتوفر الأسباب له ،وحتى تكون الوحدة هي الأساس وهي من تخلق النصر ..

فهذه الدلالات هي بمتابة إعلان من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن الإشراف على الأقصى أضحى مسؤولية على عاتقها حتى تقوم بواجب النصرة والتحرير وترفع عنه الرجس وتفك أغلاله  ، وأن القيادة آلت إليهم  والإشراف على الأقصى أصبح مهمتهم ، ومن واجبهم أن يوطّنوا أنفسهم لحمل ثقل الأمانة  .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق