الخميس، 5 يوليو 2012

تكرار الحج وفقه الأولويات في فكر العلامة الفاضل يوسف القرضاوي..






لقد أخذت قضية فلسطين حقها الوافر من الكل فقط بالكلام أو الشجب أو التنديد دون بذل الجهود للتخفيف من الواقع أو الدعم المهم لصمود أهلها هناك ، ودأب الإعلام لنقل الصورة الحية في غياب رؤيا واضحة للتصدي بكل حزم حتى عودة الحق لإصحابهh ، فالمطلوب من المسلمين أن يعيشوا لقضيتهم الأم ويزرعون في قلوب ألأجيال الهمه حتى تدرك أهمية فلسطين وكذا مقدساتنا هناك .

فلسطين تحتاح منا للدعاء ولبذل الغالي والنفيس حتى تتحرر ، وتبقى شعلة تنير الطريق وتبقى حية في ضمائرنا ويرافق ذلك زيادة في الوعي حتى ندرك صراعنا الحقيقي ، وأن يحل العلم مكان الجهل ، فقد بدأت بوادر خير تطل علينا من كل حدب وصوب ، قادمة مع رياح التغيير ، حاملة معها تباشير الخير ، لقد إستفاقت أمتنا ، وأدركت معنى فلسطين في قلوب المسلمين وفي خلد ووجدان كل مسلم ..

ونحن على أبواب العمرة وسيتلوها الحج بعون الله تتألق الأرواح وتعبر عن حبها وشوقها لزيارة البقاع الطاهرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وقد تُكرر الزيارة عاما بعد عام ، وقد تكون هناك أولويات تُحتم عليها أن تجعلها في حسابها ، وما أثارني في هذا المقام فَهم متجدد في فكر العلامة القدير يوسف القرضاوي * تكرار الحج وفقه الأولويات*

قال في كلمته أنه سيأتي ناس في آخر الزمان يضربون في الأرض ، يبسط الله لهم في الأرزاق فيكثرون الحج وإلى جانبهم جيران لهم لا يجدون من يواسيهم ويسد حاجاتهم ، وقد جاء أحد الصالحين إلى بشر بن الحارث وقد كان من الزهاد قال له : أريد أن أحج وقد أعد لذلك مبلغا مهما من المال والعتاد تعادل قيمته اليوم الشيئ الكثير ، فسأله الزاهد : ماذا تريد بالحج هل تريد تزهدا ؟؟ أم إشتياقا إلى بيت الله الحرام ؟؟ أم إبتغاء مرضاة الله ؟؟ طبعا ليس حج الفريضة فهو واجب ، قصد تكرار الحج والعمرة ..

فأجابه الرجل : أبتغي مرضات الله ، قال له الزاهد : ألا أبلغك أمورا تُبلغك مرضاة الله دون أن تكلفك عناءا أو جهدا ، إكفل يتيما سد حاجة أخيك إكفي مؤونة محتاج ، إقضي دين مسلم ، إكفل أرملة  ، خفف عن معيل أعباء عياله ، داوي مريضا  ،أعن فقيرا ، جِد مآوى لمن لا مآوى له ..

فكل أعمال البر هاته هي من ستوصله لرضى الله ، وقد أشار فضيلة الشيخ أن فلسطين اليوم هي الأولى بتلك الأمول حتى تخفف من معاناتهم ، فالحصار الخانق على غزة ، يدعونا لنصرتهم ودعمهم علنا نجتهد في أن نوفر لهم حاجاتهم الضرورية بأموال تكرار الحج فهم محتاجون للدواء وللمياه الصالحة للشرب ولأمور ملحة وضرورية ، كما أشار فضيلته أن يُخلق صندوق سماه *بدائل تكرار الحج * تُجمع فيه الأموال وتنفق في حاجات المسلمين أو تسد ثغرة وما أكثر الثغرات ، وليقتصر المسلم على حَجة واحدة مفروضة وعمرة واحدة ، وينفق أمواله الأخرى في أوجه الطاعة وما فيها منفعة لإخوانه ويكون بذلك نال رضى الله دون تكلفة أو مشقة ..
حقا فهم عال لفقه الأولويات حتى نعرف أنه ممكن ترضي الله بأوجه عدة وبسبل كثيرة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق