الأحد، 15 يوليو 2012

الإسلام روح تنبض بالحياة . تتمة .





لعلماء لهم هيبة وهم محل إحترام وتقدير هذا لا جدال فيه والعلماء ورثتة الأنبياء لم يرثوا لا درهما ولا متاعا ولامالا بل علما يقدمونه للناس بكل نزاهة وحرص ، لكن عن أي علماء نتحدث ؟؟
فليس كل من إرتدى لباس العالم نطلق عليه لقب عالم ، ويحق له أن يخوض في العلم وأن يفتي في كل شاردة وواردة ، حدثنا التاريخ عن علماء أجابوا عن سؤال أو سؤالين وأعتذروا عن الباقي ، خوفا من أي يُفتي بغير علم ويضل خلقا كثيرا بسببه ..
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

والمفتى بغير علم إذا أخطأ يكون إثمه على من أفتاه على من أفتاه لقوله صلى الله عليه وسلم : من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه. رواه أبوداود وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
كان السلف الصالح يحتاط كثيرا قبل أن يكون له موقف من حادثة مستجدة ، أو فتوى حتى يكون عنده العلم الكافي للخوض فيها ..

حدثنا ‏ ‏سليمان بن داود المهري ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏سعيد بن أبي أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏شراحيل بن يزيد المعافري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي علقمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏فيما أعلم ‏
‏عن رسول ‏‏ الله ‏صلى ‏ الله‏ عليه وسلم ‏ ‏قال (‏ ‏إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) أبوداود- الملاحم ..

فهذا الحديث دعوة للتجديد ، وقد إعتبر الكثيرون أن الشهيد حسن البنا يُعد من المجددين بحيث دفع بدماء جديدة  أحيت الهمم وجددت في الفكر ، وفكت قيود الجهل ومحت ما ترسب فيه ، فعندما جاء وجد الأمة تغط في نوم عميق ، سبات ذهب بمكنون أفكارها  وجمدها ، فسعى هو وثلة من أصحابه لبناء دولة الإسلام في قلوبهم حتى يأذن الله لها أن تُبنى على أرض الواقع وهو من أحيى سنة الجهاد ذروة سنام الإسلام ..

كنس الكثير من المغالطت التي طالت الفكر وعلقت به ، أعاد للأسلام حيويته ، كان نبراسا في زمانه ، أعاد للإسلام الحياة في قلبه النابض بعد الركون والخمول الذي طال الأمة ، جدد في المفاهيم وصحح الأغلاط ، أسس حركة إصلاحية تعدت مصر لتصل إلى كل وطن متعطش للحقيقة ، فَهم الإسلام على حقيقته ، فهو عقيدة وعبادة ومصحف وجهاد ، زرع معان جديدة في نفوس المسلمين ، غابت لعقود ، وقف وقفة حازمة أمام  المقولة الشائعة : ما لقيصر لقصير وما لله لله ، المراد بها إبعاد الإسلام عن السياسة وحشره في الشعائر ، وأفرغه من مضمونه الواسع الكامل ، حتى لا يكون له دور فعال في كل مناحي حياة المسلم ، فالإسلام نظام متكامل وشامل وفيه من الحركة والفاعلية ما يجهله أبناءه ..

يريدون تقييده كما شأن الكنيسة ، في الغرب مفهوم لماذا تبنوا هذا الموقف من الكنيسة ، لأن هذه الأخيرة تُعارض العلوم وتعيقها ، بيد أن إسلامنا لا تعارض بينه وبين العلم ، بل يحثنا على كسب كل العلوم ، ولا فصل بينهما ، وحتى وإن فكوا قيود الكنيسة في الغرب وتحرروا من قيودها وفتحوا أبواب العلوم فغايتهم ليست التقرب من الله  حين يقفون على أسرار الكون ليدُلهم ذلك على الصانع والمبدع ، ومصلحة البشرية ، بل السيطرة على العالم وإخضاع الغير لقوتهم وتأمين مصالحهم الفردية ،  أما الإسلام حين يحثنا على سبر أغوار العلوم حتى نحقق غاية كبرى أن نؤمن به حق الإيمان وأن نُسعد البشرية بالعلوم التي بلغناها .

ولا ننسى أن الفقه وكثير علوم طالها التجميد مذ هوى الأسلام ، عاشت الأمة في صدر الإسلام بمثل عليا لأن الوحي كان حاضرا ، وبلغ عزها مشارق الأرض ومغاربها ، وساد العدل وأزدهرت العلوم وسعدت كل  البقاع التي تشربت الإسلام من نبعه الخالص ، فآيات القرآن فُسرت حسب تقدير كل مرحلة مرت بها الأمة ومر بها الإسلام ، فلكل مجتمع وعصر حاجاته المحددة والإسلام هو الكفيل لتلبيتها في كل وقت وحين ..

وحتى إن اختلف المجتمع ففي الإسلام يجد مبتغاه ويجد ما يُرتب حياته ، إذن فليس القرآن والإسلام المسؤولان عن هذا الركود والجمود بل نحن جمدنا مذ إنفصت عراه حبة حبة وطال أوطاننا الإستعمار والإحتلال ، ففترت الهمم ، فالإسلام حث أصحابه على التفكر في سِير الأولين ، والإسلام والعلم يخدمان بعضهما البعض ..
والله أعلم ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق