الأحد، 1 يوليو 2012

شهر رمضان شهر البطولات والفتوحات الإسلامية





شهور رمضان شهر النور الذي يبدد الظلام هو الأنيس يزيل الوحشة ويخفف العناء ، هو مدرسة نتعلم منها الصبر والأناة ، هو الضيف الذي سيطرق بابنا بعد أيام قلائل ، فجر يلوح قادما إلينا ليزف البشرى ، فيه تُغسل الذنوب وفيه تُصفى الأنفس وفيه تُفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وفيه ليلة هي أعظم الليالي فيها تتنزل الملائكة والروح فيها ، وفيها أنزل القرآن ، وفيه علت رايات الجهاد مرفرفة هنا غزوة بدر قوة الإيمان بها تسلحوا مدافع العزم والإرادة كانت أدرعهم ، هنا فتح مكة ، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، هناك فتح الأندلس رايات الإسلام خفاقة : لا تفشلوا فتذهب ريحكم خطبة طارق بن زياد الشهيرة

قائد مفدى سلاحه الإيمان أعز الإسلام فأعزه الإسلام وأعلى قدره ، وهنا السلطان قطز في ملحمة قل نظيرها أزاح الظلم وأرسى مراكب العدل وطهّر النفس قبل أن يُطهر الأرض حتى تكون على أهبة للعطاء والجود في معركة عين جالوت ، هناك معركة حطين ، معركة الكرامة أعادت القدس لحمانا وجسدت الخلق العالي للقائد صلاح الدين شهد بخله الأعداء قبل الأصدقاء ، طلبوا الشهادة في كل وقت وفي كل حين وزاد تعلقهم بها وطلبهم عليها أكثر في رمضان لم يثنيهم لا بردولا حر ، هو إذن شهر الملاحم تطهير شامل لكل الأردان ، تطهرت الأرواح والأنفس فسمت لربها قامت وقاومت جحافل الظلم ، هو حقا محطة لشحن الهمم ، شهر الخير والنصرة ، شهر كُتبت أيامه بدماء المخلصين ، أفطروا على موائد الجنة ..
كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر ويقابلونه بالفرحة والبهجة  ،حتى تُصفى الأنفس من كل الشوائب وتُقبل على ربها طاهرة نقية ..

كان العيد عندهم حقا عيد بما تحمله هذه الكلمة من معنى ، كانت أفراح الإنتصار تزيد من فرحة العيد وتضفي عليه روعة وفرحة نكهة خاصة  أحسوها ولمسوها فتاقت الأنفس لمزيد من العطاء والبذل ، كيف يكون عيدنا اليوم ومقدساتنا السليبة كئيبة ، كان العيد يعني لهم رمز الفخر والإنتصار ..

 لو وقفنا على هذه المحطات العظيمة لهاته الفتوحات ، وسلطنا الضوء عليها وتذكرنا أمجاد أمتنا ، وأستخلصنا منها العبر ، هي صفحات العطاء تزخر بها أيام رمضان ، خاصة واليوم وقد أضحت القلوب صحراء قاحلة وحل بها القيظ والجذب ماذا لو سقيناها بعبير تاريخنا المجيد ، حتى ترفل في ساحاته وتشف عبير شداه ، وتقف على خامات صنعوا المجد لأمتنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق