الجمعة، 13 يوليو 2012

رمضان مدرسة تسمو الروح ..

قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة ..


هذه الصورة مصغره ... اضغط هنا لعرضها بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 640x400 والحجم 159 كيلوبايت .



المؤمن كل أيامه طاعة وكل عمره يغتنمه في الأعمال الصالحة ، لذلك حين يحل رمضان يجده قد تهيأ وتأهب لإستقباله ، ففيه يُضاعف الأجر وتزيد الحسنات ويُجزل العطاء ، وتكون المكآفة في العيد ويوم القيامة تجد أعظم مكآفئة الجنة إن شاء الله ..

ففي العيد توزع الجوائز وما أغلاها من جزائز ، حيث تحل الرحمة ويغفر الذنب وتُعتق الرقاب من النار إن شاء الله ، ولنعلم أن كل عمل إبتغيته به وجه الله إلا كُتب لك به الأجر فاغتنمه في الطاعات ولا تُحرم أجره ، فلا يفصلنا عنه إلا أياما معدودات، فلو أن ضيفا عزيزا لقلبك طال شوقك له وقد إقترب مجيئه ، كيف ستستقبله ؟؟

وبأي حفاوة ستقابله بها ؟؟ حتما بحبور وفرحة غامرة فهو أحب الشهور للقلوب ، فيه يدعو الداعي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر ، فلا نطيعه في رمضان ونعصيه في أيام اُخر ، ولنجتهد فيه ، حتى نكون من عتقاءه إن شاء الله ، الصوم يُعلمنا قوة الإرادة ويعرفنا معنى الصبر ، فالطاعات الأخرى علانية في معظمها أما الصيام فهو بينك وبين خالقك ، لا يطلع عليه سواه ، هو تزكية للنفس ، وتدريب لها حتى تُغير من المألوف ..

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ..
فهو وقاية وهو مدعاة لنا لترك المعاصي والتوبة النصوح والإياب والعودة لله ، وإخلاص النية له ، فالصائم هو من كفّ كل جوارح عما يُغضب الله ، والترفع عن إذاية إخوانه ، هو إذن مدرسة وهو محراب العابد ، تجد فيها سعادة حين تصومه مخلصا وحين تُفطر فرحا بصيامك ، ولو علمنا ما في رمضان من خير لتمنينا أن تكون كل أيامنا رمضان ، فيه تُغسل الأنفس من أرْدانها وتتجرد لخالقها ، فيه نعرف قيمة نِعم الله علينا ، لا تعرف قيمة النعمة إلا إذا حُرمتها ، مثلا الماء موجود في كل ساعة وحِينْ فلا نُدرك قيمته ، وحين نفطر ونرتوي بعد عطش ونأكل بعد جوع تجد اللسان رطبا بذكر الله يحمده ويشكره على نعمه الجليلة ..

والصيام يجعلك تحس بما يُحس به الفقراء والمساكين ، وتعطف على حالهم وترأف بهم وتكفيهم حاجاتهم ، وتُعينهم وترحمهم ، فأنت صائم شهرا فقط ، فكيف بمن يصوم لأشهر ، فهم في كل البقاع محتاجون لمواساتك لهم والتعاطف معهم ..

إذن فالصيام مدرسة لتهذيب النفس وتنقيتها وهو إمتحان لأنفسنا حتى تجتهد وتَجد في الطاعات ، فالروح تسمو في رمضان وتقترب من بارءها ، وأعظم نعمة الكل ينتظرها بعد الرحمة والمغفرة وهي : العتق من النار ..
نسأل الله عز وجل أن يعتق رقابنا ورقابكم ورقاب كل المسلمين والمسلمات من النار يوم القيامة ...اللهم آمين
ورمضان كريم ..
:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق