الاثنين، 23 يوليو 2012

هل ستجد قضية فلسطين الحل يوما ما ؟؟









مرت القضية الفلسطينية من مراحل عدة حتى بلغنا هذا الواقع المرير ، حيث عكف الإحتلال لعقود على تقزيم القضية وإفراغها من زخمها الذي كانت تحضى به حين كانت محل إهتمام من الأمة ، ولما أضعفوهم جرجروهم في رحلة قاسية ، فيما يُعرف بمسلسل السلام !!!! لا زلنا نحيا تبعاتها إلى الآن ..
بعدما أُرجئت كل المواضيع المهمة للحل النهائي ، موضوع القدس واللاّجئيين ، والأقصى وو ..
يعني ماذا بقي للفلسطيني كي يُفاوض عليه !!! فَقَد كل أوراق الضغط وبقي ضعيفا أمام المحتل ، وهذا ما أضعف مواقفه ..

في حين استمر الإحتلال في سياساته التي إنتهجها مذ وطئت قدميه ثرانا الطيّب ودنسه ، للأسف صدّق البعض وعود الإحتلال وهلل وطبل وزمر وأن بعد برهة قصيرة سترفرف الأعلام وتكون لفلسطين دولة ويعود لنا ولو جزء منها !!
ونسي أن الإحتلال إن أخذ شيئا بالقوة لا يُعيده إلا إذا قوبل وجوبه بالقوة أو لغاية في نفس يعقوب ..

فما إنسحابه من جنوب لبنان إلا عندما وقف على حجم الخسارة التي تعرض لها دون أن يبقى له دور في تأجيج الخلافات الطائفية كما دأب عليه منذ زمن ، حتى يُضعفهم جميعا، لم يكن له حليف يوما ما على أرض لبنان ، الكل يُصنفهم في خانة اللأعداء ، حتى من خدموه لعقود ، فقط يُرتب عداوتهم حتى يتمكن من القضاء عليهم واحد تلو الآخر ، لكن حين إرتفعت فاتورة الخسارة لديه ، تنكر للعملاء في مشهد لن ينساه التاريخ ، ولن ينساه كل من يُعلق آمالا أو أوهاما على سياسة الإحتلال .

وقوبل كل صوت رفض التفاوض والتنازل على ثوابت الوطن بالقوة والقمع وكتْم الأصوات حتى لا يُعبر أحد عن رفضه ، التفاوض مع من إحتل أرضه !!! كيف يستسيغ أحد هذا المنعطف الخطير في قضية فلسطين ، وهذا كان فقط تذكير
وضروري أن يكون تمة حل لكل مشكلة فلا يوجد داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله ، المهم البحث عنه والوقوف عنده حتما سيكون خيرا ومخرجا لأزماتنا إن شاء الله ..

لكل عصر سلاحه والمهم كيف نستفيد منه ، لماذا لا نغتنم ما بأيدينا من وسائل تواصل ونخلق جوا نظيفا يجمع الكل تحت طياته ويعمل لهدف أسمى وأعلى تحرير فلسطين ؟؟
نخلق أولا عالم إفتراضي حتى تتكون لنا قناعة أننا ممكن أن نغير من حالنا ، نُلغي أي شيئ يبعدنا عن هدفنا ، ونبحث عن نقاط تقارب وما أكثرها ، لأننا ما إن نحكي لغة مغايرة حتى نتفرق وينخرنا داء الفرقة ونتحجر في مكاننا..

نعمل على تنظيف أذهاننا مما ترسب فيها لعقود ، من عبارات الإستكانة والرضى بالواقع وأننا لن ننتصر أو لسنا مهيئيين لذلك !!
عبارات عشعشت في أذهاننا وأوجدت لها بيئة خصبة صدقتها وركنت لها ، في حين ممكن تغيير حالنا إن نحن عكفنا على غسل أدمغتنا مما علق بها وبحثنا عن مكامن القوة فينا وطرحنا خلافاتنا جانيا وأزحنا كل ضعف كبل إرادتنا ، طبعا هذا في عالم إفتراضي حتى ننجح في لم الشمل ، وننجح في مسعانا ونخلق قاعدة مهمة تحمل نفس أهدافنا ، حينها ننتقل للعالم الواقعي لأننا قد وضعنا حجر الأساس لأهدافنا ، وخلقنا نواةَ ننطلق منها ، ونعلم أن التناحر خلق فئة إستغلته لصالحها ، فئة لا حس لديها اتجاه الثوابت واتجاه القضية برمتها ، وعلينا أن نزيح عنهم البساط وذلك بتغيير الخطاب من فصائلي لخطاب يشمل الكل ..

هذا أولا ثم التغيير في الخطاب بدل الدفاع عن مقدساتنا نُبرز أحقيتنا لها وأننا نحن أهلها طبعا بدلائل وحجج حتى يتقبلها العالم ، نعالج كل الأمور المستعصية بخطاب موزون ونقف عند الخلل ونخلق لغة يفهمها الغرب ، بدون تعصب بل بذكاء وحكمة ، مثلا : هناك قرارات صدرت في حقنا ، مثل قرار العودة وغيره لماذا لا نُطالب بتفعيلها؟؟
الإستيطات الغير المشروع وهو أجحاف في حق فلسطين لماذا لا يكون لنا صدى حتى يكون للعالم وقفة معنا ، حقوق الإنسان المنتهكة ، والإحتلال قد وقّع على مواثيق حقوق الإنسان وهو الآن يضرب بها عرض الحائط وغيرها ....

التظاهر حق مكفول لكل مواطن للتعبير عن آراءه بسلمية ، ومن حقه أن يُعبر عن واقع مزري مُعاش أو حادث مس مشاعرهم ، مثل زيارة قيادات الإحتلال وكيف قوبلت بوحشية بدل أن يصطفوا إلى جانب خيار الشعب ، كيف يُمكن أن نستفيد من هاته الطاقات التي خرجت رافضة للزيارة ، فهي تحمل نفس همنا ، ورأينا كيف قابلتها السلطة بوحشية ، و شوّهت منبعها وقللت من شأنها بل ونسبتها للبعض لحساباتم الشخصية ، حتى تنال منها ..

ولا ننسى أهلنا في المهجر لهم دور كبير في التعريف بالقضية ، فهم يتحركون بأريحية أكثر من الذين في الداخل ، وكيف يكون لهم صوت ويتغلغلون في النسيج الأوروبي لصالح القضية ، وتكون لهم مراكز قوة هناك وحتى يشغلوا مناصب مهمة كي ينفذُ صوتهم ويوصلوا صوت الداخل للخارج ، ويتفاعلون مع القضية في كل الأروقة ، حتما سيكون لهم لوبي ضاغط يوما ما إن شاء الله ..

تغيير الخطاب حيث يشمل الكل ، كل الشرفاء وقطعا لا يخلو فصيل منهم ، وتكون فلسطين هي العنوان ، وهي الهدف وهي الشعار ، ومعلوم أن الضفة تعيش واقعا إقتصاديا هو الأصعب من نوعه أصعب حتى من الذي عايشته زمن الإنتفاضات ورغم ذلك تحررت من عقدة الخوف ورفضت سياسات الإحتلال وتوحدت الأعلام وكان الكل يحمل هم فلسطين لا غير ، رأينا كيف نجحوا في هز العالم وفي إحياء قضية فلسطين من جديد ، الفرقة لا خير فيها..
والله أعلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق