الثلاثاء، 31 يوليو 2012

صفات القائد الناجح ..





حتى لا نتحدث من فراغ حين نتناول صفات القائد الناجح ، فالأولى أن نأتي على ذكر قائد حمل صفات إبداعية وأخلاق سامية أهّلته لبلوغ مصاف القادة الكبار، وخير قائد وخير قدوة لنا هو الرسول عليه الصلاة والسلام ، الصادق الأمين صفتان ميزتاه حتى قبل البعثة ، فهو قدوتنا سطر أهدافا عُليا تحمل قِيما كبرى : هداية الخلق وإيصال كلمة الحق لكل حدب وصوب .
والقائد الناجح هو من يُسطر أهدافا ويسعى لتحقيقها وإلا تاه وتاهت بوصلته ، وسار على غير هدى وأخطأ السبيل ..

له أهداف وله رؤيا ثاقبة صائبة للمستقبل ، يجد ويجتهد لبلوغ أهدافه ، فالمستقبل بناء شاهق والأهداف لبناته ، ومن صفات القائد الناجح أنه يمتاز بمرونة لا يتحجر فكره ولا يتجمد في مكانه ، فالكون في سير دؤوب ، والعالم يتغير والآليات التي اعتمدها فيما قبل قد تكون أدت ما عليها واليوم وجب تغييرها حتى تبلغ أهدافك . لأن الآخر تجاوزك ..

كل ما حولك يتحرك ويتحول ويتطور ويتجدد ، فلا تتقوقع في حيز ضيق رسمته بآليات عتيقة ، بيد أن الآخر جدد من وسائله ، فالقائد الناجح هو من يجدد في الوسائل ، القائد الناجح لا يستبد برأيه بل يُحاور من حوله فإن كان الرسول الأكرم لم يستغني عن مشورة أصحابه فالأولى نحن أن نقتدي به ، ففرعون قاد قومه لكن للهلاك حين إستبد برأيه : لا أريكم إلا ما أرى !!!!

القائد الناجح يجعل أتباعه يُشاركونه أهدافه فيكونون له العون ، فنحن بشر قد تغيب عنا أشياء أو تفوتنا ، ففي المشاركة تتم الإستفاذة من كل الأفكار ، ففي معركة بدر لم يُقدم عليها الرسول الأكرم حتى استشار كل من حوله وكان أعظم رد ، رد الصحابي المقداد بن عمرو ، نجاح باهر في الإمتحان فقد كانت كلماته بسلم للنبي عليه الصلاة والسلام تهلل منها وجهه الكريم واشرقت أساريره فرحا بها..
لن نقول لك كما قالت بنو أسرائيل لنبيهم إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، بل سنقول : إذهب أنت وربكا فقاتلا إنا معكما مقاتلون وأردف بكلمات حماسية : فلو خضت بنا البحر لخاضناه معه ولما تخلفنا عنك ..

فقد شاركهم الرأي فكانوا له نعم الصاحب ونعم السند والمعين ، لم يفرض عليه الجهاد ولو فعل لتبعوه خوفا ولما تم لهم النصر ، فالإقبال على الأمر بروح متفائلة وقابلية تكون فاتحة خير للنجاح ، الإقناع فن من فنون القائد الناجح ، لا للإستبداد بالرأي بل إقناع الآخر بما في يديك من شواهد ودلائل على صواب رأيك ..

القائد الناجح يُحب التغيير ويسعى له حين تُعطي كل ما في جعبتك فإن لم تُغير تسلل الفتور وضعُفت الهمم ، القائد الناحج هو من يزرع بذور الهمة فيمن حوله ويدربهم لتحمل المسؤولية حتى إن غاب سدوا فراغه ، ولا يدب فيهم الضعف أو يتيهون بمجرد غيابه ، فالنبي عليه الصلاة والسلام مدرسة في البذل والعطاء فقد درب الصحابة على أن يكونوا قادة ، تحملوا معه عبء المسؤولية وكانوا أشداد في البلاء حتى حين لحق بالرفيق الأعلى ساروا على نهجه بكل ثقة وأمانة ، كلهم قادة .

أقاموا العدل وكانوا خير خلف لخير سلف ، القائد الناجح نتاج مجتمع ناجح ، ليس من المعقول أن تكون أسدا تحكم أرانب !!! كلا سيخذلونك في مواقف حازمة ، أعددهم لكي يكونوا أسودا سيكونون لك نعم النصير وقت المحن ..

القائد الناحج لا يغفل عن جزئيات قد تكون قاتلة مستقبلا ، وهو من يصمد أمام التحديات والازمات ويبحث لها أن مخرج وعن سبل ناجعة لتفادي تداعياتها وعن الحلول الموفقة ، شيمته الثبات عند المحن ..

القائد الناجح يبحث عن مكامن القوة فيمن حوله ويستثمرها وينميها لتحقيق الاهداف التي سطرها سلفا ، لا للإستفراد بالقرارات يخوض الخطوب حسب قدرات أتباعه ، لا يخوض بهم خطوب يُكسر فيها شوكتهم ، واثق من قدرات أتباعه ..

الثناء على من حوله حتى يُعطيهم شحنة لزيادة العطاء ، تشجيهم بالمكافآت ، في حين يكون التأنيب بأسلوب خال من التجريح ، أسلوب المربي الرحيم ، وهذا خلق إتسم به الرسول الأكرم حتى توتي النصيحة أكلها دون أن تنعكس سلبا وتُغيظ القلوب وتترك فجوات وآلام قد لا تلتئم ، فقد كان رسول الله عليه لصلاة والسلام ، يُؤنب بطريقة رائعة : مابال قوم ....وهكذا
حتى دون ذكر من هم ، المهم هو بلوغ النصيحة دون إحراجهم ، حازم لكنه يحمل قلبا نقيا يصفح عن زلات أصحابه فبذلك توحدت القلوب في حبه وآنست بقربه وتألمت لفراقه عليه الصلاة والسلام ..
كان نعم القائد صلى الله عليه وسلم ..

هناك 3 تعليقات:

  1. مدونة جميلة كونها اقترنت بأمثلة من السيرة النبوية العطرة.

    ردحذف
  2. ابغا نفس الصورة بس فارغة

    ردحذف
  3. ردوا بسرعة ابغاها الحين

    ردحذف