الجمعة، 6 يوليو 2012

إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ..

عندما نكتب نعبر عما يختلج أرواحنا ، فحين يبلغ السيل الزبى ويبلغ الحزن منتهاه ، حينها تبحث عن مكان تجد فيه السلوى  كلماتك علها تجد صدى ، فلنعلم أن الله ما خلق خلقا أهون عليه من الدنيا ، هي الدنيا ذاك البحر العريض ، كلما شربت مه زدت عطشا ، هلك فيه الكثيرون ، حين تركوا الحمى الآمن ، والأخوة الصادقة والهدف النبيل ، فأجعل سفينتك تقوى الله ، وعدتك التوكل عليه ، وزادك العمل الصالح ، وأعلم أن الصبر مفتاح الفرج ، وأن مع العسر يسرا ، الكتابة لاتفقد المرء ملامحه أو تجرده عن روحه ، بل هي من تجعله يدرك مكنون روحه وتخفف عنه أحمالا أثقلت كاهليه ، ..

في المقابل حين يكون لأحد إحساس وهاج وصدق في الكلمة ، لماذا يخفيها حتى لا يحضى بها غيره ، فقد يتعرف عليه آخرون عن قرب من خلال كلماته ، ولو فكر كل إنسان أن يحجر على كلماته في مكنون روحه لماتت ولم تعد لها معنى ، أو لحرم الناس عطاءه ، لأن روحه لها طاقة تحمل فنحن بشر ، ففي البوح بما يكتم أنفاسنا نرتاح وخاصة حين نجد من يتجاوب مع كلماتنا ، ويهتم لها ، فقد  يظلم المرء نفسه حين يسجن كلماته ، وفي  حبسها دون وجه حق سيحرم الآخرين أن يتلمسوا من خلالها شخصك وروحك ، إطلق لها العنان وفك أسرها فقد تكون في سراحها أحسن بكثير حين تكون مكتومة أو مسجونة ..

سيقف عندها الآخرون وسيقرأون ما بين السطور وما تحمله تحت طياتها ، وستلقى بعون الله كل الإهتمام ، لن يستطيع المؤمن أن يحيا في عالم وحده بل يعيش مع إخوته يقاسمهم أفراحهم وأتراحهم ويخفف عنهم ، والذئب يأكل من الغنم القاصية ..

لا تعطي الكثير فقط النزر القليل حتى لا تفقد روحك  ، لكن لماذا علينا  أن ربط الكلمات بالروح،  فتضحى جسدا واحدا لو إنفكت عنه حينها تموت الروح ..
لولا فسحة الأمل لمات المرء كمدا، اليأس لامكان له في قاموس المسلم ، لا نكتب حتى يمدحوننا او يقولوا عنا كتاب ، بل حتى نحس بالراحة ونحن نلقى آّذانا صاغية تهتم لنا ونهتم لها ..

أخوة قد لا تجدها في موطن آخر ، فاللهم أجعلنا خيرا مما يظنون وأغفر لنا مالا يعلمون ، أكيد أنك حين تتكلم لن تفقد روحك بريقها ، بل ستجدها بعدما إفتقدته وسيرتاح الفؤاد لأنه خفف عما يثقله ، الإبتلاء قد يختلف من شخص لآخر لكنه يبقى إبتلاء ، إستمد القوة من الله حتى تتغلب عل معيقات الدنيا..

كم أحببنا من خيار هذه الأمة وكم تمنينا أن نحضى بالتعرف عليهم، ونقطف الأزهارمن شدى كلماتهم ونسيم عبيرهم ،  لكن الشهادة كانت غايتهم كلماتهم كانت سلوى لنا ورغم ذلك عزاءنا أن نلقاهم في الجنة بإذن الله حين يجمعنا الله تحت ظل عرشه الكريم إن شاء الله ، وجوه كالقمر ضياءا يغبطهم الأنبياء والرسل هم من جمعهم حب الله هم القابضون على الجمر هم كوكبة ندرت لله نفسها حتى تلقاه وهو راض عنها ..

اللهم إجعلنا منهم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق