الجمعة، 20 يوليو 2012

أحقية المسلمين في المسجد الأقصى وواجب الحماية والذود عنه



أخرج البخاري في صحيحه بالسند إلى أبي ذر – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: " المسجد الحرام " قال: قلت: ثمّ أي؟ قال: " المسجد الأقصى " قال: كم كان بينهما؟ قال: " أربعون سنة

المسجد الأقصى والذي يُقصد به كل المساحة داخل السور والتي تضم قبة الصخرة والمسجد الذي يُعرف مجازا بالمسجد الأقصى لتفرقة بينه وبين المسجد الواقع داخله .

وهي أماكن مقدسة لدى المسلمين جسدتها رحلة الإسراء والمعراج ، والتي جمعت كل رسالات التوحيد وجعلت قيادته لأمة الإسلام ، تقلدوا شرف حمايته ، فحين أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة للأقصى وقد سمي بإسمه حتى في القرآن دون مواراة ، صلى الرسول الأكرم إماما بكل الرسل بما فيهم أنبياء بني إسرائيل ، وسلموا له مفاتيحه له إيذانا منهم أنه أصبح في عهدتهم وعلى عاتقهم ومن واجبهم حمايته والذود عنه ..

وهناك أحاديث في هذا الشأن تبرز قيمة المسجد الأقصى وقدره الكبير في نفوس المسلمين ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".رواه البخاري ومسلم

- عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس"، قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه". رواه أحمد وأبو داوود

فبناء المسجد الأقصى تمّ بعد بناء مكة المكرمة بأربعين سنة ، ومن خلال الحديث نستشف أن بناءه قد تم قبل مجيئ يعقوب عليه السلام  ، من هنا نقف على حقيقة أن الأقصى كان قبل الرسالة اليهودية وقطعا ستكون الأرض آهلة بسكانها وهم العمالقة كما أخبرنا التاريخ وهم سكان فلسطين الإصليين ، إذن فهو الأقصى مذ بُني ولا شيئ تحته مما يزعم اليهود ..

وتلك بقاع مقدسة شهدت مرور ونزول عدة أنبياء ، ومن المعلوم أن كل الرسالات جاءت لتوحيد الله ، صحيح جرت عليه العوادي ورُمم أو أعيد بناءه على أسسه الأولى ، الأقصى ذاك مكانه وليس شيئ تحته ، اليهود إعتمدوا في زعمهم على كتابهم المحرف وفيه من مغالطات كثيرة، مما خطه حخاماتهم حتى يُوافق هواهم كيف يكون لهم العهد على المقدسات وهم ظالمين  وحين يدّعون أن العهد لهم من بعد إبراهيم عليه السلام يرد عليه قرآن ربنا :
{ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } (البقرة:124).

فالظالمون ليس لهم عهد من الله وميثاقه لأن عهد الله شرف لا يناله إلا الثقاة ومن سار على الطريق المستقيم ، وقد حشا حاخامتهم كتابهم المحرف بالترهات ووعود كاذبة لأرض الميعاد ، كلمات ما أنزل الله بها من سلطان فالله لا يحابي بين عبيده وكلهم سواء ولا فضل لأحد على أحد إلا بتقواه ، هم يعلمون أن العالم لن يُصدق إدعاءاتهم  ، فما كان منهم إلا أن لبسوا مُسوح التدين حتى يخدعوا السدج ويسوقونهم مثل القطيع  ..

أولا ربطوا عودتهم لأرض الميعاد وبناء مملكتهم بمجيئ المخلص بذلك نفذوا للكنيسة وجعلوا إسمهم أحد أنبياءهم ورفعوا الثورات وشحنوا أتباعهم بخزعبلاتهم حتى يتبعوهم ، وأختاروا نجمة داوود شعارهم وأخيرا يحثون الخطى لإنشاء الهيكل فهم يعلنونها جهارا لا معنى لإسرائيل بدون الهيكل ، هي إذن مؤامرة خطيرة للقضاء على الإسلام وأمته ، وهذا ما يعززه الإستيطان وكذا تهويد كل محيط الأقصى وكان الأقصى دائما خارج أية إتفاقية كامب ديفد وأسلو أو أُرجئ للحل النهائي لغاية في نفس يعقوب ، هي مخططات لبسط أيديهم على مقدراتنا وبناء أسطورة شعب الله المختار !! وهذه البداية فهم يعلمون أن مركز القيادة لبسط نفوذهم على العالم يبدأ من القدس نحو السيطرة على العالم وهذا ما عمدوا إليه في برتكولات صهيون ..

لم تُسفر حفرياتهم عن أي شيئ مما يدعون فقط شوهوا المعالم التاريخية الإسلامية ، وقد دحض إدعاءهم واحد منهم فقد قال أحد علماء الآثار المدعو زئيف هرتسرغ وذلك في تقرير مثير للجدل الموسوم ب ( الثورات لا إثبات على الأرض ) فبعد 70 سنة من الحفريات المكثفة توصل العلماء الآثار لنتيجة مخيفة توحي !! أنه لا شيئ إسمه الهيكل أووجود إمبراطورية سليمان !!

وقالت كاتلين كابيونس مديرة الحفريات في المدرسة البريطانية للأتربة بالقدس بعدما تمعنوا في فحص الأتربة أنه لا مكان للهيكل : حكم حكم من أهلها ، وحتى إن جدد بناءه سليمان عليه السلام فلا يعطيهم هذا الحق فيه لأن العهد يُعطي للأمة المؤمنة ، من المعروف أنه كانت لهم محاريب هُدمت كلها وذلك لأنهم دنسونها ولم يحترموا قدسيتها وجعلوها أوكارا للفساد ، فقد هدمها نبوخت ناصر عام 587 ق م وكذلك الحال في سنة 170 ق م على أيدي الملك أنطونيوس الرابع وهدمت في عهد الرومان عام 70م ..

اما المسجد الأقصى هوهو لم يتغير لا مكانه ولا شيئ تحته ، وقد أكد الباحث الفلسطيني محمد الحلايقة أنه لا أساس لهيكل مزعوم وحتى إن سلمنا جدلا أنه يوجود هيكل في مكان ما فمساحتها الكبيرة التي يدعونها في كتابهم  أكبر من مساحة المسجد الأقصى ، لان الهيكل معناه بيت العبادة الكبير ،
ومن المستحيل أن تهدم معابد أهل الكتاب وتبنى عليها معابد إسلامية فهذ لم يقع قط ، والتاريخ شاهم أن أمة الإسلام لم تهدم قط معبدا أو كنيسا وبنت عليه مسجدا ، وطننا العربي شاهد على ذلك ، فمازالت معابدهم لم تمس ، ولم يطاله لا تخريب ولا أي شيئ ،  فهذا إذن إدعاء يفتقر لدلائل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق