السبت، 7 يوليو 2012

:) وداااااعا لحصارك غزة ...



حين أُغلقت كل السبل أمام غزة وسدّت في وجهها شريان حياتها معبر رفح ، حفرت الصخر بسواعد بنيها لم تركع لم ترضى الدنية بل بقيت صامدة ، ورغم ما كابدته من ألم وحسرة ، ظلت غزة ثابتة ، حفرت الأرض وجلبت الحليب وملابس العيد ، ومواد البناء وكل ما يلزم غزة لم تلن تلك السواعد ، بل جعلت من الأنفاق ملاذها للخروج للعالم حتى تلبي حاجات غزة الضرورية ، هو إذن الحصار الجائر ..

كشف للعالم حقيقة المحتل الذي عاقب غزة على نهجها المقاوم ، حتى بلغ به الأمر أن يمنع الحليب عن أطفال غزة ، توالت سفن الدعم لكسر الحصار ، وفي كل مرة تتصدى لها آلة المحتل وتمنعها من بلوغ غزة كم وقفنا على قلوب تتقطع كي تبلغ غزة وتقبل ثراها الطاهر ، وحتى إن جائت عبر معبر رفح أنذاك ، تعرضت للتماطل حتى تفسد المواد أو تُتلف ، طوابير من الشاحنات تنتظر العبور وكلها شوق لترسم البسمة على وجوه الصغار بلمساتها الحانية تمسح عنهم سحنة الحزن ، كانت غزة في أمس الحاجة لمن يُغيثها ، ويخفف عنها الحصار كم من أرواح أزهت أمام التماطل أو الإنتظار لفتح المعبر ..

وفي الآونة الأخيرة تناقلت الأنباء من مصدر مصري أن فك الحصار على غزة في طريقه للحل النهائي وقريبا سيفتح معبر رفح بشكل كامل أمام دخول كل ما تحتاجه غزة من الضروريات وهي خطوة رائعة ومهمة في إنهاء حصار دام زهاء الخمس سنوات عانى منه القطاع الأمرين ، هي إذن خطوة ستجعل الفرحة تتسلل للقطاع وتنسيهم وجع الحصار وآلامه ، فلهم إخوة لن ينسوهم وهو جادون لتخفيف معاناتهم ..

كما أن هناك جهود لتطوير معبر رفح وتجديده حتى يستوعب عدد الشاحنات التي تتكدس أمام المعبر وهذا فيه الخير للجانين وتحسين خدماته ، معبر رفح بوابة ستخدم البلدين بعون الله عندما تقف غزة على أرض صلبة وتنمو فأي خير ستنعم به سينعكس على مصر والعكس صحيح ، فالحصار كان ضررا على الكل غزة ومصر ..

هو قرار إيجابي سيخفف آثار الحصار وسينقد أرواحا من شبح الموت في رحلة البحث عن العلاج وكذا مرور الطلبة وزيارات الأهل ، مصر وفلسطين لا غنى أحدهما عن الأخر وتجمعهما روابط كثيرة ..

الجانب الصحي في قطاع غزة يعاني كثيرا فقد شهد ترديا ونقصا حادا في آلياته الطبية ، القطاع الصحي بالذات محتاج لتكثيف الجهود ودعمه حتى يستطيع تلبية حاجات القطاع ، خطوة تحمل تباشير جمة وتعزز صمود القطاع ، غزة في حاجة لدعم مهم من أشقاءها العرب حتى تقف من جديد على رجليها وتلعب دورا مهما في إغناء القطاع وتطويره فهم لا يحتاجون للرجال ، فسواعد بنيها حفرت الصخر ، بل تحتاج لدعم حتى يقوى ظهرهم ..

هي دعوة إذن للوقوف مع غزة حتى يكون لها مكان ، لا يكفي أن تعطيه كل يوم سمكة بل علمه كيف يصطاد ، عندما تتكاثف الجهود القيمة ويقدم الدعم المهم لخلق مشاريع في القطاع والنهوض به ، عندها ستشهد غزة مستقبلا واعدا بعون الله ، ولا نعتمد فقط على المساعدات وإن كانت مهمة وتسد حاجات الكثيرين لكن حين ندعم إقتصاد غزة حتما سيشتد عودها ، فذلك أفضل لأنك ستحيي فيه الهمة للعمل والمثابرة والعطاء بدل الركون للمساعدات وهم أهل للعطاء والبذل ..

خطوة مصر خطوة مشرفة تُحسب لها وتُحسب لصمود القطاع وأهله الذين صبروا وتحملوا المشاق بقلوب موقنة بالفَرج ، نسأل الله أن تتم هذه الخطوة على خير وتنعكس إيجابا على الجانبين غزة ومصر وكل فلسطين ، بعون الله ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق